راضية الجربي: الوضع السياسي للمرأة التونسية لايزال دون المأمول
قالت رئيسة الاتحاد الوطني للمرأة التونسية راضية الجربي إن نجلاء بودن رئيسة الحكومة السابقة كانت امرأة شجاعة لأنها تولت رئاسة الحكومة في فترة صعبة.
نزيهة بوسعيدي
تونس ـ في خطوة مفاجئة، أعلنت الرئاسة التونسية فجر الأربعاء الثاني من آب/أغسطس الجاري، إنهاء مهام رئيسة الحكومة نجلاء بودن رمضان الحاصلة على درجة الدكتوراه في علم الجيولوجيا، بعد أقل من عامين من توليها رئاسة الحكومة في فترة صعبة كانت تمر بها البلاد.
حول إقالة رئيسة الحكومة السابقة نجلاء بودن، قالت رئيسة الاتحاد الوطني للمرأة التونسية راضية الجربي لوكالتنا "نجلاء بودن كانت امرأة شجاعة لأنها تولت رئاسة الحكومة في فترة صعبة مرت بها البلاد حيث شهدت الكثير من الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية والكثير من الهجرة السرية وتوافد عدد كبير من اللاجئين وإشكالية صندوق النقد الدولي والعديد من الملفات التي تم تبادلها". وأوضحت أنه "أخذت نجلاء بودن المسؤولية على عاتقها لتصبح أول امرأة تقود حكومة في بلدنا، وهو فخر لنا كنساء تونس اللواتي تتحلين بالعزيمة والإرادة".
وحول اتحاد المرأة التونسية، أشارت إلى أن الحكومة تسعى من خلال افتكاك مقرات المنظمة إلى التمهيد لإخضاعه لأجندات حزبية "تم افتكاك مقراتنا من العناصر الخطيرة الذين ينتمون إلى تنظيمات إرهابية ولم يساعدنا أحداً على استرجاعها، وبعض مقراتنا افتكتها المؤسسات التابعة للدولة التونسية".
وأضافت "رغم كل الجهود التي قمنا بها مع حكومات سابقة لم نتوصل إلى نتيجة، فإن جزء من الأعباء التي تحملها الاتحاد مادياً ومعنوياً هي نتيجة لسلوكيات وقرارات أو لتسيير غير محكم لحكومات سابقة غير قادرة على رفع المظالم"، لافتةً إلى أن آخر لقاء بينها وبين رئيسة الحكومة السابقة نجلاء بودن كان حول هذا الموضوع وأكدت لها الأخيرة أنها ستضع ملف الاتحاد على مكتبها وأنه سيكون من الأولويات التي يتم إصلاحها.
وبخصوص الوضع السياسي للمرأة التونسية، أشارت إلى أنه مازال دون المأمول وليس على قدر تطلعات المرأة ومكانتها والمكتسبات التي حققتها ولا على قدر ما أظهرته من اهتمام بالشأن العام والسياسي، كونها أعطت صوتها في كافة المحطات منذ ثورة المرأة التونسية "لا أحد اليوم يمكن أن ينكر أن المرأة ساهمت في إنقاذ البلاد والحد من الصعوبات على المستوى السياسي".
وتساءلت راضية الجربي "هل ترجمنا ذلك على الواقع؟ بالتأكيد لا لأن تواجد المرأة مازال محدوداً وربما مهم في ظل حكومة تتواجد فيها ثمانية نساء وترأستها امرأة، ولكن على مستوى التمثيلية في البرلمان العدد ضئيل جداً ونتمنى أن يتم دعمه على مستوى الانتخابات البلدية والبرامج الجديدة الموجودة"، معتبرةً أن ذلك لن يحدث بالقوانين والتشريعات فقط بل بإرادة سياسية.
وشددت على ضرورة أن يكون هناك قرار منصف للمرأة ويمنحها المكانة التي تستحقها بعد أن بينت قدرتها على التسيير في العديد من المجالات خاصة في إدارة المشاريع، ولابد من إشراك النساء في عملية إنقاذ وإصلاح وبناء تونس.
وفي ختام حديثها، أكدت راضية الجربي أن "تونس اليوم بحاجة إلى أن يتم الاستفادة من الكفاءات النسائية واستثمارها، والنجاحات التي تحققها على مستوى الأكاديمي والعلمي والمعرفي لأن هؤلاء النساء اللواتي تتخرجن من الجامعة بمراتب متقدمة وبنتائج متميزة وفي مجال البحث العلمي والتكنولوجي يجب وضعهن على رأس المؤسسات المالية والاقتصادية وغيرها من أجل الاستثمار في علمهن ومعرفتهن لبناء البلد".