دريا رمضان: أي هجوم تركي هو فرصة لإعادة انعاش داعش
أكدت الرئيسة المشتركة لمكتب العلاقات بمجلس سوريا الديمقراطية في شمال وشرق سوريا دريا رمضان على أن أي هجوم تركي يعتبر فرصة لإعادة انتعاش داعش من جديد.
ليلى محمد
قامشلو ـ دعت الرئيسة المشتركة لمكتب العلاقات بمجلس سوريا الديمقراطية بشمال وشرق سوريا، دريا رمضان، الأحزاب السياسية في سوريا وخاصة الكردية وضع خلافاتها جانباً لمواجهة الاحتلال التركي.
بالتزامن مع حلول الذكرى العاشرة لثورة روج آفا التي تصادف التاسع عشر من تموز/يوليو كثف الاحتلال التركي من تهديداته بشن عملية عسكرية جديدة على مناطق شمال وشرق سوريا تستهدف هذه المرة منبج وتل رفعت.
قالت الرئيسة المشتركة لمكتب العلاقات بمجلس سوريا الديمقراطية في شمال وشرق سوريا دريا رمضان أن تركيا توجه تهديدات بشن عملية عسكرية جديدة على مناطق شمال وشرق سوريا بذريعة حماية أمنها القومي، إلا أنه لديها أطماع توسعية في المنطقة بالإضافة إلى تغيير ديموغرافية المنطقة وتهجير سكانها.
وأوضحت أن "الدولة التركية بنيت بالاعتماد على الاحتلالات ولديها تاريخ يشهد على ذلك، إذ تستغل الظروف السياسية في المنطقة والشرق الأوسط لتحقيق أطماعها"، لافتةً إلى أن "تركيا لديها مخاوف من أي مشروع ديمقراطي وخاصة مشروع الأمة الديمقراطية للإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا بأن يكون له تأثير على الشعوب في تركيا، لذا تتسبب في افتعال الأزمات لزعزعة أمن المنطقة بغية تشتيت انتباه العالم عن الأزمات الداخلية التي تعيشها كالأزمة الاقتصادية أو أزمة الحقوق كحملاتها ضد الصحفيين والسياسيين والبرلمانيين الكرد".
وعن الأطماع الخفية وراء التهديدات التركية بشن هجمات عسكرية على المنطقة تقول "تركيا تطمع في أن تكون إحدى الدول المهيمنة عالمياً ويتبين ذلك من خلال تصريحات أردوغان بأن الدول الخمسة قليلة على إدارة العالم"، مشيرةً إلى أن "تركيا حققت جزءاً من أطماعها خاصة في سوريا مستغلة الظروف السياسية فيها حيث قامت باحتلال عدة مناطق كعفرين وسري كانية وكري سبي، وارتكبت العديد من المجازر والانتهاكات في تلك المناطق".
وأكدت أن تركيا في محاولة لتحقيق مساعيها من الممكن أن تمارس كافة الانتهاكات بحق المنطقة، مشددةً على أنه "لا بد من وضع حد لتهديدات الاحتلال التركي".
ولفتت إلى أن الاحتلال التركي يسعى لاحتلال الأراضي السورية من خلال التغلغل فيها بعمق نحو 30 كم، أي بما معناه كافة المناطق الكردية التابعة للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، مشيرةً إلى أن هذه التهديدات هي تعد على مكاسب أهالي المنطقة الذين كان لهم دور كبير في تحقيق الأمن والأمان للمنطقة، وهي فرصة لداعش لكي يعاود نشاطه من جديد "المنطقة تحتوي على مخيمات وسجون فيها الآلاف من مرتزقة داعش وعوائلهم، ومع التهديدات التركية بدأت الخلايا النائمة لداعش بإنعاش نفسها من جديد في المنطقة، حيث استطاعت قوى الأمن الداخلي وقوات سوريا الديمقراطية أن تلقي القبض على العديد من تلك الخلايا التي اعترفت بأنهم كانوا يخططون للعديد من الهجمات والعمليات التي كان من بينها الهجوم على سجن الصناعة في مدينة الحسكة".
وشددت على أن "للاحتلال التركي دور في إنعاش الجماعات الإرهابية في شمال وشرق سوريا، فأي تهديد أو هجوم سيؤدي إلى وقوع كارثة إنسانية، وسيشكل تهديداً ليس على المنطقة فقط وإنما على العالم أجمع، لأن أيديولوجيته داعش تشكل خطراً على الجميع، فلا بد من الوقوف في وجه العدوان التركي"، داعيةً الدول المهيمنة لتحمل المسؤولية تجاه أي هجوم تركي على مناطق شمال وشرق سوريا.
وفيما يتعلق بموقف النظام السوري تجاه التهديدات التركية تقول "إن محاولات الإدارة الذاتية ممثلةً بمجلس سوريا الديمقراطية للحوار مع النظام السوري والوصول إلى حل للأزمة السورية لم تتوقف، إلا أن الأخير لا زال متعنت بموقفها". مؤكدةً على أن الأزمة السورية لا يمكن حلها ما لم تتكاتف جميع القوى الداخلية في سوريا.
وعلقت دريا رمضان على الصمت الدولي تجاه تهديدات الاحتلال التركي وما تقوم به من انتهاكات في المنطقة، قائلةً "نعتبر صمت الدول على ما تقوم به تركيا بمثابة إعطائها الضوء الأخضر لتحقيق أطماعها ومآربها في شمال وشرق سوريا، ورغم تزايد النداءات ومطالب مكونات المنطقة والأحزاب السياسية فيها بإصدار قرار دولي لفرض حظر جوي على مناطق شمال وشرق سوريا إلا أن القوى العظمى والمجتمع الدولي لم تعطيا أي جواباً حيال هذا المطلب الشعبي".
وفي الختام دعت الرئيسة المشتركة لمكتب العلاقات بمجلس سوريا الديمقراطية دريا رمضان شعوب ومكونات المنطقة ومنظمات المجتمع المدني إلى توحيد صفوفهم "يجب على كافة الأحزاب السياسية وضع كافة الخلافات جانباً، وأن تواجه العدوان التركي بيد وصوت واحد فعدونا مشترك لذا لابد أن يكون موقفناً أيضاً مشترك، كما ونجدد مطالبنا من المجتمع الدولي والنظام السوري بأن يكون لديهم موقف حيال تهديدات تركيا، وأن يتم تطبيق كافة القوانين المتعلقة بالحرب والسلم الدولية وفق البروتوكولات الموضوعة، ونطالب بفرض حظر جوي على مناطق شمال وشرق سوريا".