'غياب الديمقراطية في إيران يقيد حرية الصحفيين/ات'
أكدت الصحفية مهناز قزلو على غياب الديمقراطية في إيران ساهم في تقييد حرية الصحفيين/ات، مشيرةً إلى أنه لا توجد استقلالية للإعلام والصحافة.
شهلا محمدي
مركز الأخبار ـ شددت الحكومة الإيرانية في الذكرى السنوية الأولى لمقتل جينا أميني على يد شرطة الأخلاق، واندلاع الانتفاضة الشعبية؛ الأجواء الأمنية والعسكرية على مدن شرق كردستان وسيستان ـ بلوشستان وحتى شمال إيران.
في محاولة منها منع تجدد الاحتجاجات، قامت الحكومة الإيرانية باعتقال وتهديد الصحفيين/ات والناشطين/ات، السياسيين/ات والمدنيين والمتظاهرين/ات وعائلاتهم.
"Jin jiyan azadî" شعار تقدمي لفت انتباه العالم أجمع
بالإشارة إلى استمرارية الانتفاضة الشعبية وديناميكيتها، تقول الصحفية مهناز قزلو "إن الحركة النسائية التي تشهدها إيران حالياً تحت شعار "Jin jiyan azadî" التقدمي ومطالبها ليست وليدة اللحظة، فبالعودة إلى عام 1957 وما بعده، فبالإمكان أن نرى أن النساء كن تخرجن إلى الشوارع وتنظمن الاحتجاجات للمطالبة بحقوقهن وحريتهن، مع الأخذ بعين الاعتبار أن المرشد الأعلى للثورة الإسلامية سابقاً روح الله الخميني قد أثار مسألة الحجاب الإجباري، ولا تزال تلك المطالب مستمرة وفي طور التقدم، حيث انطلقت العديد من الانتفاضات والحركات".
وأشارت إلى أن شعار "Jin jiyan azadî" لفت انتباه العالم أجمع لأنه ولأول مرة يردد شعار ينادي بحرية المرأة في دولة شرق أوسطية مرتبطة بشكل كبير بالنظام الأبوي، مضيفةً "إن هذا ليس مجرد شعار، فالشعارات التي تردد خلال الانتفاضات الشعبية هي في الواقع تعبر عن جوهر الانتفاضة ومطالبها، إن النساء في دول الشرق الأوسط مثل إيران وخاصة المدن البعيدة عن مركز العاصمة تتعرضن لقمع وتمييز مزدوج بسبب الاضطهاد الممارس ضد الأقليات العرقية في البلاد".
وترى أنه بالنظر إلى هذه الانتفاضة فإذا تحررت المرأة في المجتمع وتم القضاء على التمييز، فستكون هناك مساواة في الحقوق بين الجنسين، لافتةً إلى أنه رغم الانتهاك الجسيم لحقوق المرأة في إيران إلا أن الرجال أيضاً لا يحصلون على العديد من حقوقهم، فالصحفيين والناشطين المدنيين والمدافعين عن البيئة ليس لديهم الحق في التعبير عن آرائهم، ومعظمهم يقبعون في السجون، مضيفةً "إن الحكومة الإيرانية تعرف بأنها نظام ثيوقراطي أبوي، ينتهك حقوق الإنسان".
"لا استقلالية للإعلام والصحافة في بلادنا"
وحول الإعلام ودوره في المجتمع وقمع الناشطين/ات المدنيين ونشطاء البيئة والصحفيين/ات وتأثير ذلك على الاحتجاجات التي شهدتها البلاد تقول "يعد الإعلام أحد أسس ومبادئ الديمقراطية والمجتمع الديمقراطي، فمن خلال الإعلام الحر يستطيع الصحفيون/ات والمراسلون/ات القيام بمسؤولياتهم ومهامهم دون أي ضغوطات، ولكن في دول مثل إيران التي تعاني في الواقع من مشاكل وقيود من حيث النظرية الأيديولوجية ولا يوجد فيها ديمقراطية، لا يوجد نقاش حول الإعلام الحر واستقلال الإعلام والصحافة".
وأرجعت السبب في فرض الحكومة الإيرانية قيوداً على الإعلام والصحافة إلى خوف الأخيرة من نشر الحقيقة "إن هذا النظام الدكتاتوري يمنع الصحفيين من العمل لأنه إذا كان هناك تدفق حر للمعلومات، أي أن المجتمع سيصبح أكثر وعياً"، مشيرةً إلى لوسائل الإعلام سلسلة من الواجبات والمسؤوليات المحددة من أبعاد مختلفة، لتكون قادرة على توفير المعلومات للمواطنين وإجراء البحوث الميدانية بحرية.
وعلى حد قول مهناز قزلو فإنه في الدول المتقدمة يتمتع الصحفيون بالحماية الكاملة حتى في أسوأ الظروف وخلال الاحتجاجات، ولا يحق لأحد أن يوقفهم ويمكنهم تغطية الأحداث وتصويرها، وهو أحد مبادئ الديمقراطية، بينما في إيران حاولت الجمهورية الإسلامية فور وصولها إلى السلطة وقف التدفق الحر للأخبار من خلال وسائل الإعلام "بعد حوالي 44 عاماً لم تعد القيود تقتصر على وسائل الإعلام فقط، بل تعدت وسائل التواصل الاجتماعي والشبكات الرقمية الافتراضية، حيث انتشر ما يعرف بصحافة المواطن، أي أن المواطنين كانوا ينشرون حتى أصغر الأحداث".
"على الصحفي توعية المجتمع وانتقاد المسؤولين"
وأضافت "أظهرت الفيديوهات التي تم نشرها اعترافات بعض المسؤولين في الحكومة أنهم كانوا ضد قمع الشعب، لأنهم هم أنفسهم أعلنوا أن العديد من أفراد عائلاتهم شاركوا في التظاهرات والاحتجاجات، في الواقع إن المواطنين بحاجة إلى عمل ووظائف ولكن في مكان ما يتعارض ذلك مع معاييرهم الأخلاقية، وهنا عندما يقولون الحقيقة يدفعون الثمن، أي أنهم يعتقلون ويسجنون ويتعرضون للتعذيب والكثير منهم يفقدون حياتهم".
وأكدت على أنه تم اعتقال عدد من الصحفيين/ات لمجرد تغطيتهم الأحداث وطرح الأسئلة حول نتائج الحراك الشعبي "من حق الصحفيين/ات توعية المجتمع وطرح الأسئلة وانتقاد المسؤولين الذين يقع على عاتقهم العديد واجب تحقيق مطالب الشعب، وإذا لم يتمكنوا من ذلك عليهم التخلي عن مراكزهم، وللأسف هذه السمة غير واضحة وفقاً لتصريحات المسؤولين في بلادنا".
وقالت الصحفية مهناز قزلو في ختام حديثها "لدينا أكثر من ثلاث قنوات تلفزيونية عالمية خارج إيران، ولكن كل واحدة منها تسعى لإظهار الانتفاضة الشعبية في الداخل بشكل مختلف، وهو ما لن يوصلنا إلى وجهتنا، وبطبيعة الحال، عندما يكون لديك اتصال بالمجتمع الإيراني يمكنك أن ترى أن المواطنون على وعي تام ولا يقبلون كل شيء بسهولة وينتقدون الشبكات بوضوح، أي لا ينبغي أن نبالغ في التفاؤل، لأن هذه الوسائط قد تظهر مساراً خاطئاً وأبعاداً وزوايا معينة قد تشتت الحركة".