الغناء وسيلتها للتعريف بقضية وثقافة شعب منطقتها
تسعى الفنانة كشبين نبو إلى تشجيع الفتيات لإظهار مواهبهن وتطويرها ورفع سوية الوعي لدى المجتمع من خلال الأغاني الثورية والشعبية.
سيبيلييا الإبراهيم
الرقة ـ رغم كافة التحديات التي تواجه الفنون بشكل عام ومنها الغناء إلا أن بعض الفتيات تسعين لإعادة فن الغناء لحقيقته وتفعيل دور المرأة فيه، للمساهمة في توعية المجتمع وتعريف الشعوب الأخرى بثقافتهم وقضيتهم وإعادة الفن لحقيقته وجوهرهُ.
يعتبر الفن سلاح ذو حدين فمن جهة يساهم في رفع الوعي لدى المجتمع ومن جهة أخرى يساهم في التعريف بقضايا وثقافات الشعوب إذ ما تم تطويره والعودة إلى تاريخه، ففي الوقت الذي تلعب فيه الرأسمالية دورنا سلبياً في جعل الغناء سلعة، إلا أن بعض المجتمعات لا تزال تحافظ على حقيقة الفن وجوهرها ومنه شعوب إقليم شمال وشرق سوريا الذين يسعون ويساهمون في إعادة فن الغناء لحقيقته والمساهمة في تفعيل دور المرأة في هذا المجال أكثر لرفع وعي المجتمع.
قالت كشبين نبو (19) عاماً من مقاطعة الفرات وتفطن في مقاطعة الرقة "خلال رحلتي الدراسية اكتشفت موهبة الغناء بفضل دعم زميلاتي واساتذتي، الأمر الذي دفعني لأطور هذه الموهبة، فانضممت لمركز الثقافة والفن وتلقيت تدريبات على الصوت مما ساهم في انخراطي بمجال الغناء وتطويره"، مشيرة إلى أن "المركز الثقافي كان يدعم المواهب وينميها مما يشجع على الاستمرار فيها وخاصة المواهب لدى النساء فأصبحت عضوة فعالة فيه".
وعن أهمية دور المرأة في الفن وعلى وجه التحديد الغناء أكدت أن "الغناء يمثل حقيقة المرأة وروح الطبيعة ووجودها في هذا المجال مكان تشجيع ومثال لغيرها من النساء وخاصةً في ظل الحروب التي شهدتها المنطقة والتي أثرت على واقع المرأة مما يجعلها بحاجة إلى فسحة لتعبر عما بداخلها".
وأوضحت "أسعى إلى تفعيل دور النساء في هذا المجال والغناء بكافة الألوان، فتواجدي اليوم هو بمثابة تشجيع لكافة الشابات على الانخراط ضمن كافة المجالات ومن جهة أخرى أحاول بموهبتي تغيير نظرة المجتمع النمطية تجاه النساء، فكان لدي العديد من المشاركات في فعاليات ومناطق مختلفة".
وعن المعوقات التي اعترضت طريقها قالت "في البداية كنت أعاني من رهبة الجماهير أثناء وقوفي على المسرح والغناء كفتاة، لكن والدي كان من المشجعين لي بأن أكون قدوة لغيري من الشابات، فالغناء شيء مهم ومميز بنسبة لي فمن خلاله استطيع أن أعبر عن مشاعري واخلق جواً من الفسحة لذاتي، إلى جانب التعريف بثقافة الشعوب والثورة في المنطقة بحكم أنني أغني باللغتين الكردية والعربية وأحاول التعبير من خلال ذلك عن تراث الرقة الفراتي والتراث الكردي".
وأضافت "كما أني أسعى من خلال الفن إلى رفع سوية الوعي لدى المجتمع بحكم أن أغلب الأغاني التي أغنيها هي ثورية وشعبية وثقافية مما تساهم في معرفة الشعوب بتاريخهم وتوعيتهم بحقيقتهم، فلكل أغنية رسالة وهدف"، مشيرة إلى أنها من خلال أغانيها استطاعت أن تغير ذهنية المجتمع تجاه النساء في مجال الفن وأصبحت مكان تشجيع للعديد من الشابات بإظهار مواهبهن.
وشجعت كافة الشابات والشبان على الانخراط ضمن المجال الفني وتطوير مواهبهم لتغير نظرة المجتمع تجاه ذاتهم والقيام بأعمال مشتركة بين كافة المكونات عن ثقافة وتراث الشعوب في المنطقة كأعداد كليبات بكافة اللغات في المنطقة وعلى كافة الأهالي دعم أبنائهم وبناتهم في إظهار مواهبهن وتطويرها.