نساء الصحراء الغربية ما بين قسوة الظروف والتعتيم الإعلامي
تعاني النساء الصحراويات من قساوة الظروف الطبيعية واللجوء والتهجير وشظف العيش.
زهور المشرقي
تونس ـ أكدت الناشطة الصحراوية أيلا شاج ال ـ لا، أن الحراك النسوي في الصحراء الغربية يعمل على تعزيز التضامن الدولي، موضحةً أن اللجوء والنزوح والتهجير القسري أخطر أنواع تعرضت لها المرأة في الصحراء الغربية.
ضمن فعاليات المؤتمر العالمي الثالث للنساء القاعديات الذي احتضنته تونس، التقت وكالتنا الناشطة من الصحراء الغربية أيلا شاج ال ـ لا، التي عبرت عن حلمها بالعيش ضمن بلد حر آمن ومستقل، متطرقة إلى معاناة النساء هناك، داعيةً إلى تكثيف حملات التضامن الدولي معهن.
أوضحت الظروف الاستثنائية الصعبة التي تعيشها النساء الصحراويات في المناطق المحتلة، واللواتي تكابدن من أجل الحياة في ظروف مأساوية حيث تتعرضن لكافة أشكال العنف فضلاً عن حرمانهن من التعبير عن آرائهن علاوةً على إقصاء إعلامي وكأنهن غير موجودات.
وأفادت بأن الناشطات تتعرضن للتنكيل خلال تنظيم وقفات احتجاجية سلمية أو مظاهرات للتعبير عن قضاياهن وللتنديد بالعنف المسلط على النساء، وما يزيد الوضع سوءاً الظروف القاسية في مخيمات اللجوء من جوع وعطش ومقاومة الظروف الطبيعية القاسية من حر وبرد.
وأشارت إلى أن الاتحاد الوطني الصحراوي للمرأة وهو منظمة غير حكومية، يحاول التخفيف من معاناة النساء واحتوائهن عبر تنظيم أنشطة لتمكينهن من التعبير عن مواقفهن بسبب الطبيعية القاسية التي يتعايشن ضمنها، فضلاً عن جهود وزارة الشؤون الاجتماعية وإدارة المرأة لتعزيز مكانة النساء في مراكز القرار وللنهوض بواقعهن وتحسين وضعهن الاجتماعي، كما ينشط اتحاد المرأة الشابة ضمن اتحاد الشبيبة الصحراوية ويسعى إلى دعم الشابات وتمكينهن اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً.
ولفتت إلى أن الاتحاد الوطني للمرأة الصحراوية يحاول إيصال معاناة النساء والفتيات إلى العالم خاصةً في ظل التعتيم الإعلامي إزاء ظروف الشعب الصحراوي عموماً، ويسعى الاتحاد إلى المشاركة في المحافل الدولية للحديث عن واقع النساء وتحقيق التضامن النسوي مع القابعات في واقع صعب، وللتعريف بنضالاتهن ومكاسبهن برغم كل العراقيل التي وُضعت لإحباط عزيمتهن لكنهن صحراويات كابدن كل الظروف من أجل بلد حر ومستقل وديمقراطي يؤمن بحقوق النساء ويُؤمّنُ بوجودها في مراكز صنع القرار ويحمي مطالباتها بضرورة حمايتها من الانتهاكات الجسيمة وتمكينها وشعبها من الحق في تقرير المصير، وفق ما تنص عليه القوانين الدولية.
واعتبرت أن اللجوء والنزوح والتهجير القسري الذي تعرضت له المرأة في الصحراء الغربية أخطر أنواع التجاوزات التي تتعارض مع القوانين الدولية الحامية لحق الإنسان في العيش ضمن أرضه بسلام دون تنكيل وتعنيف واستهداف.
وعن التضامن الدولي مع النساء الصحراويات في أكثر من مناسبة، تقول إن الحراك النسوي في منطقتها يعمل من أجل تعزيز التضامن، مشيرةً إلى أنه هناك جسر تواصل مع منظمات عالمية نسائية في إطار تكثيف التضامن النسوي مع الصحراويات.
وأضافت "من المهم أن يكون هناك تضامن نسوي دولي لاعتبار أن أي تجاوزات تقع في أي منطقة تكون النساء أول ضحاياها والأكثر تضرراً، وبالتضامن بإمكاننا رفع الظلم عن تلك المجتمعات على غرار شعب الصحراء الغربية وخاصة النساء".
وأوضحت أن الرسالة التي سعت لتوصيلها خلال المؤتمر تتمثل في إيصال صوت الصحراويات ومعاناتهن إلى نساء العالم للتصدي للأنظمة الإمبريالية التي لا تريد للشعب الصحراوي تقرير مصيره، مبيّنة أهمية التكاتف والنضال الجماعي لصالح المرأة أينما كانت، داعيةً إلى فتح قنوات اتصال وتنسيق مع المرأة الصحراوية وإلى مزيد من التواصل والإصغاء لمعاناة الصحراويات ومآسيهن في إطار الترابط الحقيقي.