'الغناء التراثي وسيلة مهمة للحفاظ على الهوية الفنية'

تملك منة الله طعمة صوتاً مميزاً، تحسن من خلاله تقديم الأغاني التراثية، التي ترتبط بذاكرة أهالي الرقة، وتفضل هذا اللون على غيره من الألوان، وتقول إنه وسيلة مهمة للحفاظ على تراث المنطقة من الاندثار.

غفران الحسين
الرقة ـ  
منة الله طعمة ذات الـ 15 عاماً من مدينة الرقة في شمال وشرق سوريا تدرسُ الآن المرحلة الإعدادية، ترعرعت ضمن عائلة فنية مكونة من سبعة أشخاص، مُحبة للفن والتراث الفراتي.
وتعزف على آلة الدف، وتتعلم من والدها العزف على آلة العود، وعن دخولها عالم الغناء واكتشاف موهبتها الفنية، تقول "نشأت في كنفِ عائلةٍ تحبُ الغناء والتراث الشعبي، ووالدي من اكتشف موهبتي عندما كان عمري 11عاماً، واليوم أغني مع شقيقي، وهما الداعمان لموهبتي واللذان شجعاني للوصول إلى هذه المرحلة من التطور".
وتضيف "كنتُ أشارك في الفعاليات التي كانت تُقام في المدارس، وعندما كنتُ في الصف السادس دخل معلم الموسيقا وقال بأنه هناك شخص يدعى عبد الغفور الخلف من مؤسسي فرقة الرقة للتراث الشعبي يبحثُ عن أصوات جميلة لضمها إلى فرقة الرقة، وبعد أن سمع صوتي أُعجب به". 
ودربها عبد الغفور الخلف على مدى ثمانية أشهر، وعلمها كافة ألوان الفن في الرقة من المواويل والعتابة والمولية، وغيرها من أنواع الفن ومنها الأغاني العراقية.
وعن مشاركاتها في الفعاليات تقول "احتفالية الذكرى الأولى لتحرير مدينة الرقة في عام 2018 كانت من أهم الفعاليات التي شاركتُ فيها، كما شاركت في مهرجان المرأة الفراتية في نفس العام، وعيد نوروز في أعوام 2018، و2019 و2021، ومهرجان التسوق 2019، وفي هذا العام غنيتُ في فعاليات الثامن من آذار في قامشلو، الطبقة، الرقة، ومهرجان التسوق الذي أقيم في الرقة".
وأما عن الأغاني التي تقوم بتأديتها وسبب اختيارها لها، قالت "أغني اللونين الرقاوي والعراقي، وأميل خاصة إلى غناء الأغاني التراثية والشعبية أكثر من الحديثة"، مبينة أن هذا النوع من الغناء هو غذاء للروح ووسيلة للحفاظ على التراث من الاندثار.
وشاركت منة الله طعمة في فيديو كليب حمل اسم "أصالة الروح" بمُشاركة العديد من الفرق الشعبية منها فرقة الرقة للتراث وفرقة الطبقة وفرقة منبج ومجموعة من الفرق الكردية من مدينة قامشلو، وهذا الفيديو تم تصويره في قلعة جعبر في شهر شباط/فبراير عام 2020، واستمر تصويره مدة ثلاثة أيام متتالية، "أديتُ وصلة غنائية ضمن هذا الفيديو باسم "عمي يا بياع الورد" وكان لها صدىً واسع كونها مزج بين جميع ثقافات المنطقة".
وتواصل منة الله طعمة دراستها بحيث لا يؤثر غنائها على إكمال تعليمها "أنظم أوقاتي ما بين الدراسة والغناء، وأطمح إلى تحقيق هدفي في أن أكون محامية"، وتقول إن على جميع الشابات في مدينتها اللواتي يمتلكنَّ الموهبة الاهتمام بالتراث الرقاوي وإيصاله إلى العالم "على الشابات الخروج من جدران المنزل وتنمية مواهبهنَّ، والمساهمة في نشر التراث والثقافة والنهوض بها".