'تصعيد نضال المرأة في حزب سوريا المستقبل هو الرد الأمثل على المساعي التركية'
"المرأة التي سعت تركيا لكسر إرادة النساء في شخصيتها باتت أيقونة النضال ومضرب مثل للمرأة الحرة ليسير اليوم الآلاف على طريقها"، هذا ما قالته آسيا الحسين رئيسة مكتب التنظيم في مجلس حزب سوريا المستقبل لمدينة منبج وريفها
سيلفا الإبراهيم
منبج ـ .
دائماً ما كانت الثورات التي قادتها النساء تنتهي بالنصر كالثورتين الكوبية والفرنسية، ويقول القائد عبد الله أوجلان إن "الثورة التي لا تحوي المرأة في صفوفها لا يمكن لها تحقيق النجاح"، فثورة شمال وشرق سوريا التي انتصرت بانخراط النساء فيها كانت محط أنظار جميع القوى الدولية التي سعت للنيل منها.
وكان من ضمن النساء اللواتي تم استهدافهن الأمين العام في حزب سوريا المستقبل هفرين خلف والتي عينت في الأمانة العامة للحزب في 27 آذار/مارس 2018، واستشهدت على طريق M4 في 12 تشرين الأول/أكتوبر خلال الأيام الأولى من الهجوم التركي على شمال وشرق سوريا في عام 2019، من قبل أحد الفصائل المرتزقة التابعة للاحتلال التركي.
رئيسة المكتب التنظيمي في مجلس حزب سوريا المستقبل لمدينة منبج وريفها آسيا الحسين استذكرت الشهيدة هفرين خلف وقالت إن الأمن الذي تنعم به مناطق شمال وشرق سوريا هو بفضل تضحيات الشهداء، ومنهم "أيقونة السلام وياسمينة حزب سوريا المستقبل"، واصفة طريقة اغتيالها بـ "الوحشية".
آسيا الحسين ومن خلال عملها مع الشهيدة هفرين خلف تحدثت عن نضالها "تحمل الشهيدة هفرين خلف صفات التواضع والعطاء والمحبة وهو ما أدى للالتفاف الجميع وتحديداً النساء حولها"، وأضافت "أدت واجبها السياسي والوطني حيال بلدها وآمنت بأن وحدة بلادها لا جدال عليها وكانت دائماً تنادي بالحل السياسي والسلمي للأزمة السورية، حيث ترى أن تسوية الأزمة السورية لن تتم عن طريق القتال بل عن طريق الحوار السوري-السوري". مبينةً أن الشهيدة هفرين خلف "لم تكن تنادي باسم قوميتها وجنسها بل كانت تنادي باسم جميع مكونات الشعب السوري وهذا ما كان له بالغ الأثر على الشعب السوري".
وعن التأثير الذي أحدثه استشهاد هفرين خلف قالت "استشهادها أبكى الملايين. أبكى كل من عرفها، وكان لعملية الاغتيال تأثير كبير على مستوى العالم وليس فقط في مناطق شمال وشرق سوريا بل إن اسمها دون مع العديد من الأسماء الخالدة للنساء اللاتي غيرنَّ العالم بنضالهن وبمقاومتهن السلمية".
وضمت رابطة حقوق السيدات في التنمية AWID أسماء العديد من النساء العربيات والأمازيغيات والكرديات ضمن أرشيف الأمل النسوي، وضم الأرشيف اسم أكثر من 450 نسوية وناشطة حقوقية راحلة من 88 دولة وكان من بين الأسماء الشهيدة هفرين خلف.
كما أطلقت بلدية باريستو التابعة لمدينة بارما الإيطالية في تموز/يوليو 2020 اسم الشهيدة هفرين خلف، على جسر فوق النهر البارد، إضافة لذلك أطلق في تموز/يوليو الماضي اسمها على إحدى ساحات مدينة ليون بفرنسا.
