'نضال المرأة ضد مصالح الدول الرأسمالية يجعلها مستهدفةً'

"استهداف ساكينة جانسز ورفيقتيها كان استهدافاً لنضال المرأة في شخصياتهن، ولأن الدولة القومية جزء من الدول الرأسمالية سترت فرنسا على مجزرة باريس، رغم أن جميع الأدلة كانت بحوزتها"

سيلفا الإبراهيم 
منبج - هذا ما أكدته الرئيسة المشتركة للجنة العلاقات الاجتماعية في الإدارة المدنية الديمقراطية بمنبج وريفها زهيدة اسحاق في حوار مع وكالتنا.
تمر اليوم الذكرى التاسعة على مجزرة باريس التي راح ضحيتها ثلاثة مناضلات وهن ساكينة جانسز، فيدان دوغان، وليلى شايلمز، وعلى الرغم من مرور تسعة أعوام على هذه الحادثة التي وقعت في 9 كانون الثاني/يناير 2013 في العاصمة الفرنسية باريس، إلا أن المجتمع الدولي لم يحاسب تركيا التي أثبتت جميع التحقيقات تورطها في المجزرة. 
في حوار مع وكالتنا بينت الرئيسة المشتركة للجنة العلاقات الاجتماعية في الإدارة المدنية الديمقراطية بمنبج وريفها زهيدة اسحاق الأسباب التي دفعت تركيا لارتكاب المجزرة ودور فرنسا فيها، مؤكدةً على ضرورة استمرار النضال.
 
جميع التحقيقات أثبتت تورط تركيا في مجزرة باريس التي راحت ضحيتها ساكينة جانسيز ورفيقتيها، ما الضربة التي سعت تركيا لتوجيهها لنضال المرأة من خلال المجزرة؟ 
هدف الدولة التركية ليس شخص معين أو أرض معينة بل إيديولوجية الاحتلال التركي تستهدف كل من يحمل فكراً ينافي مصالحها، وتركيا معروفة بأنها دولة قومية وإسلامية متطرفة، وهؤلاء الشهيدات كن يحملن فكراً لقضية يعملن على تعريف العالم بها، وهذا لا يوافق مصلحة الدولة التركية، لذلك تم استهدافهن. وهن لسن الوحيدات اللواتي كن هدفاً لدولة الاحتلال التركي، فكل امرأة تعمل من أجل قضية ما، تصبح عدوة لتركيا، سواء حملت السلاح أم حملت فكراً.
الرسالة التي كانت تسعى تركيا لتوجيهها للمرأة هي لتحد من مقاومتها ونضالها، لأنها متأكدة بأن بنضال المرأة وتحررها يتحرر المجتمع وهذا ما ينافي مصالحها القومية.  
المناضلات الثلاثة لسن الوحيدات اللواتي تعرضن للاستهداف من قبل تركيا لكنهن الوحيدات اللواتي أخذت قضيتهن حيزاً كبيراً في الرأي العام العالمي.
المناضلات الثلاث توجهن إلى باريس وهن يحملن فكراً، فساكينة جانسيز كانت تستعد للخروج إلى مؤتمر كونها عملت في مجال دبلوماسيات المرأة، الأمر الذي يشير إلى أن الهدف ليس الشخص بل الفكر، لأنه كان بمقدور المجرم اغتيال الشهيدة ساكينة جانسيز لوحدها.  
 
ما الخطورة التي يشكلها نضال المرأة على النظام التركي والدول الرأسمالية ليستهدف نضالها وفكرها وقضيتها؟  
المؤامرة واضحة ويوجد فيها تعاون وتستر من قبل فرنسا، لأن التحقيقات الفرنسية توصلت إلى أن تركيا لها يد بالموضوع ومع ذلك تسترت عليها، فمصالح الدولة القومية التقت مع مصالح الدولة الرأسمالية، فالدليل والمؤشرات واضحة وضوح الشمس رغم ذلك لم تتم محاسبة تركيا.
بالمرأة تتحقق المساواة والعدالة والحرية وبذلك تتحقق حرية المجتمع، وهذا ما لا يتوافق مع المصلحة التركية وحتى الدول الرأسمالية. 
 
لماذا لا تحاسب تركيا على الجرائم التي ترتكبها بحق النسويات رغم وجود الأدلة الكاملة؟
تركيا استهدفت الكثير من النساء وفي آخر انتهاك لها في كوباني استهدفت ثلاث شابات بطائرة مسيرة واستهدفت الشهيدة هفرين خلف، والأم عقيدة، وصفحات التاريخ مليئة بهذه الجرائم، فشهيداتنا خلدنّ في التاريخ.  
لكن لا تحاسب تركيا على كل هذه الجرائم لأن المصالح تغلب على العلاقات الدولية، فمحاسبة تركيا تؤثر على مصالحهم.
إذا راجعنا التاريخ فمنذ العصر السومري تعاني المرأة من الفكر الذكوري والآراء الدوغمائية، لكن المرأة لم تقف مكتوفة الأيدي عبر التاريخ، بل قامت بالثورات سواءً في النهضة الأوربية، أو بالثورة الفرنسية، ولم يتوقف نضال الحركة النسوية، كما أن مشروع الأمة الديمقراطية جدد هذا النضال لتنال المرأة حريتها، ولا شيء يمكن أن يوقف مسيرة المرأة لأنها على الحق، والحق لا يقف في وجهه الباطل. 
 
ما هو جواب النساء وردهن على هذه الانتهاكات؟
المرأة لا تخاف من الانتهاكات التي استهدفتها، بل ازددنا إصراراً وتصميماً واتخذنا على عاتقنا إكمال مسيرة رفيقاتنا الشهيدات. فعلى المرأة ألا تتقاعس ولا يجب عليها الوقوف عند أي شيء يعترض طريقها بل عليها رفع صوتها لتقضي على الباطل.