نساء العراق... صوتٌ مقاوم في وجه التحديات الخارجية

تعد النساء في العراق جزءاً أساسياً من النسيج الاجتماعي والسياسي، ولديهن آراء وتوجهات ومواقف متعددة تجاه التدخلات الخارجية والتي تؤثر سلباً على الظروف الاقتصادية والمعيشية، خصوصاً في المناطق الحدودية مما يؤثر بشكل مباشر على النساء وعائلاتهن.

رجاء حميد رشيد

العراق ـ تسعى النساء في العراق، إلى تحقيق استقرار دائم وبيئة آمنة تسمح لهن بالمشاركة الفعالة في الحياة العامة، لكن مع تصاعد التدخلات الخارجية، تواجهن تحديات إضافية تشمل فقدان الهوية الوطنية، وزيادة العنف، وصعوبة الحصول على حقوقهن الأساسية، حيث يشعر الكثير منهن بالقلق من تدخل دول الجوار، خاصة فيما يتعلق بالأمن والاستقرار.

أكدت النائبة السابقة في مجلس النواب العراقي ريزان شيخ دلير، على أن توغل الجيش التركي ودخول الطائرات المسيرة في سماء العراق له تأثير كبير وخصوصاً في إقليم كردستان وحرق القرى والبساتين وحتى داخل المدن، وبالرغم من هذه الخروقات على سيادة الدولة يقابله صمت من الجهات المعنية في العراق وسكوت التحالف الدولي، وفي ظل هذه الظروف نجد أن المرأة هي الأكثر تضرراً دائماً وذلك من خلال النزوح مع أطفالها من مناطقهم.

وأضافت "كنساء بصورة عامة اتخذنا مجموعة اجراءات مثل اللقاءات وإصدار البيانات وجمع التواقيع وتوحيد الأصوات من أجل التصدي لهذه الخروقات والاعتداءات، ولكن لم نجد أية استجابة حقيقية وواقعية من قبل الجهات المعنية".

 

 

فيما وصفت بريان احمد زردشت وهي صحفية من مدينة السليمانية بإقليم كردستان، أن استهداف المواطنين العراقيين من قبل دول الجوار هي جريمة ومؤشر خطر وتواطئ من قبل الحزب الحاكم من خلال تسهيل عملية التوغل العسكري في المنطقة، فضلاً عن صمت الحكومة عن هذه الاعتداءات وعدم ردع التدخلات العسكرية في الأراضي العراقية، منددة بالاستهدافات التي طالت النساء في السليمانية، مشددة على ضرورة حماية المواطنين وصون كرامتهم بصورة عامة والمرأة العراقية خاصة.

 

 

من جانبها أشارت الصحفية حنان سالم، إلى أن الدولة التركية "تتعكز" منذ سنوات على حزب العمال الكردستاني لشن ضربات وهجمات على إقليم كردستان، ومازال الحصول على الموصل "حلماً قائماً" بالنسبة للدولة التركية، مبدية أسفها تجاه الصمت الحكومي حيال هذه "الهجمات السافرة" التي تشنها دول الجوار، وهذا يدل على ضعف في ملف السيادة، كما أن حزب العمال الكردستاني بالرغم من سيطرته على بعض المناطق ومنها مدينة نينوى ولكن هذا لا يعني أن تتعرض لهجمات باستمرار من قبل الدولة التركية والتي تستهدف المدنيين العراقيين في القرى  وهذا غير مقبول دولياً.

 

 

وقالت إلهام ناصر الزبيدي رئيسة رابطة لوتس النسوية في مدينة البصرة جنوب العراق "منذ صدور قرار 1325 الأممي الذي يدعو إلى حل جميع النزاعات بصورة سلمية من أجل الأمن والسلام والمرأة، وبعد ما تعرض له بلدنا من حروب وحصار التي أثرت على مجتمعنا وغيرت القيم الاخلاقية والاجتماعية وانعكس تأثيرها على الأسرة وتركت الكثير من اليتامى والأرامل، لأن الأطفال والنساء هم الأكثر تأثراً في كل الظروف الصعبة التي يتعرض لها البلد".

وأضافت "اعتقد أن الرد على النزاعات لا يكون عن طريق السلاح، فالحروب مشتعلة في كل دول العالم ونتائجها مروعة خصوصاً وفق التطورات التكنلوجيا واستخدامها في الحروب لتكون أكثر سلباً ودمار، ويمكن إيجاد الحلول الملائمة لحل النزاعات بصورة سلمية".