الحرب والنزوح لم يؤثرا على مواهبهن إنما حولنها لقوة نحو التقدم

حولت كاتبات من مقاطعة عفرين نازحات قسراً لمقاطعة الشهباء في إقليم شمال وشرق سوريا معاناة النزوح والصعوبات التي يمرون بها لكتب أدبية، وشعرية، وتعليمية وتوعوية موجهات رسالة أنه بالإصرار والإرادة يمكن تحقيق الهدف رغم الظروف الصعبة.

فيدان عبد الله

الشهباء ـ على هامش احتفالية نظمها اتحاد المثقفين في مقاطعة عفرين - الشهباء بإقليم شمال وشرق سوريا في 22 حزيران/يونيو، وقعت كاتبات من مقاطعة عفرين المهجرات قسراً في الشهباء مجموعة من الكتب تنوعت ما بين مواضيع أدبية، وشعرية، وتعليمية وتوعوية.

روكان حسين من أهالي ناحية جندريسه، نزحت قسراً في عام 2018 مع أهالي المنطقة، بدأت الكتابة بعمر 14 عاماً وكان التدوين والقراءة حينها هواية تحب ممارستها ولم يكن في بالها أن تصبح كاتبة، لكنها كانت وسيلة تلجأ إليها للتعبير عن مشاعرها وأحاسيسها.

أوضحت أنه بعد تهجيرهم قسراً لمقاطعة عفرين زادت الصعوبات والآلام مما دفعها للتمسك بالقلم واللجوء للكتابة والتعبير عما بداخلها عن طريق تدوين ما تمر به وما تواجههه العفرينيات في المهجر من عوائق وفقدان أغلى ما يملكون، مؤكدة أن نساء مقاطعة عفرين منذ 7 سنوات وهن تقاومن ظروف الحياة الصعبة في ظل النزوح في سبيل تحرير أرضهم من المحتل التركي.

وبينت أنها تمكنت مع أربع كاتبات أن تجمعن مشاعرهن في كتاب مشترك سمي بـ "شذرات أنثوية" والذي يروي معاناة التهجير والبعد عن الأرض والحرب والاشتياق للوطن.

استطاعت روكان حسين تنمية موهبتها في الكتابة والتعبير عما بداخلها من خلال دورة تدريبية لكتابة القصص افتتحها اتحاد المثقفين وبدأت مسيرتها في الكتابة بتدوين الخواطر والقصص القصيرة إلى القصائد والأبيات الشعرية وللاتحاد دور كبير في توقيع هؤلاء النساء لكتبهن لما قدموه من مجهود ودعم معنوي ومعلومات لهن.

وأكدت على ضرورة دعم الأقلام الصغيرة للتعبير عن مواهبهن في ظل الظروف والأوضاع الراهنة التي تمر بها المنطقة، معبرة عن فخرها واعتزازها بما قدمته من أبيات ومشاركة في إعداد كتاب شذرات أنثوية "من خلال نشر وطباعة هذا الكتاب وقراءته للأجيال القادمة له سيدركون مدى المعاناة والصعوبات التي مررنا بها ورغماً عن ذلك لم نتخلى عن تنمية مواهبنا بل على العكس ازدادنا قوة وتقدم".

وترى أن الاستسلام يعني دمار ونهاية الإنسان وبالإصرار والإرادة يمكن تحقيق الهدف، فهي تطمح بعد توقيعها لكتابها الأول شذرات أنثوية الذي كان باللغة العربية أن تكتب كتاب آخر باللغة الكردية وتشارك بأشعارها وقصصها في مجلات وصحف محلية.

وبينت أنهم بدأوا في إعداد الكتاب قبل 3 أعوام لإرساله للطباعة والنشر إلا أنه وبسبب ما تفرضه حكومة دمشق من حصار خانق على المقاطعة لم يتمكنوا من إرساله بشكلٍ فوري إلى حين إقامة حفلة توقيع الشهر المنصرم.

صاحبة كتاب "الإسعافات الأولية" ساكينة عربو ذات الـ 40 عاماً وهي ممرضة وعضوة في حركة الهلال الأحمر الكردي أوضحت أن فكرة إعداد كتابها جاءت بعد أن عملت لفترة زمنية طويلة في المجال الصحي والتوعوي وتقوم بإلقاء المحاضرات التوعوية في جميع مخيمات النزوح والقرى التي نزح إليها أهالي عفرين في الشهباء.

أرادت ساكينة عربو أن تكون أكثر فعالية ودوراً بين مهجري عفرين وعليها بدأت بكتابة ما تعرفه عن الإسعافات الأولية في كتاب دونته باللغة الكردية وحول ذلك قالت "حينما بدأت بالكتابة كتبت باللغة العربية إلا أنه فيما بعد رأيت أن هناك الكثير من الإرشادات والإسعافات الأولية المتوفرة في وقتنا الراهن باللغة العربية بالمقابل فإن الكتب التوعوية للإسعافات الأولية باللغة الكردية معدودة أو شبه معدومة وعليها أعددت الكتاب باللغة الكردية".

وعن مضمون الكتاب أوضحت "يتطرق الكتاب لكيفية التعامل والتصرف مع جميع الحالات الإسعافية كالحروق، الكسر، الأطفال، الجروح وتنظيفه، التعامل في حالات الخنق وزن الطفل، الفيتامينات، المياه وضرورتها، الأمراض المنتشرة الحصبة، الكوليرا، اللقاحات وأهميتها".