ناشطة مدنية: ثورة jin jiyan azadî"" أثبت للعالم أجمع مدى وحدة القوميات في إيران
أكدت الناشطة المدنية جنور مرادي على أن الحكومة الإيرانية تسعى لتطهير البلاد، وتُميز بين أهالي مختلف المدن من حيث الجنس والدين والعرق والقومية.
شهلا محمدي
مركز الأخبار ـ لأكثر من أربعة عقود عملت الجمهورية الإسلامية على خلق انقسام وشرخ بين مختلف المكونات في البلاد، بما في ذلك في مدن مثل أورمية وكرماشان التي يعيش فيها أشخاص ينتمون لمختلف الأديان والقوميات.
لم تستهدف الحكومة الإيرانية اللغة والهوية والدين فحسب، بل عملت على تعزيز سيادتها ونهبت الموارد المعدنية ودمرت الغابات والبيئة، لدرجة أن مدينة تكاب شهدت في الأيام الأخيرة العديد من الاحتجاجات لعدم حصولهم على فرص عمل بمنجم الذهب في تلك المنطقة، إلا أن قوى الأمن قمعت الاحتجاج واعتقلت العديد من الأشخاص، فيما أصيب آخرون بجروح متفاوتة وبعضها خطيرة بسبب العنف الجسدي وإطلاق النار عليهم.
عن تاريخ مدينتي تكاب وهوشار تقول الناشطة المدنية جنور مرادي "تكاب هي إحدى مدن أورمية الجنوبية. يبلغ عدد سكانها حوالي الـ 80 ألف نسمة، وهي جزء من منطقة هوشار التي تضم مدينتي تكاب وشاهين دج. ويتحدث سكانها المؤلفين من السنة والشيعة، التركية والآذرية والكردية بلهجاتها الصورانية والكرمانجية والكلهورية".
وأوضحت أن تكاب لها تاريخ طويل جداً في الماضي كان يطلق عليه "شيز" وهو اسم معبد النار القديم في أزارجشساب، ويعتبر أحد أبرز أثار المدينة، ويعود تاريخه إلى عهد الساسانيين، ويعتقد البعض أنها كانت مسقط رأس زرادشت، وبعد وصول الإسلام تم تغيير اسمها إلى "تخت سليمان"، وقد أعيد بناؤه جزئياً في حقبة الإيلخانيين "المغول" في القرن الثالث عشر.
وأشارت إلى أن الذين يتبعون الديانة الزرادشتية من جميع أنحاء إيران كانوا يتجمعون في معبد النار كل عام لتأدية طقوسهم الدينية، إلا أنه في السنوات الأخيرة لم يعد مسموحاً لهم بالذهاب إلى هناك وتأدية طقوسهم بسبب القيود التي فرضتها السلطات الإيرانية "منذ عام 1958 لم تذخر الحكومة الإيرانية جهوداً لتقسم الأتراك والكرد في المنطقة على أسس سياسية ودينية، وشهدنا ظلماً كبيراً من قبل عملاء الحكومة على مر السنين".
وحول سياسة التفريق بين القوميات التي تتبعها السلطات الإيرانية تقول "70% من أهالي منطقة هوشار في شرق كردستان هم من الكرد، وهذه المنطقة الواقعة على الحدود مع أذربيجان تحتوي 65 منجماً للذهب، واثنين من أكبر مناجم الذهب في الشرق الأوسط يقعان في قرية آق دره وزره شوران".
ولفتت إلى أن "الحكومة افتتحت منجم "زره شوران" للذهب عام 2014، وهو ما زاد احتياطي إيران من الذهبي بمقدار مرة ونصف، ولكن لا أحد من المسؤولين والمديرين في هذا المنجم هم من السكان الأصليين، حتى أنه لا يسمح لهم بالعمل فيها"، مشيرةً إلى أنهم شهدوا في السنوات الأخيرة العديد من الاحتجاجات من قبل أهالي المنطقة الذين واجهوا القمع والعنف.
وقد أدى تسرب النفايات السامة من مناجم الذهب في تلوث المياه الجوفية في تلك المنطقة، وهو ما يعاني منه الأهالي، فالعديد منهم مصابون بأمراض السرطان وأمراض في الجهاز الهضمي والكلى، حتى أن حالات الإجهاض قد ازدادت وانخفض النمو السكاني نتيجة الافتقار إلى البنية التحتية الاقتصادية، كما أوضحت جنور مرادي.
وأضافت "يضطر الأهالي للهجرة إلى المدن الكبرى مثل شيراز وطهران وحتى إلى الدول المجاورة ليعيشوا في ظروف أفضل، ومع ذلك كانت رغبتهم الوحيدة أن يتمكنوا من العمل في تلك المناجم، ولكن للأسف اكتشاف تلك المناجم لم يأتي بفائدة على سكان المنطقة، بل تسبب في تدمير البيئة وخلق أمراض عدة، كما أن مدينتي تكاب وشاهين دج تعتبران من أفقر المدن في البلاد".
"على النساء معرفة قيمهن الإنسانية والاجتماعية"
وعن الاستعمار الأبيض لإيران ونهب الحكومة الثروات المعدنية لشرق كردستان، أوضحت جنور مرادي "الحكومات الديكتاتورية فعلت كل شيء للحفاظ على بقائها، والحكومة الإيرانية ليست مستثنية من القاعدة، لقد بذلت جهودها لتقسيم الشعب على أساس الجنس والقومية والدين داخل إيران، لكن وحدة القوميات في ثورة jin jiyan azadî"" أثبت للعالم أجمع أنهم باتوا مدركين تماماً للسياسات المتبعة من قبل السلطات والفتنة التي تزرعها بينهم"، مؤكدةً على أن الدكتاتورية لن تدوم.
وأوضحت أنها "لا تعد هذه المرة الأولى التي تحاول فيها الحكومة القضاء على مختلف القوميات، فالتاريخ يشهد على ذلك، فقد شهدنا هجرة قسرية للكرد من شرق كردستان إلى خراسان، ولكن بالرغم من ذلك لا يزالون يحتفظون بهويتهم وثقافتهم، لم تثمر جهود الحكومة في تطهير الهويات واللغات لمختلف القوميات بالرغم من القمع والظلم والسياسات الممنهجة التي تتبعها".
وأشارت الناشطة المدنية جنور مرادي في ختام حديثها إلى ريادة المرأة في ثورة jin jiyan azadî"" بشرق كردستان "من الصعب جدًا أن تكون هناك نساء في الحكومات الإسلامية، خاصة إذا كنت امرأة كردية أو سنية فهذا يجعل الأمر أكثر صعوبة، لكن لحسن الحظ معظم نسائنا متعلمات، وكنساء من واجبنا أن نعرف أولاً قيمنا الإنسانية والاجتماعية حتى نتمكن من تربية أطفالنا على تلك القيم، والحصول على حقوقهن".