ناشطات أفغانيات: فقط بالنضال يمكننا الحصول على حقوق المرأة

تحاول الناشطات في أفغانستان إيصال صوتهن إلى العالم من خلال تنظيم مسيرات احتجاجية على أمل أن يستطعن استعادة حقوقهن.

بهران لهيب

كابول - مر عام على عودة حركة طالبان في أفغانستان إلى السلطة، وارتكبت خلال هذه الفترة العديد من الجرائم ضد شعب أفغانستان، وخاصةً النساء، لكن على الرغم من قمع الحركات النسائية، رفعت النساء صوتهن للوصول إلى حقوقهن الأساسية.

ومن أجل تحصيل حقوقهن أطلقت الأفغانيات حملة للوقوف ضد جرائم طالبان وقد أجرت وكالتنا لقاء مع نساء شاركن في الحملة.

زرغونة أحمدي هي عضو في "الحركة النسائية الأفغانية" التي كانت نشطة قبل سيطرة طالبان، وعملت كمحامي دفاع وعضو في منظمة "مراقبة الشفافية في أفغانستان". وجميع نشاطاتها من أجل النساء.

تقول عن هدف حملتهن "أطلقنا سلسلة من التظاهرات السلمية والحملات عبر شبكات التواصل الاجتماعي لتحصيل حقوق المرأة. تم إطلاق حملتنا من قبل (الحركة النسائية الأفغانية) للنساء الناشطات في أفغانستان. تضافرت جهود جميع النساء ونشطاء حقوق الإنسان لفضح انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبتها حركة طالبان خلال عام، بعد سقوط أفغانستان في أيدي طالبان في 15 أغسطس 2021. لقد دمر هذا اليوم الأسود تاريخنا وحُرمت النساء من حقوقهن، وحرية التعبير، والحق في التعليم، والعمل، وهن تقبعن في المنزل حالياً".

 

"لنتكاتف وننهي العنف"

تحدثت زرغونة أحمدي عن حياتها قبل سيطرة طالبان، قائلةً إنه "قبل مجيء طالبان كنت أعمل محامية دفاع في ولاية هرات. لسنوات عديدة وأنا أدافع عن حقوق المجتمع، وخاصة النساء اللاتي تعانين من العنف الأسري والخلافات الزوجية. لقد دافعت عن حقوق المرأة التي عملت في المكاتب الحكومية وتعرضت للعنف. ولعبت دوراً في الحملات السلمية التي أطلقتها "مؤسسة المرأة من أجل المرأة" و"شفافية أفغانستان".

ومع إعادة طالبان تأسيس نظامه خلال عام لم تعد جميع النساء، وخاصةً محاميات الدفاع ناشطات. لا يسمح لهن بالعمل دفاعاً عن المعنفات، ولا توجد أي محكمة تدافع عن حقوق المرأة، فقد تم إغلاق جميع المؤسسات الناشطة في هذا المجال حتى أنه لا يوجد سجل لإحصاء نسب العنف ضد المرأة.

بالإضافة إلى حرمانها من العمل والتعليم، لا تتمتع المرأة بالحصانة، خاصةً الناشطات المدنيات والمدافعات عن حقوق الإنسان والمدعين العامين والمحاميات، اللواتي كان لدى معظمهن أنشطة للدفاع عن النساء، لكن ليس لديهن الآن أي أنشطة ولذلك ترى زرغونة أحمدي أنه "فقط من خلال المسيرات السلمية يمكننا الوصول إلى حقوقنا".   

وطالبت "النساء داخل البلاد وخارجها، بالتكاتف والاتحاد من أجل الدفاع عن حقوق بعضنا البعض والحد من العنف، دعونا نواصل مسيراتنا وحملات التقاضي. دعونا نواصل نضالنا للحصول على نتيجة إيجابية". موضحةً أنه "لم يعد للمرأة الحق في العمل، وانتشر الفقر، وازدادت النزاعات الأسرية. لذلك سنستمر في رفع الدعاوى القضائية والكفاح للوصول إلى نتيجة إيجابية ونيل حقوقنا. الحق لا يعطى، بل يؤخذ".

 

https://www.youtube.com/watch?v=fncBaT4UsuI&t=1s

 

"دعونا لا نيأس، دعونا نواصل نضالنا"

شيرين. ج هي أيضاً ناشطة وصحفية في مجال حقوق المرأة، وعضو في الحملة التي انطلقت بعد وصول طالبان إلى السلطة، قالت إنها انضمت للحملة "للتنديد وفضح الجرائم والقمع ضد المرأة". مبينةً أن "الهدف من حملتنا هو إعادة افتتاح المدارس، وحصول المرأة على حقوقها".

وأضافت "الحملة التي أطلقناها تقودها نساء داخل وخارج البلاد. النساء هن ناشطات مدنيات وصحفيات وناشطات في مجال حقوق الإنسان". مؤكدةً أنه "لا توجد مجموعة أو منظمة تدعمنا". 

تقول شيرين. ج عن التغيير الذي حدث في حياتها بعد سيطرة طالبان "كنت أعمل ونشطة في المجتمع أما الآن فأنا لست كذلك، بعد شهر من سيطرة طالبان، ذهبت إلى المكاتب التي أعمل فيها. قالوا إن علي العودة إلى المنزل ولقد عينوا رجلاً بدلاً مني. أنا متعلمة، لكن جاء شخص أمي ويعمل مكاني. قالت طالبان إن النساء يمكنهن فقط أن يصبحن معلمات وطبيبات"، مشيرةً إلى أنه "عندما تتغير الأنظمة الحاكمة في المجتمع الأفغاني تتحمل المرأة الضريبة الكبرى".

وشجعت شيرين. ج النساء على النضال "علينا أن نقاتل. فقط من خلال القتال يمكننا الحصول على حقوق المرأة، لأن المرأة لا تُمنح أي حقوق في بلدنا. تقول طالبان إن النساء يولدن فقط ليكن في البيت ويعتنين بشؤونه. رسالتي لجميع النساء هي الاتحاد وعدم السماح بانتهاك حقوقنا".

واختتمت شيرين. ج حديثها بالقول "دعونا لا نيأس، فلنواصل قتالنا. أولئك النساء اللواتي بقين في المنزل يجب أن تقاتلن. أثق بأننا سنحصل على حقوقنا من طالبان".  

 

https://www.youtube.com/watch?v=I2wZJ-c5u3M