جويل بو فرحات: منظمة 50/50 تضع خارطة طريق لدعم المرأة في الانتخابات النيابية المقبلة
تسعى منظمة خمسون/خمسون إلى رفع نسبة مشاركة النساء في الحياة السياسية، وذلك عبر المطالبة بإقرار قانون الكوتا النسائية كما دعم النساء في حملاتهن الانتخابية وتدريبهن على الظهور الإعلامي
كارولين بزي
بيروت ـ . مشاريع عديدة تعمل عليها المنظمة من أجل إيصال المرأة إلى سدة البرلمان والمجالس البلدية.
"ثلاثة مشاريع تدعم مشاركة المرأة السياسية"
تتحدث رئيسة منظمة خمسون/خمسون جويل بو فرحات، عن هدف المنظمة وتقول لوكالتنا "تعمل منظمة على الوصول إلى تمثيل المرأة والرجل مناصفةً في كافة المجالس المنتخبة والمعينة وخاصة في السياسة. نهدف إلى زيادة عدد النساء في الحياة السياسية بسبب غياب التوازن والتفاوت في التمثيل بين الجنسين، وبالتالي نعمل على العديد من المشاريع. الهدف الأساسي هو دعم المرأة في السياسة، في ظل التحضير للانتخابات النيابية وبعدها البلدية، حالياً نعمل مع 150 امرأة لمواكبتهن بالحملات الانتخابية وتحضيرهن لمواجهة هذا التحدي الكبير".
وتفند المشاريع التي تعمل عليها المنظمة في الوقت الحالي، وتقول "نعمل على مشروعين أساسيين. المشروع الأول نتعاون فيه مع السفارة الهولندية نعمل من خلاله على دعم مجموعة من النساء للوصول إلى سدة البرلمان، ونقدم لهن الدعم من ناحية التدريبات التقنية، إذ نحاول أن نوصل لهن التقنيات الجديدة، الصورة التي يجب أن يعكسنها والدائرة الانتخابية التي يعملن في إطارها. كما أننا نساعدهن في مجال الإعلام من حيث الظهور الإعلامي وكيفية عكس الصورة الصحيحة وشخصيتهن السياسية في الإعلام، كل هذه المشاريع بالإضافة إلى دراسة الواقع الانتخابي لكل امرأة في دائرتها، كل هذه المشاريع نتابعها مع خبراء لبنانيين وهذا المشروع سيواكب النساء حتى الانتخابات النيابية".
وتضيف "كما أن هناك نقطة مهمة، سيواكب كل امرأة رئيس أو رئيسة حملة انتخابية من الآن بكل نشاطاتها وصولاً إلى الانتخابات النيابية".
وتتطرق إلى المشروع الثاني، وتوضح "هو مشروع مدعوم من الـ Un Women "هيئة الأمم المتحدة للمرأة"، ويقدم دعماً لعدد كبير من النساء. إذ كنا قد استقطبنا450 امرأة، يهدفن للترشح إما على المقاعد النيابية أو البلدية، وحالياً نعمل مع النساء اللواتي يردن الترشح على المقاعد النيابية لخوض المعركة الانتخابية ومواكبتهن قدر الإمكان من مختلف النواحي وعلى كافة الأصعدة التي ذكرناها سابقاً".
وتضيف "خمسون/خمسون تعمل مع مجموعة تتألف من 150 امرأة لتحضيرهن للانتخابات النيابية، أما العمل مع النساء اللواتي سيترشحن للانتخابات البلدية سيبدأ لاحقاً مع تحديد موعد الانتخابات البلدية".
"الكوتا سترفع نسبة التمثيل النسائي في البرلمان"
وتتابع "نعمل أيضاً على مشروع ثالث بدعم من الـ UNDP LB وهو يتعلق بالكوتا النسائية، أطلقنا على المشروع اسم Woman Win، وهو من أجل تحضير أفضل صيغة للكوتا النسائية لإدراجها في قانون الانتخابات لعام 2022. حضرنا هذه الصيغة مع خبراء وأخصائيين في الانتخابات والقانون، ونأمل أن يتم إقرار هذه الصيغة التي بدورها ستزيد عدد النساء في المجلس النيابي".
وتقول "هذه هي خارطة الطريق من الآن ولغاية الانتخابات النيابية المقبلة، كما أن هناك مشاريع صغيرة جانبية، إلا أن المشاريع المذكورة آنفاً هي الأساسية لدعم المرأة في الانتخابات النيابية القادمة".
