ناشطة نسوية تدعو نساء إيران إلى مواصلة نضالهن
دعت الناشطة النسوية نجاة عرعار النساء في إيران وشرق كردستان إلى مواصلة النضال لأن النضال هو مسيرة متكاملة من التحركات والطلبات التدريجية حتى تتحقق المكاسب.
نزيهة بوسعيدي
تونس ـ يصادف الـ 16أيلول/سبتمبر الذكرى السنوية لمقتل الشابة الكردية جينا أميني وانطلاق الانتفاضة الشعبية في إيران وشرق كردستان والتي كانت النساء في واجهتها لتعبرن عن رفضهن لأساليب السلطة الحاكمة في إيران مطالبات بتغيير النظام والحد من انتهاكات النساء.
حول الانتفاضة الإيرانية قالت الناشطة النسوية والاخصائية في علم الاجتماع نجاة عرعار "نحن ندافع عن حقوق النساء ونضم صوتنا لكل امرأة تدافع عن حقها وتدافع عن خياراتها الفردية والذاتية، وموت جينا أميني على يد السلطة والأمن كان صادماً وحرك انتفاضة كبرى ليس فقط على مستوى إيران بل على مستوى العالم".
وأشارت إلى أن كل نظام له أجندته وكل نظام له ايديولوجيا وضوابط دينية تحاول أن تتحكم في النظام الاجتماعي والاخلاقي والمعياري من خلال التحكم في سلوك المرأة وجسدها كأنه المحرك الذي من خلاله يتم ضبط التوازن الاجتماعي.
وأضافت أن الحراك النسوي يمثل نموذجاً اجتماعياً تطرح فيه النسويات قضايا المساواة التامة بين الجنسين في الحقوق وفي الأدوار، وهو يؤمن ويعزز الحقوق الفردية والجماعية للنساء بينما السلطة لديها نموذجاً اجتماعياً آخر وايديولوجيا أخرى تريد أن تتحكم من خلالها.
وأكدت أن ماكينة القمع كانت موجودة منذ السابق لذلك يتم احياء هذه الذكرى للتذكير بالحركة التحررية والتقديمة والثورية التي قامت بها النسويات حتى تتم مواصلة المسيرة وهي لازالت طويلة "في ظل غياب أي تفاعل ايجابي مع تطلعات النساء سيكون هناك ضحايا ونساء مضطهدات ونساء تدخلن السجون لأن المنظومة الحاكمة لا تؤمن بحقوق الإنسان ولا بالمنظومة الفردية ولا تؤمن بمسألة المساواة".
وحول اعتبار أن المرأة في هذه المنطقة هي ضحية الحجاب بينت أنها ليست ضحية الحجاب بل ضحية استعمال السلطة للحجاب لأن النظام يضع معايير وايديولوجيا وبمجرد أن يتخلى عنها تتزعزع منظومته.
وأوضحت أن وضع المرأة هو مفتاح لتغيير المجتمعات وغلق باب التغيير، فالحجاب هو شكل من أشكال الرقابة على سلوك المرأة وجسدها وضمانة للمنظومة المعيارية التي تبنتها السلطة الحاكمة، وخير مثال على ذلك نساء أفغانستان فبعد 23 سنة من ولوج المرأة السلطة والتعليم ومواقع القرار، بمجرد عودة الاسلاميين للحكم أصبحت المرأة مقموعة ومهددة في المكاسب التي حصلت عليها وهو ما حدث مع بداية الثورة التونسية حيث قمنا بثورة من أجل الحقوق والحريات، وخلال ثلاثة أعوام بتنا في حوار حول حجاب ونقاب المرأة وخروجها إلى المجتمع والفضاء العام لأنه كان هناك رغبة للتحكم والعودة إلى المنظومة الإيديولوجية المعيارية القائمة على الأيديولوجيا الدينية لكن الفارق الموجود في تونس والمختلف عن المجتمعات الأخرى هو أن المجتمع المدني قوي ومتماسك وكذلك تمسك المرأة ونضالها من أجل حقوقها، فدرجة النضج والوعي والمجتمع المدني الذي تحرك هو الذي كان سداً منيعا للحفاظ على حقوق ومكتسبات النساء.
ودعت النساء في إيران وشرق كردستان إلى مواصلة النضال لأن النضال هو مسيرة متكاملة من التحركات والطلبات التدريجية حتى تتحقق المكاسب.