'الكمان صديقٌ يشعر بأحاسيسنا ويشاركنا فيها'

تعزف سيدار محمد وشقيقها دليار بحب كبير على آلة الكمان التي تعتبر الأصعب من بين الآلات الموسيقية، ومع بزوغ أشعة شمس الصباح الأولى ينتشر صوت كمانهم في أرجاء الحي ويتشاركان مشاعر الصداقة مع بعضهما البعض من خلال آلة الكمان.

رونيدا حاجي
الحسكةـ
تتشارك سيدار محمد (17 عاماً) وشقيقها دليار (18 عاماً) مشاعر الصداقة من خلال آلة الكمان. فتربطهما مع بعضها البعض علاقة صداقة جميلة جداً أكثر مما تربطهما علاقة الأخ والأخت، وقد تعلما العزف على آلة الكمان في سن التاسعة، وتمكنا من التطور والتقدم بالدعم الذي قدمته لهما أسرتهما. ويبدأ عزفهم على الكمان يومياً بموسيقى نشيد "أي رقيب" حيث تبعث ألحان كمانهم الفرح والسعادة في قلوب سكان الحي مع بزوغ أشعة شمس الصباح الأولى. 
سيدار محمد وشقيقها دليار من سكان حي الكلاسة بمدينة الحسكة في شمال وشرق سوريا. ويعيشان ضمن أسرة مكونة من خمسة أفراد، والدهم ووالدتهم يعملان مدرسان للغة الكردية، وقد عملا جاهدين على تنظيم أطفالهم وتنميتهم وتطويرهم في كل المجالات. وقد تحدث لنا كل من سيدار ودليار محمد عن تجربتهما.
 
صداقة سيدار ودليار
تلمس الموسيقى روح الإنسان وتخاطبها وتجعل الناس يشعرون بتفاصيل الحياة. وصفت لنا سيدار محمد حبها للموسيقى على النحو التالي "في طفولتنا لم تضع أسرتنا العوائق أمامنا أبداً، بل على العكس من ذلك قدموا لنا يد العون وقاموا بدعمنا. فقد كان والدانا أيضاً يحبان الموسيقى كثيراً، ولطالما أرادا أن نتعلم العزف على آلة موسيقية. اخترنا أنا وأخي دليار آلة الكمان، لأن صوتها جميل ورقيق ويعبر عن مشاعرنا وأحاسيسنا. فالموسيقى هي لغة الروح ومن خلالها نشأت بيني وبين أخي صداقة قوية. ففي الوقت الحاضر هناك القليل من علاقات الصداقة التي تربط بين الأشقاء، لكننا أنا ودليار نفهم بعضنا البعض جيداً وتمكنا من تعزيز صداقتنا من خلال الموسيقى أكثر من مستوى الأخوة". 
 
التشارك في الدراسة والموسيقى
بالإضافة إلى الدراسة خصصت سيدار وشقيقها دليار بعض الوقت للموسيقى، ففي وقت الفراغ يجلسان مع بعضهما البعض ويعزفان على الكمان. وهكذا تابعت سيدار محمد حديثها "أدرس أنا ودليار في المرحلة الثانوية. هو في الصف الثاني عشر وأنا في الحادي عشر، وإلى جانب الدراسة خصصنا وقتاً للموسيقى. نحن لا نقصر في دراستنا ونتمرن معاً على عزف الكمان كل يوم. فالموسيقى بالنسبة لنا راحة واسترخاء، صداقة، فرح وسعادة. فنجلس في حديقة منزلنا ونعزف على الكمان، وعندما يسمع جيراننا موسيقانا يقولون لنا إنها جميلة جداً وأنهم سعداء بها. في البداية تلقينا تدريبات العزف على يد أحد معلمي الكمان، لكننا الآن نعمل على تطوير عزفنا بأنفسنا. نحن لا نريد أن يذهب وقتنا سدى، وفي البداية عندما نحمل الكمان نعزف نشيد "أي رقيب" لكي نتابع عزفنا بعدها بقوة وحماس".
 
"الملابس الكردية تحدد هويتي"
في كل مرة تعزف فيها سيدار محمد على الكمان تلبس الثياب الكردية الفلكلورية أيضاً، وتقول بخصوص هذا الموضوع "كل أمة معروفة بملابسها الفلكلورية. وفي كل مرة نخرج فيها أنا وأخي للعزف على الكمان أرتدي أزيائي الفلكلورية، أريد الظهور بلون ثقافتي والانسجام معها. الآن أيضاً يتم شن حرب خاصة على الشباب ومن خلالها يتم تدمير وطمس الثقافة، لذلك يجب علينا الاهتمام بثقافتنا. شاركت أنا وأخي في العديد من المهرجانات وقدمنا منتجاتنا الموسيقية".
 
سنصبح عازفي كمان
وصف دليار محمد أيضاً الكمان كصديق له وقال "الكمان بالنسبة لي ولأختي صديقٌ يشعر بأحاسيسنا. وبعد أن ننهي دراستنا سنصبح عازفي كمان وسنكون منتجين في جميع مجالات الموسيقى".