إحياء قصص الجدة... بدايتها في الرسم التوضيحي الاحترافي
يحمل كتاب الكاتبة جاله يوسف نجاد الذي جاء تحت عنوان "هیواي فڕین" رسالة حماية البيئة والسلام والصداقة واللطف مع الحيوانات.
سنية مرادي
سنه - يرى الأطفال أكثر مما يسمعون، وهذا ما جعل القصيدة والقصة تبقى في ذهن الطفل من خلال الصور، ويبقي المؤلف والرسام في علاقة وثيقة مع بعضهما البعض.
يقوم الرسام بإحياء كلمات المؤلف ويجعلها مرئية ويعطيها للطفل، ومن خلال الصور يرى الطفل الشخصيات بجانبه ويتعلم منها ويحبها، ولهذا السبب، يقع على عاتق الرسام مهمة ثقيلة وعلى المؤلف أن يكون حذراً للغاية في اختيار الرسام.
جاله یوسف نجاد رسامة كاريكاتير وكاتبة من مدينة سنه شرق كردستان، نشطت منذ سنوات عديدة، ونظراً لمعرفتها بعواطف الأطفال وحبها واهتمامها بأعمال الرسم التوضيحي، بالإضافة إلى سنوات من الممارسة، فقد تمكنت من النجاح في عملها وجذب انتباه العديد من الكتاب في مجال الأطفال وتصوير العديد من القصص.
وقالت "لقد أحببت الرسم منذ أن كنت طفلة وتعلمت أيضاً الرسوم التوضيحية للكتب بمجهودي الشخصي، كنت أرسم القصص التي كانت جدتي ترويها لي وبدأت من هذه النقطة، إلا أنني بدأت احتراف الرسم عام 1991، وأول القصص التي طبعت كرسوم توضيحية كانت قصص جدتي، والتي كانت تنشر في مجلة سیروان الأسبوعية".
وأضافت "بعد ذلك قمت بعمل رسوم توضيحية لبعض المؤلفين، وتم نشر عدد منها، لكن أول كتاب بدأت بكتابته بنفسي (هیواي فڕین) بين عامي 1993 و1994، وفي عام 1996 أكملت الرسم التوضيحي وأصبح جاهزاً للطباعة، ولكن في تلك السنوات، وبسبب الضغط الذي كان عليّ لنشر كتابي، تخليت عنه وبدأت في رسم الرسوم التوضيحية لمؤلفين آخرين، وكما ترون هنا، قمت برسم حوالي عشرين كتاباً".
بدأت جاله یوسف نشاطها المهني عام 1991 وانضمت إلى مجموعة فناني العصر، وتقول عن ذلك "قبل أن أبدأ نشاطي المهني، أخذت أيضاً دورات في الرسم والتصوير الزيتي وبدأت عملي في الكاريكاتير وبهذا تقدمت. الرسوم التوضيحية والكاريكاتير قريبان جداً من بعضهما البعض وكلاهما فيه نوع من المبالغة، والفرق الوحيد هو أن الكاريكاتير قضية شعبية واجتماعية وتطبع في الغالب في الصحافة، أما الرسوم التوضيحية في الكتب فهي قضية منفصلة".
ولفتت إلى دخولها عالم الرسم التوضيحي "لدي طفل داخلي نشيط وأنا شخص سعيد، أنا مهتمة بعالم الأطفال السعيد والملون والخالي من الهموم، ولهذا السبب انجذبت إلى رسم كتب الأطفال، وقصة أخرى قادتني إلى هذا الاتجاه وهي عندما كنت في المدرسة الابتدائية وخرجنا مع والدي اشتريت كتاب قصص اسمه (احتفال رأس السنة) وعندما أحضرته إلى المنزل رأيت أنه لا يحتوي على صور جميلة، لم يكن يتضمن ألوان سعيدة، أو حس الفكاهة ولم يجعلني أشعر أنني بحالة جيدة، وفي ذلك اليوم قلت لنفسي أنه عندما أكبر يجب أن أقوم برسم الكتب لكي تكون سعيدة وجذابة للغاية، وأن كل من يراها سوف يحبها".
جاله یوسف نجاد كفنانة تُعبر عن الصعوبات من خلال فنها "هناك صعوبات كثيرة في طريق كل فنان وخاصة في مجال نشر الكتب، قمت بنشر كتابين هما (هیواي فڕین) وهي قصة كردية، إضافةً إلى كتاب التلوين للأطفال وهو عبارة عن صور ليقوم الأطفال بتلوينها، تكلفة طباعة هذه الكتب مرتفعة جداً، وإذا تمكنا من الحصول على قرض أو إذا كان هناك رعاة لطباعة الكتب، فسيكون ذلك بمثابة مساعدة كبيرة، لأن لدي الكثير من الكتب لطباعتها".
وأشارت إلى أن كل فنان لديه هدف في أعماله "كل فنان يريد أن يغرس فكرة من خلال فنه، كرسامة، هناك رسالة في كل من رسوماتي، مثل الصداقة مع الطبيعة وحمايتها، وعالم سعيد، وأننا نستطيع جميعاً أن نعيش معاً مثل هذه الألوان الجميلة. الكتاب الذي قمت بتأليفه ورسمه (هیواي فڕین) يشير بالضبط إلى هذه القضايا، حماية البيئة والسلام واللطف مع الحيوانات".
وعن أهدافها في المستقبل قالت "لدي أهداف في الفن سأحاول بالتأكيد تحقيقها وسأنشر بالتأكيد كتباً من تأليفي ورسوماتي"، لافتةً إلى أنه "بالنسبة للنساء اللاتي ترغبن في دخول مجال رسم الكتب، يجب أن أقول إنه لا يوجد طريق مختصر، وهذا ينطبق على جميع الوظائف، وخاصة الفن، ولذلك عليهن العمل لسنوات وسنوات، والحفر خلف الكواليس وهناك العديد من الطرق التي يجب تجربتها وتجربتها، وكما قلت ليس هناك طرق مختصرة، فقط ينجح الإنسان من خلال تقديم مجهود أكبر".
واختتمت حديثها بالتأكيد على فكرة العمل بجد من أجل النجاح "في أي عمل، إذا كانت لديك الموهبة والإمكانات اللازمة وعملت بجد، فسوف تنجح بالتأكيد، ولكن إذا أردنا أن نصل إلى وجهتنا في وقت قريب جداً، فهذا مستحيل. عملت لسنوات رسامة عصامية تماماً، وتحولت هذه التمارين إلى تجارب، وتحولت هذه التجارب إلى هذه الكتب واحداً تلو الآخر، وعندما أنظر إليها أشعر بالرضا عنها جميعاً".