تتوقع جويل بو فرحات أن يزيد عدد المرشحات للانتخابات النيابية المقبلة كما الفائزات ولكن الشرط الكوتا، وتقول "كما ذكرت نحن نعمل على تحضير النساء لخوض المعركة الانتخابية، ونأمل إقرار قانون الكوتا النسائية وتطبيقه في الانتخابات المقبلة، سيكون عدد المرشحات أكبر بكثير من عام 2018، علماً أنه في الانتخابات السابقة وصل عدد المرشحات إلى 118 مرشحة فازت منهن ست نساء فقط".
وترجع السبب في عدد النساء القليل اللواتي ترشحن للانتخابات السابقة، لعدة أسباب كما تقول "أولاً لأنه لا يوجد قانون يُجبر الأحزاب على ترشيح نساء على لوائحها. ثانياً لا توجد خطة وطنية تدعم المرأة في السياسة. ثالثاً لأن هناك تقاعس كبير جداً من قبل الأحزاب السياسية في دعم المرأة في السياسة، كما أننا لم نلمس بعد أداء الأحزاب الناشئة، نحاول أن نعمل على هذه المشاريع لسد الثغرة من خلال قانون الكوتا النسائية، وإذا استطعنا أن نطبقه سيكون هناك نساء مرشحات وأخريات فائزات".
وتوضح "القانون يحفظ 26 مقعداً للنساء بالإضافة إلى ترشيح 40% على اللوائح الانتخابية من كلا الجنسين. المقاعد الـ 26 ستحجز فوز 26 امرأة، كما يمكن أن يضاف إلى هذا الرقم فوز نساء من خارج الكوتا ما يؤدي إلى ارتفاع نسبة النساء الفائزات في المجلس النيابي، وبالتالي نحن نفسح المجال أمام المرأة إما للترشح على مقاعد الكوتا أو على المقاعد خارج الكوتا، وهكذا يمكننا أن نضمن وصول أكثر من 26 امرأة إلى سدة البرلمان في الانتخابات النيابية في العام 2022".
"المرأة بحاجة إلى كتلة نيابية وازنة لتغيير القوانين المجحفة بحقها"
فيما يتعلق بدور المرأة وهل قيّدت الأحزاب أداءها، تقول جويل بو فرحات "أنا أثق بأن أساس الحياة السياسية هي الأحزاب، ولكن لا يمكننا أن نحكم على النساء اللواتي نجحن لأنهن على لوائح أحزاب، ونحاسبهن إن قمن بمهامهن أم لا، هؤلاء النساء أنجزن الكثير، ولكن عندما تكون هناك امرأة واحدة بين 24 وزيراً، فما الذي يمكن أن ننتظره أو تنجزه بمفردها؟ غير أنها موجودة تحت المجهر لمراقبة أدائها أو إنجازاتها لأنها امرأة وحيدة".
وتتابع "منذ أن حصل لبنان على استقلاله ضمت ثماني حكومات فقط نساء من بين 77 حكومة، والحكومة التي ضمت أكبر عدد من النساء كانت حكومة الرئيس حسان دياب التي ضمت ست وزيرات". وتوضح "كي نلحظ نشاطاً مكثفاً للنساء في مجال السياسة نحن بحاجة إلى كتلة نيابية كبيرة تضم أكثر من 35 أو 40 نائبة في المجلس النيابي، لكي تكون كتلة وازنة، ويجب إلغاء كل القوانين المجحفة بحق المرأة وتحدّث قوانين أخرى حتى تستطيع أن تتخذ قرارات وتغيّر أجندات سياسية تتناسب مع واقع المرأة اللبنانية، ويجب تغيير الذهنية ويرى الناس بأن المرأة كثّفت نشاطها السياسي وأصبحت موجودة في الحياة السياسية ويعتادوا عليها وعلى انتخابها من دون قانون يجبرهم على ذلك".
وأكدت على أنه "من الآن إلى أن تتغير العقلية والمعتقدات الذهنية البطريركية نحن بحاجة إلى إقرار قانون كوتا أقله على دورتين أو ثلاثة، قانون يُجبر الناس على اختيار امرأة، وبعدها تثبت المرأة نفسها وتحقق إنجازاتها ثم نصل إلى مرحلة يعتاد فيها الرأي العام على عمل المرأة في مجال السياسة، بالتالي يصبح الأمر عادياً وسهلاً".