نتائج الانتخابات المغربية بعيون نسائية
أعلنت وزارة الداخلية المغربية أمس الخميس 9أيلول/سبتمبر، عن النتائج الشبه نهائية للانتخابات التشريعية، بعد نهاية فرز الأصوات
حنان حارت
المغرب ـ .
تنافس خلال الانتخابات التشريعية المؤقتة التي أجريت الأربعاء 8أيلول/سبتمبر الجاري، 32 حزباً، تصدر حزب التجمع الوطني للأحرار نتائج انتخابات أعضاء مجلس النواب بحصوله على 102 مقعداً، بعد فرز 96% من الأصوات.
عبرت عضو حزب التجمع الوطني للأحرار أمينة بنخضرة، الذي يحتل المرتبة الأولى في استحقاقات 8أيلول/سبتمبر الجاري، عن سعادتها لمرور الانتخابات المغربية في ظروف جيدة رغم الظروف الصعبة التي تتزامن مع أزمة جائحة كورونا، وقالت "المغاربة منحونا الأمل بهذه المرتبة... نجاحنا اليوم هو ثمرة 5 سنوات من العمل، قامت خلالها قيادة الحزب بالاستماع للمواطنات والمواطنين لمعرفة الأولويات وما ينتظره المغاربة فيما يخص التعليم، الصحة والعمل... سنعمل لنكون عند الثقة التي وضعها فينا المغاربة".
وجاء في المرتبة الثانية حزب الأصالة والمعاصرة الذي حصل على 86 مقعداً؛ في حين ظفر حزب الاستقلال بـ 81 مقعداً، فيما نال حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية 35 مقعداً، وحظي حزب الحركة الشعبية بـ 29 مقعداً، بينما نال حزب التقدم والاشتراكية 21 مقعداً، وذهب 18 مقعداً للاتحاد الدستوري، أم حزب العدالة والتنمية فقد أحرز 13 مقعداً فقط.
وهكذا يكون حزب العدالة والتنمية، قائد التحالف الحكومي بالمغرب، قد تراجع خلال هذه الاستحقاقات، حيث فقد 112 مقعداً برلمانيا، بعدما كان قد فاز بـ 125 مقعداً في انتخابات 2016 البرلمانية.
وعقب الإعلان عن هزيمة حزب العدالة والتنمية، علقت أمينة ماء العينين، عضو المكتب السياسي للحزب والبرلمانية في الولاية التشريعية المنتهية، في تدوينة على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، معتبرة أن النتائج صادمة وقاسية وغير منتظرة حتى من أكثر المتشائمين.
وأوضحت أمينة ماء العينين "الحقيقة أن حزبنا كان طيلة الفترة السابقة حزباً كبيراً بقيادة صغيرة، هذا ليس جلد للذات أو محاولة لتعليق الفشل على قيادة الحزب، ولا داعي لأن يخلق الحزب تقاطباً جديداً بين تيار ينتقد القيادة وتيار يدافع عنها، لقد جربنا هذا الخيار".
وأضافت أن "هذه اللحظة لحظة اعتراف بالأخطاء والتحلي بفضيلة النقد؛ فاليوم لم يعد ممكناً إقصاء من يتبنى هذا الخيار أو التنكيل به والاستقواء عليه تنظيمياً، وكان من أسباب الهزيمة صم الآذان عن صوت النقد الصادق وفسح المجال واسعاً أمام أصوات التهليل والتصفيق لشعار جبان سياسياً وأخلاقياً عنوانه "الصمت والإنجاز"، وقد قلنا ذلك وآمنا به طيلة الولاية".
ونوهت إلى أن "هذه هي الحقيقة التي يجب الاعتراف بها بشجاعة في بداية للتصالح معهم ومع الذات العليلة، ولنتأمل عدد الأصوات وسلوك الناخب في المدن وعلى رأسها دائرة الرباط المحيط. لقد شعر الناس بتخلي الحزب عن المعارك الحقيقية وتخليه عن السياسة مع قيادة منسحبة وصامتة ومترددة في أغلب القضايا الجوهرية، فتخلوا عنه".
وتابعت "رئيس الحكومة سمح بمرور قوانين انتخابية كارثية، كما قدم تنازلات غير مدروسة ورفض تفعيل مقتضيات دستورية كان يمكن أن تنقذ الحزب، كما تبنى منطقاً إقصائياً حديدياً داخل الحزب"، مشيرةً إلى أن حزبها في حاجة إلى الحكمة والبصيرة في هذه اللحظات الصعبة.
وكان حزب العدالة والتنمية الإسلامي قد تصدر نتائج الانتخابات في عامي 2011 و2016 بعد أن أوصلته النسخة المغربية من احتجاجات الربيع العربي إلى الحكومة.
ومن جهتها صرحت الناشطة الحقوقية والنائبة البرلمانية السابقة عائشة لخماس لوكالتنا وكالة أنباء المرأة قائلةً "إن النتائج لم تكن متوقعة، وتموقع حزب العدالة ضمن الأحزاب التي تذيلت اللائحة في هذه الانتخابات كان مستبعداً، شخصياً لم أكن أتوقع هذه المرتبة، بل كنت أتوقع أن يحصل على المرتبة الثالثة أو الرابعة... لكن هذه هي لعبة الانتخابات، ربما هناك عدة عوامل أدت إلى هذه النتيجة، ربما عدد الناخبين الذي فاق المليونين، ربما نمط الاقتراع، يمكن أيضاً أن يكون تراكم المشاكل بسبب جائحة كورونا، وأيضاً الحملة الدعائية التي تمت في ظروف خاصة حيث منعت خلالها التجمعات والخطابات، تفاديا لانتشار الوباء".
ومن جانبها قالت ابتسام عزاوي الفائزة في الانتخابات المحلية لمقاطعة "الرياض - أكدال" بالرباط، عن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الذي حصل على المرتبة الرابعة، في تصريح خاص لوكالتنا "إن الديمقراطية انتصرت والمواطنات والمواطنين المغاربة عبروا عن إرادتهم، وعبروا عن عدم رضاهم عن فشل الحزب الأغلبي في عدد من الملفات وبالتالي كان التصويت عقابياً، كان هزيمة مدوية للحزب الأغلبي".
وأضافت "في المقابل رأى المواطنون والمواطنات في تمثيلية الأحزاب التي دعمتها البراغماتية والقدرة على إيجاد تصورات وحلول للمشاكل المجتمعية"، مؤكدة على أنه "كان واضحاً أن الحزب لن يتصدر الانتخابات مجدداً، وبهذه النتيجة بين المغاربة عن عدم رضاهم عن حصيلة الحزب الأغلبي طوال 10 سنوات".
ويشار إلى أن المغرب نظم الانتخابات التشريعية والجماعية والجهوية، في يوم واحد، ولم يتم بعد الإعلان عن النتائج النهائية للانتخابات، فما زالت عملية فرز واحتساب الأصوات مستمرة في بعض الدوائر، حيث أن نحو 4% من الأصوات لم يحسم فيها بعد، وتتم العملية وفق المساطر القانونية.