المسرحيات الرمضانية بمدينة بنغازي تحظى بحضور نسوي مميز

المسرح هو المكان الوحيد "مختلط الجمهور" الذي يستقطب النساء في مدينة بنغازي، خاصة في شهر رمضان، حيث تتواصل عروضه المسرحية الليلية لساعات متأخرة.

ابتسام اغفير
بنغازي ـ
في لحظات انتظاري من أجل الدخول إلى المسرح للقيام بعملي، كانت النساء تأتي وتسأل لماذا المسرح مفتوح؟ وحين أخبرهنَّ بأن هناك مسرحية تعرض يقطعنَّ التذاكر، ويدخلنَّ لحضور المسرحية، الحقيقة شعرت بسعادة بهذه العودة بعد الحرب، حيث كانت منطقة وسط البلاد التي يقع بها المسرح الشعبي بمدينة بنغازي آخر الأماكن التي تحصن بها داعش؛ مما جعلها تتعرض للدمار على نحو كبير، ولكن ها هي الآن تعود من جديد بعرض المسرحيات واستقطاب النساء من جديد.
 
لازالت بعض العوائل تستهجنَّ دخول النساء للمسرح
تقول عائشة القني التي جاءت لحضور مسرحية "مقالب ذا فويس" عن حضورها للمسرحيات، وكيف رسخت هذه الثقافة دون الالتفات لما قد يقوله الناس "كان لوقت قريب دخول المرأة للمسرح أمر غير مقبول في مجتمعنا، ولازالت إلى الآن بعض العوائل تستهجن ذلك وتمنع النساء من الذهاب إلى المسرح".
وتشير إلى أنه "لا نستطيع القول بأن هناك إقبال أو عزوف عن ذهاب المرأة للمسرح، لأن تلك الثقافة تترسخ في الأفراد كل حسب محيطه الذي يسمح ويتقبل ذلك، أي بمعنى أنها حالة فردية وليست ظاهرة مجتمعية".
وتجيب عائشة القني عن سؤالنا لها حول تعودها على الذهاب إلى المسرح "زوجي يعمل في الإذاعة وكنا نذهب معاً للمسرح ولكن جاءت فترة لم نعد نذهب؛ بسبب الفوضى والازدحام وعدم الانضباط".
 
"المسرح معلم الشعوب لابد أن يدعم المحتوى الهادف" 
وتشير عائشة القني إلى أن المسرح معلم الشعوب ولابد أن يدعم المحتوى الهادف والتعليمي وليس بالضرورة أن يكون المحتوى فكاهي ضاحك، "بالتأكيد متى قدم المسرح عروضاً جيدة وذات محتوى ثقافي مميز فأنه سوف يستقطب النساء من كافة المستويات".
من جانبها تقول الموجهة في مجال التعليم منى البكوش "إذا كان يوجد بالمسرحيات التي تعرض اسفاف في الأداء، وإذا كان هناك حضور لا يحترم وجود المرأة فبالتأكيد لن نذهب إلى المسرح، ولكن مادامت ثقافة الاحترام والتقدير موجودة فسيكون هناك حضور مميز للمرأة".
وتضيف "على المسرح الليبي الارتقاء في الأداء واحترام الجمهور الذي يأتي لمشاهدة المسرحية، مثلاً أن يتم حجز الكراسي بحسب الدرجة وسعر التذكرة كما يحدث في العالم وليس بطريقة المحاباة، على المسرح أن يدعم نفسه حتى يكسب ثقة الجميع".
 
المسرح الشعبي مميز بحضور العائلات في بنغازي
وحول حضور النساء للعروض المسرحية في شهر رمضان طيلة العقود الماضية يقول الفنان المسرحي القدير رافع نجم والذي تجاوز عمره الفني الأربعة عقود "حقيقة طيلة تاريخي المسرحي الطويل كان الحضور مميزاً للعائلات بمدينة بنغازي، بل أصبح جزءاً من برامج رمضان أن تأتي العائلة الليبية بكاملها لمشاهدة المسرحيات، لأنها وجدت الاحترام والتقدير، والأماكن المخصصة للعائلات"، مضيفاً "نحن نرحب بهم، والمسرح الشعبي للجميع وللعائلة بصفة خاصة، وعادة المسرحيات تناقش أمور العائلة وتضع لها حلولاً، لقد عاد المسرح في شهر رمضان لمدينة بنغازي أي أن طعم وروح رمضان عادت للمدينة لأنه أصبح جزءاً من تقليدها وهو حضور ثقافي مميز".