محللة سياسية: الحكومة الإيرانية وضعت بقاء سلطتها على حبل مشدود
عن حملة "لا للإعدام، نعم للحياة الحرة"، تقول روجين موكاريان إن "هذه الحملة في الواقع لا تريد وقف الإعدام فحسب، بل تريد أيضاً تحرير الحياة نفسها من علاقات القوة والبطريركية والأبوية والاستعمار والاستغلال".
شهلا محمدي
مركز الأخبار ـ في ظل استمرار القمع وتكثيف حملات إعدام السجناء على خلفية جرائم سياسية وعامة من قبل الحكومة الإيرانية، أطلقت منظومة المرأة الحرة لشرق كردستان (كجار) وعدد من المنظمات النسوية والناشطات السياسيات والمدنيات والبيئيات حملة "لا للإعدام، نعم للحياة الحرة" ضد عمليات الإعدام.
فيما يتعلق بإطلاق هذه الحملة، قالت المحللة السياسية وعضو لجنة حملة "لا للإعدام، نعم للحياة الحرة" روجين موكريان "لدينا العديد من الحملات المناهضة لعقوبة الإعدام سواء فيما يتعلق بالجغرافيا السياسية لإيران أو على المستوى العالمي، لكننا أردنا الإعلان عن هذه الحملة بهدف جديد في محاولة لتفكيك ازدواجية عمليات الإعدام".
وعن أهداف الحملة، أوضحت أن "كسر الانقسام بين الجرائم العامة والسياسية من أهم أهداف الحملة، نعلم أن عقوبة الإعدام تشكل دائماً آلية للحفاظ على سلطة الحكومات وهيمنتها؛ وخاصة الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي وضعت بقاء سلطتها على حبل مشدود منذ تأسيسها وحاولت مواصلة بقائها باللجوء إلى الإعدام، وزادت من عمليات الإعدام حيثما كانت تعاني من أزمة الشرعية والسيادة، وحتى الآن نرى كيف أنه بعد الانتفاضة الأخيرة في شرق كردستان وإيران، قامت بتكثيف عمليات الإعدام".
وأشارت إلى أنه "قبل أيام نُشرت إحصائية تظهر أن إيران لديها أعلى معدل إعدام في العالم، ويشكل الكرد والبلوش 29% من عمليات الإعدام في إحصاءات العالم، و50% من عمليات الإعدام مرتبطة بالجرائم العامة. في الواقع تحاول الحكومات من خلال الازدواجية بين الجرائم ترسيخ الجذر الرئيسي وهو الاستعمار والبطريركية والاستغلال. الهدف الثاني هو أننا نعتقد أن هذه الحملة يمكن أن تصبح وسيلة لخلق حلقات مقاومة بين مختلف الحركات السياسية والاجتماعية والبيئية والنسائية".
ولفتت روجين موكريان إلى أنه لا يكفي إلغاء عقوبة الإعدام، بل يجب أن رفع وتيرة النضال من أجل تحرير المجتمع الإيراني وتغيير النظام الأبوي، مؤكدة أن "الحياة الحرة" حق لكل إنسان.
وأضافت "الحكومة الإيرانية تقوم كل يوم بإعدام أشخاص تحت عناوين مختلفة الفساد في الأرض، والحرب، والزنا، وغيرها من التهم، لذلك أطلقنا شعار "لا للإعدام ونعم للحياة الحرة" من أجل تحرير الحياة من علاقات القوة ومن السلطة الأبوية والاستعمار والاستغلال".
وفيما يتعلق بإعدام المواطنين البلوش في بلوشستان بحجة المخدرات، وفي كردستان معظم عمليات الإعدام لها جانب سياسي، قالت "هنا تحاول هذه الحملة خلق التضامن من خلال تفكيك هذه الازدواجية. تستخدم الحكومة الإعدام كأداة لبقائها وهيمنتها وسلطتها ومن خلال تفكيك هذه الثنائية، نحاول زيادة دوائر المقاومة بين مختلف الأمم والمجتمعات والأجناس والطبقات المختلفة، وأعتقد أن هذه خطوة مهمة لنكسر معادلات نظام الجمهورية الإسلامية".
وأضافت "إن الإعدام يتعارض بشكل مباشر مع الحياة والأخلاق، بغض النظر عن الجريمة التي ارتكبوها. إنها عقوبة تأخذ في الاعتبار جوهر المجتمع، وبهذه الطريقة حاولت الحكومات تعقيم المجتمع".
وحول إعلان الحملة في ذكرى إعدام شيرين علمهولي، أكدت روجين موكريان أنه "من وجهة نظرنا، فإن الاستعمار والبطريركية والاستغلال، لها جذورها في الدولة القومية الأبوية الرأسمالية، ليست منفصلة عن بعضها البعض، ونرى تدخل هذا الثالوث في إعدام شيرين علمهولي. إننا نتحدث في الواقع عن شابة كردية قاومت سياسات الإقصاء والاستيعاب، وناضلت من أجل الحرية. نعلم أن الحرية لها مفاهيم مختلفة، ومن وجهة نظر أشخاص مثل شيرين علمهولي، أستطيع أن أقول إن الحرية كانت مزيجاً من تحديد المصير الجماعي والفردي، وهنا يمكن لشخصية مثل شيرين علمهولي، التي كانت رمزاً للحياة الحرة وقاومت آلة القمع في الجمهورية الإسلامية، أن تكون أساساً متيناً لحملتنا".