رانيا اللوح تقييم الوضع الميداني بالضفة وغزة ومدى احتمالية حدوث عدوان جديد
ترى المحللة السياسية الفلسطينية رانيا اللوح أن احتمال حدوث عدوان جديد على قطاع غزة غير ممكن في الوقت الحالي، مستعرضةً أهم النقاط التي بنت عليها تحليلها.
رفيف اسليم
غزة ـ في ظل تصاعد وتيرة الأحداث الميدانية في قطاع غزة ينتشر بين المواطنين عموماً والنساء والأطفال على وجه الخصوص تخوفات من نشوب عدوان جديد، في ظل بقاء الكثير من الأسر التي تهدمت بيوتها بلا مأوى أو تعويض حتى اليوم، واستمرار تأثير الأزمات النفسية والاجتماعية والاقتصادية والحياتية التي خلفتها عدة أيام طاحنة من القصف المتواصل على القطاع.
كانت لوكالتنا لقاء مع المحللة السياسية رانيا اللوح لتجيب عن هذا التساؤل في ظل تقييم معطيات الأوضاع الميدانية في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة.
نفت رانيا اللوح "احتمالية حدوث تصعيد قادم خلال الفترة الحالية على قطاع غزة لأن الفصائل الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي غير معنيين بذلك" كما تقول، لافتةً إلى أن "تجهيزات الفصائل وحتى إسرائيل لم تكتمل بعد وذلك حسب تصريحات شخصيات بارزة، بالتالي لن يكون هناك مجال لسلاح الجو الإسرائيلي لاستهداف قيادات فلسطينية ذات إسهامات كبيرة كما حدث في معركة سيف القدس التي حدثت منذ عام في أيار 2021".
وأشارت إلى أن المناورات التي تقوم بها الفصائل الفلسطينية المتمثلة بتفجير قذائف صاروخية في عرض بحر قطاع غزة وهي أمور عسكرية استعراضية روتينية وتجري في أي مكان بالعالم، لافتةً إلى أنه "بالمقابل يمارس سلاح الجو الإسرائيلي تفجيرات في سماء غزة وهو ما يسمى بـ "تفريغ هواء" أو القنابل المضيئة كجزء من حربه النفسية ضد المواطنين وتروعيهم في المدينة المحاصرة منذ أكثر من 15 عام".
وأوضحت أن أي معركة في العالم تعتمد على مدى الثبات النفسي للمواطنين والجنود بالتالي فإن "إسرائيل معنية بترويع النساء والأطفال بشكل مستمر كي يتيقنوا أن مدينة غزة ليست مكان آمن للعيش"، لافتةً إلى أن "الاحتلال يمارس السياسة ذاتها بالضفة فقد اغتال قبيل أحداث جنين عدة شخصيات من الأذرع العسكرية التابعة للفصائل الفلسطينية مما ساهم في إشعال الثورة بالمخيم من جديد".
وإضافة لما سبق فإن ما زاد الوضع الميداني سوءاً بحسب رانيا اللوح "الممارسات التهويدية التي تم تنفيذها من أداء الصلوات التلمودية والحشد لمسيرة الأعلام مروراً بباحات المسجد الأقصى"، مشيرةً إلى ما وصفته بـ "قمع الفلسطينيين المدافعين عن أرضهم، وقمع الصحفيين والنشطاء بشكل مباشر الذين يمتلكون صفحات عبر مواقع التواصل الاجتماعي كي لا تصل صور جرائمهم للعالم كما حدث مع الناشطة آلاء الصوص واغتيالهم للصحفية شيرين أبو عاقلة".
وتعمد "إسرائيل" في حربها النفسية على الصفحات الوهمية عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي يكون دورها الأساسي بث الشائعات عن الحرب ومدى قدرة "الجيش الذي لا يقهر" في نسف المدينة خلال دقائق معدودة، كما تؤكد، لافتةً إلى أن "الاحتلال في السابق كان يعتمد على العملاء للقيام بتلك المهمة لكنه استفاد من التطور التكنولوجي على كافة الأصعدة فطور من أسلحته وأساليبه في ترويع المدنيين، بالمقابل اسكت الصوت الفلسطيني عبر خوارزميات معينة".
وبالعودة للوضع الميداني في قطاع غزة تلفت رانيا اللوح إلى أن "الفصائل الفلسطينية تحاول ضبط الميدان من خلال منع المحاولات الفردية من إطلاق القذائف الصاروخية تجاه الأراضي المحتلة"، مبينةً أن "مدينة غزة بالمعتقدات اليهودية ملعونة لذلك انسحب الاحتلال منها وركز على مشروعه الأساسي بتهويد يهودا والسامرة أي الضفة الغربية والقدس للوصول إلى حلمهم بقيام الدولة اليهودية".
ولفتت رانيا اللوح إلى أن التصريحات النارية المتبادلة بين الطرفين هي أيضاً إجراء روتيني فسبق أن غير أحد قيادات حركة حماس تصريحه ليتفادى عدوان جديد، بالمقابل تحاول قيادات "الاحتلال" رفع معنويات شعبها من خلال تلك الهتافات التي تعتبر حلول مؤقتة للخروج من الأزمات السياسية.
وتستمر إسرائيل بإحكام سيطرتها على حدود القطاع بحسب رانيا اللوح براً وبحراً وجواً "يتم تهديد الصيادين كل يوم بالقتل وقد سجلت العديد من حالات الاستهداف المباشر بحقهم، كما وتجرف آلاف الدونمات الزراعية في المناطق الحدودية مما تترتب عليه خسائر فادحة"، معتبرةً أن "الاحتلال يستخدم المجازر لحسم الانتخابات لصالح الأحزاب لديه".
أما في ظل استمرار سياسية عدم المبالاة التي يمارسها المجتمع الدولي تجاه قطاع غزة تأمل رانيا اللوح ألا تذهب المدينة المحاصرة لعدوان جديد خاصة أن آثار العدوان السابق ما زالت شاهد عيان يمكن للمتجول في شوارع القطاع أن يراه بأم عينه عدا عن الخسائر الاقتصادية في المنشآت والبيوت وتشريد آلاف العائلات وسقوط المئات من الأبرياء الذين يدفعون الثمن في كل تصعيد جديد.