'مستوطنات تركيا في سوريا ستمزق النسيج الاجتماعي السوري'
يستهدف الاحتلال التركي مناطق الإدارة الذاتية، مستغلاً انشغال العالم بالحرب الروسية الأوكرانية التي هي إحدى العوامل التي ساعدت تركيا لتنشط في هذه الفترة.
ريم محمد
الرقة - بالتزامن مع اقتراب الانتخابات العامة في تركيا، واستمرار مطالبة المعارضة التركية بإعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، كشف الرئيس التركي أردوغان عن تحضير أنقرة لمشروع يتضمن إعادة ما يقارب المليون نازح سوري إلى مستوطنات بنتها تركيا في المناطق التي تحتلها.
وسط تخوفات من عمليات التغيير الديموغرافي التي ينفذها الاحتلال التركي في مناطق شمال وشرق سوريا، أكدت الإدارية في مجلس المرأة بمجلس سوريا الديمقراطية ظبية الناصر أن الاحتلال التركي يسعى لزعزعة الأمن والاستقرار في شمال وشرق سوريا.
وأشارت إلى أن استمرار صمت المجتمع الدولي عن جرائم تركيا ومرتزقتها يشجع الاحتلال على تكثيف الهجمات، وزيادة معاناة سكان المناطق المحتلة في رأس العين/سري كانيه، وتل أبيض/كري سبي، وعفرين.
وأضافت "هدف تركيا هو استهداف مناطق الإدارة الذاتية حيث أن تركيا لا يروق لها قيام نظام حكم ديمقراطي لا مركزي، فنجاح هذا النظام على بقعة جغرافية مجاورة لها يشجع الشعوب التي تعيش في تركيا على الثورة"، مؤكدةً أن "أغلب الأنظمة تنهج نظام حكم مركزي دام لعقود من الزمن، وهي ذاتها التي تحاول إفشال مشروع الإدارة الذاتية من خلال الهجوم عليه أو تشويه صورته دولياً، أو زعزعة أمن المنطقة".
وبينت أن النظام التركي من خلال إعادة اللاجئين يهدف لتحقيق العديد من الأهداف أحدها التخلص من ورقة اللاجئين التي تستخدمها المعارضة التركية، إضافةً لتحقيق سياسة التغيير الديموغرافي في المنطقة، "إعادة اللاجئين لا تعني عودة كل شخص إلى قريته بل إن تركيا تخطط لإسكانهم في قرى ومدن أخرى، وهو ما يعد ظلماً بحق هؤلاء اللاجئين وبحق أصحاب القرى المهجرين ويثير الفتنة والعداوة بين شعوب المنطقة".
وترى ظبية الناصر أن تركيا تسعى من خلال سياسة التغيير الديموغرافي إلى "تحويل اللاجئين الذين ستعيدهم إلى ما تسميها بالمنطقة الآمنة إلى موالين لها كما حدث في لواء أسكندرون، فتركيا لا تغير سياستها". مؤكدةً أن لتركيا أبعاد استراتيجية تهدف إليها وهي أطماع احتلالية لنهب الأراضي السورية، وضمها إلى تركيا "غيرت تركيا من تعاطيها مع قضية اللاجئين حيث أنها توقفت عن ابتزاز الغرب بهذه الورقة، لكن لديها أهداف مخفية لم تكشف عنها بعد".
كما أشارت ظبية الناصر إلى الحرب الروسية الأوكرانية، وقالت إن تركيا استغلت انشغال العالم بها لتبدأ هجماتها على المنطقة في ظل صمت دولي مطبق، "إن الحرب الروسية الأوكرانية هي إحدى العوامل التي ساعدت تركيا لتنشط في هذه الفترة من خلال تكثيف الهجمات على المنطقة، وإعادة اللاجئين السورين إلى مناطق غير مناطقهم".
كما لفتت إلى التنسيق الأمني بين كل من النظامين السوري والتركي وقالت إن لهما مصالح مشتركة وهي القضاء على الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، "مشروعنا يمثل خطر على النظامين السوري والتركي كونهما نظامان مركزيان، كما أن النظام السوري يسعى لإخضاع المنطقة لسيطرته، وبالتالي تروق له تهديدات الاحتلال التركي واجتياحه للمنطقة".
واختتمت ظبية الناصر حديثها بالتأكيد على أن الادارة الذاتية أصبحت أكثر خبرة بالتعامل مع الأزمات والمشاكل وهي قادرة على مواجهة هذه التهديدات من خلال علاقاتها وسياستها الخارجية.