انتخابات مجالس المحافظات... محاولات لإقصاء المرأة العراقية
رغم العراقيل التي تواجه المرأة العراقية، إلا أنها تشارك بقوة للترشح لمجالس المحافظة وتحاول بكل ما لديها من إمكانيات لإبراز ذاتها وقدراتها وتجسيدها على أرض الواقع.
نور المرسومي
العراق ـ فتحت مراكز الاقتراع العام أبوابها أمام 17 مليون ناخب/ـة عراقي/ـة لانتخاب أعضاء مجالس المحافظات، وستحدد هذه الانتخابات شكل الحكومات المحلية التي ألغيت بعد الانتفاضة الشعبية ضدها في عام 2018، وتتعرض العديد من المرشحات لشتى صنوف المضايقات والاستهداف، والمرتكزة في جلها على خلفية واحدة، وهي استضعاف المرأة والحط من شأنها، والاستخفاف بقدرتها على لعب دور فعال في الفضاء العام والسياسي.
قالت النائبة في البرلمان مهدية عبد حسن إن المرأة العراقية تتعرض للكثير من الإرهاصات في الواقع المجتمعي، فتقاليد المجتمع والذهنية الذكورية تحد من وصول أغلب النساء لمناصب صنع القرار لذلك يجب عليهن توظيف إمكانياتهن لتستطعن أن تتبوأن هذه المناصب بكل جدارة وقوة.
وأوضحت أنه بالرغم من الإنجازات التي حققتها المرأة والمناصب التي وصلت إليها فهي قد تبوأت أدوار قيادية ومناصب وزارية لكنها ليست بمستوى الطموح المنشود وحجم النضال الذي خاضته، فمن المفترض أن تكون هناك 6 وزيرات بدلاً من 3 لأن المرأة هي محور الحركة داخل أسرتها ومحور الحركة داخل المجتمع وهذا يعود إلى النزعة والهيمنة الذكورية داخل المجتمع العراقي والتي تعد من الأسباب التي حالت دون تبوء المرأة الأدوار القيادية.
وأكدت أنه رغم وجود مادة دستورية صريحة وواضحة تنص على تبوء النساء مواقع صنع القرار في السلطة التشريعية والتنفيذية على حد سواء ويجب ألا تقل عن نسبة الـ 25%، ووفقاً للقانون يجب أن تكون هناك 6 وزيرات على أقل تقدير، إلا أن الواقع مختلف والسبب في ذلك يعود إلى السيطرة الذكورية ونظرة المجتمع والعادات والتقاليد البالية والإرهاصات التي تواجه المرأة وتجعلها ترفض تبوء هذه المناصب القيادية.
وأشارت إلى أن المجتمع يضع المرأة ضمن قوالب وثوابت مجتمعية عليها عدم تجاوزها، لكن على المرأة أن تثبت أنها عنصر بناء وفعال في تقديم الخدمات والرقي بالمجتمع.
وحول الدعم الذي يجب تقديمه للنساء قالت "ليس فقط على النساء دعم النساء يجب أن يكون الدعم مقدم من كلا الجنسين، لأن القضية تحتاج إلى تكاملية في العمل".
وعن تجربتها قالت "رغم أنني من منطقة شعبية لكن بسبب العزيمة والإرادة ومساندة أسرتي لي استطعت أن أخوض تجارب جعلتني أتقلد مناصب قيادية، فبعد الحصول على شهادة البكلوريوس ودراسة الماجستير، تشجعت لدخول القطاع السياسي، وبدأت عملي كأستاذه جامعية وناشطة في المجال المدني وحين وجدت نفسي مستعدة وتهيأت لي الفرصة للمنافسة في الحملة الانتخابية، شاركت فيها والآن أنا عضوة في البرلمان، ولدي الكثير من الخبرة والحصانة التي تمكنني من مواجهة جميع التحديات، فالمرأة عليها الثقة بذاتها لتتمكن من مواجهة جميع التحديات".
من جهتها قالت بثينة يونس إحدى المواطنات العراقيات المراقبات للعملية السياسية إن عملية الانتخابات عملية دستورية ويجب على الجميع المشاركة بها لكي يحدث تغيير في الواقع الحالي "نحن لا نشجع على انتخاب الوجوه السابقة لأننا لم نرى منهم أي تغيير ملحوظ، إننا نتطلع بشدة لانتخاب شخصيات جديدة وكلنا أمل بهم وبإحداث تغيير، وأن يكونوا منصفين لنا ولمطالبنا".
وأكدت أنه يجب على المرأة أن تأخذ دورها في الانتخابات، لأنها هي من تشعر بالمرأة وتعي همومها ومشاكلها أكثر من الرجل.
ومن جهتها قالت إنعام عباس "على جميع النساء الإدلاء بأصواتهن فنحن بحاجة إلى كادر نسوي يكون قريب من المرأة في الفكر وفهم معاناتها، فنحن لا نرفض الرجال لكن المرأة تأخذ حريتها مع المرأة أكثر في التعبير وطلب ما تحتاجه، عكس الرجل الذي من الممكن أن يرى مطالبنا عادية ولا تستحق التنفيذ".