التمكين السياسي... من أبرز أهداف مجلس المرأة السورية في شمال وشرق سوريا

لتوعية وتعريف المرأة بحقوقها وتأثيرها على المجتمع، عمل مجلس المرأة السورية في شمال وشرق سوريا، على إبراز دور المرأة السياسي وتوحيد طاقات وجهود المرأة السورية لخلق نظام اجتماعي ديمقراطي يحقق الحرية والمساواة للمرأة

نسرين كلش 
قامشلو ـ .
يسعى مجلس المرأة السورية في شمال وشرق سوريا الذي تأسس في الثامن من أيلول/سبتمبر 2017، لمشاركة المرأة بتحقيق السلام وترك بصمة نسوية في حل الأزمة السورية، وتمكينها من الانخراط في كافة المجالات خاصةً في الميدان السياسي والوصول إلى مراكز صنع القرار.
وعن أهداف المجلس قالت لوكالتنا المنسقة العامة في مجلس المرأة السورية بمقاطعة قامشلو لينا بركات "تأسس مجلسنا بهدف بناء مجتمع ديمقراطي يعترف بحرية المرأة، ووضع المطالب الدستورية التي تضمن حق النساء، من خلال تدريبهنَ في كافة المجالات الاجتماعية وخاصةً في الساحة السياسية، لأن المرأة تستطيع أن تترك بصمتها في كل مجالات الحياة لإرادتها وقوتها الصلبة التي لولاهما ما استطاعت مقاومة ويلات الحرب التي أثرت عليها بشكل لافت وكبير، بالإضافة إلى دعم النساء وإعادة تأهيلهن".
 
أعمال ونشاطات مجلس المرأة السورية لعام 2021 
أشارت لينا بركات إلى أنَ أعمال ونشاطات المجلس لعام 2021، توزعت على ثلاثة مستويات محلية، إقليمية وعالمية، لافتةً إلى أنهن دائماً ما تستهدفن النساء من كل المكونات حتى تتحدن لأن أهدافهن ومطالبهن واحدة أينما كن، "أبرز ما نسعى إليه انخراط المرأة في الساحة السياسية لأنه لطالما كانت هذه الساحة مقتصرة على الرجال".
وأضافت "محلياً أقمنا سلسة ورشات عمل مستمرة في كافة مكاتبنا في شمال وشرق سوريا تتضمن محاضرات توعوية وتدريبية، محاور دستورية، المرأة والقانون، فمن خلال هذه النشاطات اجتمعنا بالنساء من المناطق الاخرى، بالإضافة إلى المنتدى الثقافي لزيادة الثقافة لدى النساء وتشجيع المرأة المثقفة، ومنتدى القوميات الذي استمرينا بعقد فعالياته للتعريف بالقوميات والمكونات المتنوعة الموجودة في سوريا، التي لاحظنا تأثيرها من خلال تفاعل النساء".
ونوهت إلى أنَ اللجنة القانونية كان لها النصيب الأكبر من التميز هذا العام لأنها تركت أثراً بشكل فعال من خلال القيام بورشات عمل حول الدساتير السورية ومطالب دستور المواطنة والتعريف بالاتفاقات الدولية لحقوق المرأة، "النساء في سوريا والشرق الأوسط عامةً تعانين من جهل قانوني حقوقي مما ينتج ضعف تمثيل النساء في مراكز صنع القرار أو الأحزاب، لأنها لم تكن متمكنة بالشكل الأمثل، لذا عقدنا العديد من ورشات العمل لسد هذه الثغرة، وتشجيع النساء أكثر وزيادة أفق المعرفة لديهن بحقوقهن وما يتوجب عليهن المطالبة به".
وعن نشاطاتهن داخل المخيمات أوضحت "عملنا في مخيم الهول على إعادة تأهيل النساء بالتعاون مع منظمات ومراكز الدراسات والابحاث النسائية لتغيير الفكر المتطرف لدى النساء والاطفال ودعمهم نفسيا وتشجيعهن على الانتاج، فقمنا ببعض التدريبات المهنية لهن" .
أما عن مشاركات مجلس المرأة السورية في الفعاليات أوضحت "شاركنا في الكثير من المنتديات والمؤتمرات التي عقدت كالمؤتمر الوطني السوري الذي تم عقده في دمشق ومؤتمر أبناء الجزيرة والمكونات في شمال وشرق سوريا في صياغة العقد الجماعي، فكان لمشاركة مجلسنا حضور فعال سواء مع منظمات المجتمع المدني أو بالتعاون مع منظمات الإدارة الذاتية، بالإضافة إلى مشاركتنا في مبادرة مناهضة الإبادة النسائية من أجل الأمن والسلام بالعديد من الفعاليات التي تخص هذه المبادرة التي تهم كل النساء في الشرق الاوسط، وعملنا على الكثير من اللقاءات مع أعضاء اللجنة الدستورية من خلال مواقع التواصل الاجتماعي".
وتابعت "نحاول من خلال مجلسنا تغطية كافة الفعاليات النسوية والمشاركة بها لضمان مشاركة المرأة في حل الأزمة وإثبات وجودها بشكل قوي وفعال، فبالتالي شاركنا بالحملات النسوية من خلال نشاطات وفعاليات متميزة حيث حاولنا كسر النمطية والروتين كالاحتفال بيوم المرأة العالمي، يوم السلام العالمي ويوم مناهضة العنف ضد المرأة، وإصدار البيانات التي تهم النساء في مثل هذه المناسبات" . 
إقليمياً أشارت إلى أنهن شاركن في المؤتمر الثاني للنساء في الشرق الاوسط الذي عقد في العاصمة اللبنانية بيروت، وكان للمجلس دور محوري فيه، فنتج عن هذا المؤتمر تحالف نسوي على مستوى الشرق الأوسط ويتم متابعته، وعلى الصعيد الدولي كان لمجلسهن المشاركة الفعالة في المنصات، كما تم دعوتهن لحضور مؤتمر بروكسل الخاص بالوضع في سوريا، والمشاركة في عدة ندوات وحوارات مع الاتحاد الاوروبي والأمم المتحدة والمبعوث الدولي الخاص لسوريا.
على الصعيد الاعلامي قالت لينا بركات أنَ "لإعلام مجلسنا دور في نشر الثقافة حول قضية المرأة، فقد نشرت العديد من المقالات من أجل تعميق الوعي بهذه القضية، توثيق الجرائم بحق المرأة ومحاولة لفت الرأي العام، كي لا ينحصر نشاطنا الاعلامي على تغطية النشاطات والفعاليات فقط".
 
خطط لسنة 2022 
أما بالنسبة لمشاريع وخطط سنة 2022 أوضحت لينا بركات أنهن تحضرن لعقد المؤتمر الثاني لمجلس المرأة السورية والتواصل مع أكبر عدد من النساء سواء كن شخصيات مستقلة أو منظمات مجتمع مدني أو حتى نساء تعملن في مجال السياسة لتوسيع عمل مجلسهن، وزيادة التواصل مع المنظمات الدولية لإيصال صرخة المرأة والمشاكل التي تواجهها.
وأشارت في ختام حديثها أن إقامة المشاريع والاهتمام بالمخيمات سيكون على قائمة أعمالهم لعام 2022، خاصةً مخيم الهول الذي يعد أخطر مخيمات اللاجئين في العالم، كون مسألة التطرف خطر يهدد الجميع كما أوضحت، من خلال الدعم النفسي والمادي لهنَ، ورفع مستوى الوعي لدى النساء وتقوية مشاركتهن في أي محفل أو مؤتمر حتى تصبحن قادرات على أخذ دورهن الحقيقي.