ثلاث سنوات من سيطرة طالبان وانتهاكات حقوق الإنسان
تتولى حركة طالبان السلطة في أفغانستان منذ ثلاث سنوات بدعم من عدة دول، وخلال هذه الفترة لم يتم فعل أي شيء لتطوير البلاد وإنما استهدفت النساء من خلال فرض القيود وانتهاكات حقوق الإنسان.
بهاران لهيب
كابول ـ قبل ثلاثة أعوام على وجه التحديد، سيطرت حركة طالبان بشكل كامل على أفغانستان، ولقد تغيرت حياة الناس، وفر الرئيس الأفغاني أشرف غني مع عدد من أقاربه بمبالغ طائلة قبل دخول طالبان إلى العاصمة كابول ولكي تخفي نواياها مهدت أمريكا الطريق لهبوط طائراتها العسكرية في مطار كابول ليبقى المطار في حالة من الفوضى لمدة 15 يوماً.
بالإضافة إلى إلقاء خمسة مواطنين أفغان من الطائرات، تم فصل عشرات الأطفال عن عائلاتهم أو دهسوا وسط حشد من الأطفال والمسنين والشباب، فليس من الإنسانية أن يتم أخذ الأفغان إلى الدول الأوروبية وأمريكا لتحريرهم من نير طالبان. الحقيقة أنهم يريدون فقط تسليم أفغانستان إلى حفنة من عناصر طالبان الأميين حتى يتمكنوا من تحقيق أهدافهم بحرية وفي نفس الوقت حدثت حالات انتحار كبيرة بين الناس في المطار في ذلك الوقت، وسقط عشرات القتلى والجرحى، واستغلت الولايات المتحدة الفرصة لمهاجمة منازل المفرج عنهم بطائرة بدون طيار وقتلت عائلة وزعمت أنها هاجمت منزل لداعش.
وتحاول حركة طالبان خنق صوت العدالة منذ استيلائها على السلطة وقمعها بأفكارها المناهضة للمرأة ووفقاً لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، لم تحصل 2.5 مليون فتاة أفغانية على الحق في التعليم لمدة ثلاث سنوات وقبل أيام قليلة نُشر تقرير في جريدتي الغارديان ورخشان، أظهر أن النساء في سجون طالبان يتعرضن للاغتصاب والتحرش الجنسي بتهمة عدم ارتداء الحجاب، وتزايدت حالات الزواج القسري للفتيات المراهقات من قبل حركة طالبان، وقتل وتعذيب الجنود السابقين، وقتل وسجن الصحفيين مع نشر تقرير "مراسلون بلا حدود"، وتم سجن 309 صحفي وإعلامي خلال ثلاث سنوات وخلال هذه الفترة، كان 69 منهم في السجن بشكل دائم وفي الأشهر الخمسة الأولى من عام 2024 تم تسجيل 117 حالة عنف ضد المجتمع الإعلامي، وفي عامي 2022 و2023 على التوالي، واجه 163 و132 شخصاً أعمال العنف وبحسب هذا التقرير فإن الإحصائيات المنشورة هي للأشخاص الذين أرادوا بيان الجرائم المرتكبة بحقهم لكن الإحصائيات أكثر من هذا، حيث أن 95% من النساء اللاتي عملن في الإعلام فقدن وظائفهن، أي أن 1800 صحفية كن ناشطات في السابق وتعمل الآن 50 صحفية في ظل ضغوط طالبان.
وأصدروا عشرات القوانين لأسر النساء داخل جدران منازلهن، وأعلنوا أن الحجاب إلزامي، وخفضوا رواتب الموظفات إلى 5000 أفغاني، وجلدوا مئات الرجال والنساء في جميع أنحاء أفغانستان بسبب ما يسمى بالجرائم الأخلاقية والسرقة وقد ابتليت البلاد بالرشوة باسم الضرائب.
وعلى مدى السنوات الثلاث الماضية، تعرض الهزارة والشيعة للقتل بشكل منهجي في هجمات انتحارية على المساجد والمدارس والدورات التدريبية ومركبات المدينة في كابول والأقاليم، وقد قُتلت نساء مثل زينب عبد الله، مارينا سادات، وحسناء السادات، وحليمة أماني، وفروزان وعشرات أخريات لم يتم الكشف عن أسمائهن لوسائل الإعلام على يد طالبان وارتفعت معدلات العنف المنزلي والفقر والبطالة، وكانت الكوارث الطبيعية كارثة أخرى أثرت على شعب أفغانستان فكل كارثة طبيعية هي حداد على الناس واحتفال لطالبان وملء جيوب عناصرها.
ومن المؤكد أن قائمة الجرائم التي ارتكبتها حركة طالبان في أفغانستان خلال السنوات الثلاث الماضية أكثر، لكن النساء لم يتخلين عن القتال وفضح طالبان. وتحاول الدول المعنية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، إخفاء الوضع الحالي في أفغانستان، ومع ذلك فقد قامت النساء داخل أفغانستان وخارجها بواجبهن الإنساني ولعبن دوراً جديراً بالاهتمام وهناك احتمال أن يؤدي نضال المرأة الأفغانية إلى انهيار حكومة طالبان.