'على المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية وضع حد لانتهاكات الاحتلال التركي'

تحدثت منى يوسف العضو في منسقية مؤتمر ستار بشمال وشرق سوريا عن آخر المستجدات السياسية في المنطقة.

ليلى محمد

قامشلو ـ أكدت عضو منسقية مؤتمر ستار في شمال وشرق سوريا منى يوسف أنه يجب على المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية القيام بواجباتها الأساسية تجاه ما يرتكبه الاحتلال التركي من انتهاكات ضد الإنسانية في المنطقة.

شهد الأسبوع الأخير من شهر حزيران/يونيو الفائت، استمراراً لاستهداف تركيا للمناطق الحدودية في منبج والشهباء إضافةً لاستمرار الاعتداءات على الأهالي في المناطق المحتلة، وحول ذلك قالت منى يوسف "لا تزال التهديدات التركية ومنذ بداية الأزمة السورية مستمرة على المنطقة حتى الآن، فتركيا لم تتوقف عن اتباع سياسة التهديدات والهجمات فالعمليات العسكرية التي قامت بها في مناطق شمال وشرق سوريا أدت إلى اقتطاع أجزاء من سوريا، كما لعبت الدور الأسوأ في المناطق التي تحتلها عن طريق ارتكاب الانتهاكات بحق شعوبها من قبل مرتزقتها".

وأضافت "يجدد الاحتلال التركي كل فترة تهديداته وهجماته على مناطق شمال وشرق سوريا بحجة حماية أمنه القومي إلا أن جميع الحجج التي يقدمها غير صحيحة وغير مقبولة، فالاحتلال التركي يعيش أزمات مع دول وأطراف أخرى وليس فقط مع شمال وشرق سوريا وتريد عن طريق احتلالها للمنطقة تصدير أزماتها الداخلية من جهة، ومن جهة أخرى يسعى النظام لرفع نسبة الأصوات المؤيدة لحزب العدالة والتنمية نظراً لاقتراب موعد الانتخابات الرئاسية".

 

المشروع الاستطياني

وفيما يخص المشروع الاستيطاني الذي طرحه الاحتلال التركي مؤخراً قالت منى يوسف "قبل مئة عام اعتمدت تركيا على جيش نظامي تهاجم به أي منطقة وتحتلها، إلا أنها تتبع في الوقت الراهن سياسة جديدة وهي استخدام مرتزقة من أهالي المنطقة لتحقيق أجنداتها، فعن طريق المرتزقة الذين دربتهم في معسكراتها استطاعت تهجير سكان بعض المناطق وباتت تستعطف المجتمع الدولي بالقول إنها تريد إعادة اللاجئين السوريين في تركيا والحقيقة أنها تسعى لتغيير هوية وديمغرافية المنطقة بما يتناسب مع مصالحها".

 

"ضعف تركيا يدفعها لاستخدام الطائرات المسيرة"

وتعليقاً على استهداف الطائرات المسيرة التابعة للاحتلال التركي لسيارات المدنيين بالإضافة إلى استهدافها للإداريين العاملين في مؤسسات الإدارة الذاتية والذي كان أخرهم فرهاد شبلي نائب الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية، قالت منى يوسف "لم تتوقف التهديدات والهجمات التركية على مناطقنا وإلى جانب ذلك فهي تقوم باستهداف الإداريين عن طريق الطائرات المسيرة فسياسة الترهيب وسياسة استهداف رموز المقاومة والإداريين من السياسات تتبعها الدولة التركية".

وأضافت "استهداف رموز المقاومة الذين كان لهم دور كبير في نجاح مشروع الأمة الديمقراطية، ما هو إلا دليل على ضعف الاحتلال التركي، فهو لم يأخذ حتى الآن الضوء الأخضر من المجتمع الدولي لشن حملة عسكرية جديدة على مناطق شمال وشرق سوريا وهذا ما يدفعه لتكثيف هجماته ليس على المنطقة وحسب إنما في إقليم كردستان أيضاً".

 

موقف النظام

بالرغم من اعتداءات الاحتلال التركي المستمرة على الأراضي السورية إلا أن النظام لم يبدي أي موقف تجاه ما يرتكب على الأرض السورية، حول ذلك أوضحت منى يوسف أن جميع الحوارات التي سعت الإدارة الذاتية إلى عقدها مع النظام السوري من أجل حل الأزمة السورية تمت عرقلتها من طرف الأخير "النظام السوري لم يضع يده بيدنا لنتمكن من حل الأزمة السورية التي طال أمدها، ولو لعب دوره الحقيقي منذ بداية الأزمة لما استمرت الأزمة حتى الآن".

وأكدت على أن "غالبية الحوارات بائت بالفشل لأن النظام السوري لم يهتم بمصالح شعبه"، مشيرةً إلى أن "النظام لم يحرك ساكناً ولم يبدي أي موقف تجاه التهديدات والهجمات التي تعرضت لها مناطقنا".

 

"على المجتمع الدولي التحرك"

وأشارت منى يوسف إلى أنه يجب على المجتمع الدولي أن يعي ما يجري من حقائق على الأرض "عناصر وخلايا داعش لا يشكلون خطراً على المنطقة فقط إنما على العالم أجمع، لذا يجب أن يدرك المجتمع الدولي أن مشروع الدولة التركية سيساهم في إحياء داعش".

وأضافت "على المجتمع الدولي ألا يقف على الحياد أو يعطي الضوء الأخضر لهجمة جديدة على المنطقة، لأن أي هجوم سيشكل كارثة إنسانية وتداعيات خطيرة وسلبية على المنطقة، فتهجير السكان من أراضيهم ليس بالشيء السهل كون مناطقنا أيضاً تحوي العديد من المخيمات التي تقطنها العوائل التي تهجرت من أراضيها، وبالتالي فأنه يجب على المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية أن تقوم بواجباتها الأساسية بما يوجهه الضمير الإنساني، ويجب أن تكون على دراية بكل التحديات التي نعيش فيها ضمن مناطقنا وألا تكون يد مساعدة لخلق كارثة إنسانية جديدة في المنطقة، كما ويجب وضع حد لدولة الاحتلال التركي وانتهاكاتها".