الأطفال في إقليم شمال وشرق سوريا يستعدون لمهرجانهم الفني
تستعد حركة الهلال الذهبي لمهرجان فنون الطفل 2024 في الأول من أيلول/سبتمبر المقبل، من خلال تدريب الأطفال في مجال التنظيم والفن.
سوركل شيخو
الحسكة ـ تنظم هيئة الثقافة والفنون بقيادة حركة الهلال الذهبي في إقليم شمال وشرق سوريا في الأول من أيلول/سبتمبر من كل عام مهرجاناً فنياً للأطفال على مدى ثلاثة أيام، ويتضمن عروضاً في مجالات الأغنية والمسرح والرسم والأعمال اليدوية، بهدف تطوير مهارات الأطفال، ويقام لمدة ثلاثة أيام.
يُقسم الأطفال الذين يستعدون للمهرجان الذي سيقام في إقليم شمال وشرق سوريا، إلى فرقتين غنائيتين واحدة كردية وأخرى عربية، بالإضافة إلى فرقة رقص للأطفال تم تشكيلها حديثاً.
وعن تحضيراتهم وأهمية إقامة المهرجان، قالت رشا علو عضو إدارة حركة الهلال الذهبي في مقاطعة الجزيرة بإقليم شمال وشرق سوريا، أن تدريبات الأطفال المشاركين في مهرجان فنون الأطفال مستمرة منذ 9 أشهر.
وأضافت "ندرب الأطفال جيداً من حيث التنظيم والفن، حتى يتمكنوا من إظهار ألوانهم في المهرجان. أطفالنا شتلات اليوم وأشجار الغد، ولأننا نريد بناء مجتمع حر وديمقراطي علينا أن نبدأ من الأطفال، فمن المؤكد أن أحد أهدافنا كحركة الهلال الذهبي هو بناء الأطفال على أفكار حرة، وعلى هذا الأساس يتم تطوير دورات التعليم لتنمية مهاراتهم، إلى جانب التدريبات الفنية، ولأن الثقافة تأتي قبل الفن، وبناءً على هذه النقطة نحن الآن نزرع في عقل الأطفال وشخصيتهم أن المهم هو الثقافة. تلقي التدريبات الفنية جنباً إلى جنب مع القوميات والجنسيات الأخرى، تعني الكثير ويجب الحفاظ على التنوع والتعددية الثقافية الموجودة".
وبينت أن مركز الهلال الذهبي وحركة بلاد الرافدين أصبحوا اليوم مدرسة لتعلم ثقافة وفنون الأمم "تحت مظلة المركز يأتي الأطفال الكرد والعرب من كلا المكونين ويتعلمون ثقافتهم وتاريخهم من خلال تعلم الأغاني والدبكات، وإلى جانب احترام الثقافات المجاورة، فإن كل أمة تتلقى تدريبها بلغتها وثقافتها وفنها، لذلك نريد اليوم أن نخلق مثل هذه الفكرة في شخصية الأطفال. أهم شيء نقوم به الآن هو تنمية حب الوطن والوطنية والسعي نحو الحرية الذي تلقيناه من القائد عبد الله أوجلان، وعلى هذا الأساس تستمر زياراتنا لأسر الأعضاء وكذلك زياراتنا للكومينات وجميع الأطفال والترويج للهلال الذهبي وأهدافه. لقد تحملت حركة الهلال الذهبي عبء تنظيم الأطفال، لذلك نواصل العمل والنضال من أجل بناء ثقة الأطفال وكسر أسوار الخوف وتحريرهم وزيادة عدد الأعضاء".
وأشارت إلى أنه "تعيش جميع الجنسيات والأمم على أرض بلاد الرافدين، وهنا يشارك الأطفال من جميع الجنسيات والقوميات في مهرجان فنون الأطفال بأغانيهم ومسرحياتهم ورقصاتهم، وهذا التنوع والتعدد الثقافي للمنطقة يخلق فسيفساء جميلة من الشعوب والثقافات وهذا هو المعنى الأعظم للحرية".
وذكرت رشا علو هجمات الاحتلال التركي التي تؤثر على نفسية الأطفال، لافتةً إلى أن الهلال الذهبي يلعب دوراً في تحسين نفسية الأطفال من خلال الغناء والرقص "في ظل الحرب والهجمات، نقدم للأطفال الأمل وحب الحياة، لأننا نعلم جيداً مدى تأثرهم بالحرب، ونظراً لأن الأطفال هم الأكثر تأثراً ولا يمكنهم التعبير والشرح للآخرين، فإننا لا نسمح للأطفال بالبقاء في هذا الوضع وسنكون قادرين على مساعدتهم. لذلك، مع انتهاء الموسم الدراسي وإغلاق المدارس، قمنا بزيادة عدد أيام التدريب في المركز، كما نقوم بتنظيم حفلات للأطفال من وقت لآخر، بحيث تكون معنوياتهم عالية دائماً ويحبون بعضهم البعض أكثر".
وشددت على ضرورة "أن نبذل كل طاقتنا في تربية وبناء الأطفال، لأن ما نزرعه اليوم سنحصده غداً، لذلك هذا هو أول واجب يطلب منا القيام به نحن والأسرة. بعيداً عن الحرب، دعونا نحاول تعريف الأطفال بالأغاني الفولكلورية والاستماع والغناء، هذا ما يطلب من معلمي الموسيقى والغناء والرقص القيام به".
وفي ختام حديثها أكدت رشا علو على "أن نكون قادرين على تعليم أطفالنا أكثر حتى نتمكن من تربيتهم على الحرية ويجب أن نتحلى بالصبر، فكلما زادت الطاقة التي نمنحها للأطفال اليوم، كلما زاد العائد علينا غداً".