"الفن والأدب يطوران المجتمع"
تعزف نارين حسن البالغة من العمر 15 عاماً على آلة البزق (الطمبور)، تغني، وتقرأ الشعر وتريد أن تصبح طبيبة في المستقبل
نجاح معيش ـ هيلين كمو
الحسكة ـ .
بعد ثورة روج آفا التي انطلقت في19 تموز/يوليو 2012، تغيرت العديد من النظم في جميع مناطق شمال وشرق سوريا، وشاركت كافة المكونات في إدارة هذا النظام الجديد، ونال كل شعب في المنطقة حرية التحدث والتعلم بلغته الأم، مما كان له الأثر الإيجابي البالغ في جميع ميادين الحياة وعلى كافة المكونات، وخصوصاً المكون الكردي الذي تمكن من القراءة والكتابة وممارسة المهن والفنون ومنها الغناء بلغته.
وكانت الفتاة الكردية نارين لقمان حسن القاطنة في مقاطعة الحسكة في شمال وشرق سوريا من بين الشابات اللواتي مارسن هواياتهن في الغناء واستطعن تطوير لغتهن وفنهن.
تلقت تعليمها بلغتها الأم وهي تدرس حالياً في الصف الأول الثانوي بمدرسة أحمد زعال. وتمارس إلى جانب دراستها الغناء والتعلم على آلة البزق، وطموحها في المستقبل أن تصبح طبيبة.
"الفن هوايتي"
قام والدا نارين حسن بدعمها وأهدياها بزقاً عندما وجداها تتمتع بصوتٍ جميل وتحب الفن. هكذا تتحدث نارين عن دعم والديها لها وعن الطريق الذي وجهها نحو الفن: "عندما كنت طفلة كان الفن هوايتي. وعندما بدأت بالغناء قال لي والداي 'صوتك جميل جداً 'وقدما الدعم والعون لي. كنت أحب البزق جداً فاشترا لي واحداً. كنت في الصف السابع عندما بدأت التدرب على عزف البزق. لكني اضطررت إلى توقيف تدريباتي على العزف حين وصلت إلى الصف التاسع بسبب صعوبة الدراسة"
"البزق آلة كردية"
بعد انقطاع دام عاماً، تواصل نارين حسن الآن تدريبها على عزف البزق مرة أخرى في مركز اتحاد شبيبة روجافا (YCR) في حي المفتي بمقاطعة الحسكة. وتقول "ماعدا البزق لا أميل إلى العزف على أية آلة أخرى".
والبزق أو الطمبور هو آلة كردية الصنع ورمز للقومية الكردية لا تخلو بيوت الغالبية منها.
ترى نارين لقمان حسن أن الفن وسيلة مهمة لتطوير ثقافة الكُرد الأصيلة والحفاظ عليها، وتوجه هذه الرسالة للشباب الكُرد: "يجب على الشباب الكُردي، وخاصة الشابات اللواتي يهتممن بالفن العمل على استمرار فنهم والحفاظ عليه، كما يجب عليهم عدم ترك مدارسهم. فالفن والأدب هما من يطوران المجتمعات. لذا لا يجب ألا يتملك الخوف أي أحد، بل يتوجب عليه مواصلة فنه من أجل الحفاظ على كينونة مجتمعه ووجوده."