'الرقابة الذاتية أكبر عائق أمام إبداع الكاتبات'

تقول مجدة، س إن "النساء تكتبن دون وعي عن التمييز وكراهية النساء، ولا يُسمح بتسليط الضوء على حقائق الحياة، مثل الحب في الأعمال، ولهذا السبب، يقوم المؤلف بفرض رقابة على نفسه، ثم المجتمع يفرض على النساء".

جينو درخشان

سنه ـ الأدب هو الأصل الأول لسلام الفنان، على الرغم من أن تقاليد الكتابة النسائية قد تم إهمالها إلى حد كبير بسبب مكانة المرأة المتدنية في المجتمعات الأبوية، إلا أن الكاتبات تاريخياً كن مبتكرات بقدر ما تم إهمالهن.

تقول فيرجينيا وولف في كتابها "غرفة خاصة بها" أنه "يجب أن يكون لدى الكاتبة "غرفة خاصة بها" لتكتب أولاً، وبطبيعة الحال، لا ينبغي أن ينظر إلى هذه الغرفة على أنها مجرد غرفة، فهي تحتوي على بُعد وجودي".

ولا شك أن العالم اليوم، وبعد تسعين عاماً من كلمات فيرجينيا وولف، قد تغير، لكن يمكن طرح السؤال مرة أخرى، هل النساء اليوم يتمتعن بحرية الكتابة مثل الرجال؟

 

"هناك العديد من القيود في كتابة الأعمال ونشرها"

في البداية تقول الكاتبة مجده، س إن "الأدب، وخاصة الشعر، له جمهوره الخاص ويجب أن تجتهد لتتقدم في عملك، أحببت الكتب منذ أن كنت طفلةً، وكنت أقرأ دائماً كتب والدي، وتعلمت الأبجدية الكردية في سن مبكرة، ولكنني ذهبت لاحقاً إلى فصل تدريبي على اللغة الكردية، في البداية، كنت أقرأ لفروغ في الغالب وأشعر أنني تأثرت بها في اللغة والشكل، في نوع النظرة الاحتجاجية واللغة الجريئة أو في اختيار الموضوع؛ ولكن سرعان ما شعرت أن لدي ما أقوله؛ خاصة في السنوات الأولى من الحياة الدراسية، ومنذ ذلك الحين أحاول أن أجعل القصائد التي أكتبها تتأثر بمشاعري وبتوقيعي".

وأضافت "للأسف هناك قيود كثيرة سواء في كتابة الأعمال أو نشرها، وهذه القيود مضاعفة بالنسبة لنا كنساء، لقد قررت عدة مرات نشر كتابي، لكن في كل مرة كنت أتعثر في الحصول على الإذن وتكاليفه، الاستثمار في نشر الكتب يتطلب المال، بالطبع يمكنني طباعة القليل منه، لكن مثل أي شاعر، أود أن يكون كتابي متاحاً في جميع المكتبات، وكوني لا أملك المال لطباعة الكتاب، يجب أن أدفع تكاليف تصميم الغلاف وتخطيط الصفحة بنفسي".

 

"شفرة الرقابة أكثر حدة على عمل الرجال من النساء"

عن حال الكاتبات قالت مجده، س "اليوم، عدد الكاتبات في تزايد، والنساء أكثر اهتماماً بالدراسة والوعي الذاتي، لكن الطريق ليس سلساً، وكانت هناك دائماً عقبات كثيرة في طريق المرأة، يعاني الكتّاب الشباب من عدم القبول من الجمهور، وقلة اهتمام النقاد، ونقص الاستثمار في الكتابة، والرقابة الذاتية، وأحياناً عدم أخذ المجتمع لهم على محمل الجد".

وأضافت "في عالم الأدب لا يتساوى عمل الرجل مع عمل المرأة، وتخصص له مساحة أقل، على سبيل المثال، حجم المراجعات المكتوبة على أعمال الرجال أعلى بكثير من حجم المراجعات النسائية، إن شفرة الرقابة الحادة أشد حدة في التعامل مع عمل الرجال من عمل النساء؛ ربما يكون هذا بسبب العقلية الخاصة للمرأة، نحن نواجه قضايا تؤدي إلى الرقابة الذاتية للكاتب، والنساء تكتبن دون وعي عن التمييز وكراهية النساء، لا يُسمح بتسليط الضوء على حقائق الحياة، مثل الحب في الأعمال، ولهذا السبب يقوم المؤلف أولاً بمراقبة نفسه ثم يبدأ المجتمع بفرض رقابة على النساء في جميع المجالات، والرقابة الذاتية هي أكبر عائق أمام إبداع الكاتبات".

 

"الرقابة تدمر بنية وجماليات الأعمال الفنية"

في نهاية حديثها قالت مجده، س إن "المشاكل الرئيسية للأدب والأعمال الأدبية هذه الأيام هي الرقابة، لا يُسمح بنشر العديد من الأعمال الأدبية بسبب عمليات التدقيق والرقابة التي تقوم بها وزارة الإرشاد، لأن جميع المجالات الفنية الأدبية تتأثر أيضاً بالرقابة".

وأضافت "بشكل عام، الرقابة تجعل جميع الأعمال الفنية غير مكتملة وتضر بها، ولا يُستبعد من ذلك الرقابة في الأعمال الأدبية، مثل أن يطلب من الرسام إزالة أو تغطية جزء من اللوحة قبل كشف النقاب عنها، أو أن يطلب من النحات أن يقطع رأس التمثال، أو أن يُخبر المخرج كم مقطع يجب أن يزيله من الفيلم، الأدب كغيره من الفنون، يعاني من الرقابة، وإذا خضع جزء من الأعمال الأدبية للرقابة، فإن بنية وجماليات ذلك العمل الأدبي ستتضرر".