ومن خلال استهداف هفرين خلف سعت الدولة التركية لكسر إرادة النساء والحديث لـ آسيا الحسين "استهداف تركيا لهفرين خلف لم يكن استهدافاً لشخصها فقط بل استهدفاً لجميع النساء، فمن خلال الاغتيال حاولت تركيا زرع الخوف والرعب في قلوب النساء لأن للشهيدة تأثير كبير على الساحة السياسية".
تركيا لم تصل لمبتغاها كما تؤكد آسيا الحسين "باستشهاد هفرين خلف ولد الآلاف من أمثالها فالكثير من العائلات أسمت مواليدها على اسم هفرين، والكثير من النساء أصبحت هفرين بالنسبة لهن قدوة ومثال للنضال والمقاومة، وبتنَّ يعملن بشكل مكثف، وصعدن من نضالهن في المجال السياسي وكافة المجالات".
أما عن رد النساء في حزب سوريا المستقبل على اغتيال هفرين خلف قالت "للشهيدة هفرين خلف دور مؤثر على النساء فبعد استشهادها نسبة كبيرة من النساء انخرطن في حزب سوريا المستقبل لمتابعة مسيرتها".
وأضافت أن "تشكيل مجلس المرأة داخل الحزب خطوة مهمة، إذ كان ركيزة أساسية ونموذج حقيقي لدعم المرأة وتمكينها سياسياً ولتنظم نفسها ضمن هذا المجال، ولتصل للمحافل الدولية وأعلى المستويات فدعم المرأة سياسياً من المبادئ الأساسية في حزب سوريا المستقل".
وبينت أن "تأسيس مجلس المرأة ككيان خاص للمرأة داخل الحزب لم يكن وحده رد على المساعي التركية التي هدفت للنيل من إرادة النساء، بل ازداد عمل النساء في مختلف المجالات بعد استشهاد هفرين خلف، وزاد كذلك اصرارهنَّ على المتابعة والصمود أمام التحديات وتخطي جميع العقبات التي تعيق نضال المرأة".
وتأسس مجلس المرأة في حزب سوريا المستقبل في 24 تشرين الثاني/نوفمبر 2020 بهدف تمكين المرأة سياسياً وتصعيد نضالها في الحزب، ويبلغ عدد العضوات والمنتسبات للحزب حالياً 1833 امرأة حسب ما أفاد به مجلس المرأة العام في حزب سوريا المستقبل.
وعن المستوى الذي وصلت له المرأة في حزب سوريا المستقبل قالت آسيا الحسين "المرأة ومن خلال نضالها في الحزب وصلت لمستوى عالي من تمكينها في المجال السياسي، وتعمل الآن بشكل كبير حتى تستطيع إكمال مسيرة الشهيدة هفرين خلف، وجميع الشهيدات اللواتي ضحين بأنفسهنَّ".
وعن العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية على فصيل أحرار الشرقية وقاتل الشهيدة هفرين خلف أحمد الهايس بعد حوالي عامين من عملية الاغتيال قالت "هذه الخطوة تعتبر جيدة ولكن يجب أن تتبعها خطوات أخرى ليعاقب الجناة أمام المحكمة الدولية وعلى مرأى من العالم".
وفي ختام حديثها ناشدت رئيسة مكتب التنظيم في مجلس حزب سوريا المستقبل لمدينة منبج وريفها آسيا الحسين المجتمع الدولي بإصدار عقوبات بحق كل من يرتكب انتهاكات في المناطق المحتلة وبحق الشعب السوري. وأكدت أنهنَّ في حزب سوريا المستقبل يجددنَّ عهدهنَّ لمواصلة مسيرة جميع الشهداء حتى تنتصر قضيتهم ويصلون لسوريا ديمقراطية تعددية لا مركزية سوريا كما يسعى إليه جميع السوريين.
وفرضت أمريكا في 28 تموز/يوليو الماضي عقوبات على مرتزقة فصيل أحرار الشرقية المنضوي تحت سقف ما يدعى بـ "الجيش الوطني" وعلى رأسهم قاتل الشهيدة هفرين خلف أحمد إحسان فياض الهايس المعروف بأبو حاتم شقرا.