"الحوار الكردي ـ العربي" يضع خارطة لمستقبل أفضل بين الشعبين

أوضحت رئيسة رابطة نوروز الثقافية حنان عثمان، أن مؤتمر الحوار الكردي ـ العربي الذي أقيم في العاصمة الأردنية عمان في 22 كانون الثاني/يناير

كارولين بزي
بيروت ـ ، وضع خارطة لمستقبل أفضل بين الشعبين، مؤكدةً على أن الاتحاد لن يتم إلا عبر بناء جسور حوار متينة واستراتيجية.
 
"الشعب الكردي وتاريخه يتعرضان للإبادة"
وحول ما دار في المؤتمر تقول حنان عثمان لوكالتنا "شاركت في مؤتمر "الحوار الكردي ـ العربي" الذي أقيم في الأردن، بحضور مثقفين وناشطين من الأردن ولبنان وفلسطين والعراق وسوريا وأوروبا. ركز الحوار على ثلاثة محاور، تناول المحور الأول تاريخ العلاقة الكردية العربية وما هي المخاوف والهواجس بين الشعبين، وكيف يمكننا تقريب وجهات النظر. وتطرقت الجلسة الثانية إلى دور المرأة في دمقرطة المجتمع وكان لي كلمة بهذا الخصوص، وتناول المحور الثالث خارطة طريق العمل المشترك وكيف يمكننا رسم مستقبل أفضل للشعبين".
وأوضحت أنه "يجب أن يكون هناك حوار شفاف بين الشعبين العربي والكردي وسلسلة لقاءات أخرى، وبعد أن عُقد المؤتمر في عمان كان من المفترض أن يُعقد مؤتمر آخر في بيروت يوم السبت 29 كانون الثاني الماضي، ولكن سوء الأحوال الجوية وإقفال الطرقات دفعنا إلى تأجيله".
وعن خارطة الطريق التي كانت من أبرز مخرجات المؤتمر تقول "تنص خارطة الطريق على أن يتم عقد مؤتمرات وطاولات حوار لتوضيح وجهات النظر بطريقة شفافة بين الشعبين الكردي والعربي، لأن السلطات الاستعمارية التي تهدف إلى شرذمة الشعوب والقوميات وتفتيتها تحاول زعزعة الاستقرار، وزرع الفتنة والمخاوف والهواجس بين الشعوب".
ولفتت إلى أنه على هامش المؤتمر أقيمت لقاءات دعت كل بلد وخاصة البلدان التي يوجد فيها جالية كردية أو أقليات أو قوميات متعددة إلى عقد هذا النوع من المؤتمرات التي تركز على الحوارات الشفافة، منوهةً إلى أن هناك مواضيع تاريخية تشّكل عائقاً لدى الشعبين لذلك يجب أن يتم النقاش حولها ووضع النقاط على الحروف وعدم تشويه الحقائق التاريخية، لأن الشعب الكردي يتعرض لكل أنواع الإبادة وحتى تاريخه معرّض للإبادة بسبب السياسة الاستعمارية وسياسة الدول التي تعادي الشعب الكردي.
 
"لن يتم الاتحاد إلا عبر بناء جسور حوار متينة"
وأشارت حنان عثمان إلى أن الدول التي لطالما كانت متخاصمة اتفقت على مواجهة الكرد، وتقول "مع الأسف كردستان مقسمة إلى أربعة أجزاء، فالدول التركية والإيرانية والعراقية والسورية يختلفون على كل العناوين والمواضيع ولكنهم يتوحدون في مواجهة الشعب الكردي، ويحاولون معارضة كل ما يسمى حقائق تاريخية تثبت تواجد الشعب الكردي على أرضه التاريخية منذ مئات السنين".
وتابعت "نحن والشعب العربي نعيش على هذه الجغرافية ونحن جيران منذ الأزل بالإضافة إلى شعوب أخرى من أرمن وسريان ومكونات وقوميات أخرى تعيش في هذه المنطقة، لذلك علينا أن نتضامن ونتحد ضد هذه السياسات، لأننا نمر بمرحلة حساسة وتاريخية ونشهد حروباً وويلات وصراعات ولا يمكننا أن نواجه هذه الويلات إلا بالاتحاد، وهذا الاتحاد لا يتم إلا عبر بناء جسور حوار متينة واستراتيجية".
وحول ما إذا كانت هناك تجارب حوار متينة واستراتيجية تقول "ناقشنا تجربة تجسيد هذا الحوار في شمال وشرق سوريا منذ أكثر من عقد من الزمن، أصبح هنالك ما يشبه الحكم الذاتي أو الإدارة الذاتية الديمقراطية والتي تضم الكرد والعرب والسريان وقوميات أخرى... هذه تجربة تجسدت في الواقع العملي وبالتالي نستطيع أن نعيش معاً ويمكن لهذه التجربة أن تكون نوع من العيش المشترك من دون أن يكون هناك صراعات وحروب. قوات سوريا الديمقراطية التي تضم مختلف القوميات خير دليل على ذلك، إذ حاربت داعش بكل جسارة وشجاعة. هذه تجربة فريدة من نوعها وتعطي أملاً بالمستقبل وبالتالي يجب تجسيد هذه التجربة ودراستها في كل مناطق الشرق الأوسط".
 
دور المرأة في دمقرطة المجتمع
وعن محور دور المرأة في دمقرطة المجتمع، تقول "تحدثت خلال مداخلتي في المحور الثاني الذي دار حول دور المرأة في دمقرطة المجتمع عن تاريخ المرأة التي لعبت دوراً كبيراً بتاريخ البشرية، فأكثر من 98% من الحضارة الإنسانية عرفت عصر الأمومة، وكانت تعيش حينها المجتمعات في ظل نظام وسلام ووئام واستقرار، شهدنا الحروب والويلات والصراعات عندما ظهر الفكر الذكوري والفكر الطبقي والقومي الذي قام بإقصاء المرأة من كل مجالات الحياة وهو أمر لا يصلح لبناء المجتمعات. لذلك يجب أن تستعيد المرأة دورها الحقيقي الذي يجب أن تلعبه في المجتمع".
واستشهدت حنان عثمان بتجربة نساء شمال وشرق سوريا، وتوضح "تحدثت عن دور المرأة في شمال وشرق سوريا ليس فقط المرأة الكردية بل المرأة بشكل عام التي لعبت دوراً كبيراً وليس فقط عسكرياً في محاربة داعش بل أيضاً بتنظيم نفسها وتغيير الفكر الذكوري والفكر النمطي والموروث الثقافي داخل المجتمع. إذ ليس من السهل أن نجد في مجتمعنا الشرق الأوسطي نظام الرئاسة المشتركة، أو نرى امرأة تقود معارك فيها مئات الرجال ضد ما يسمى بمرتزقة داعش، الذي يعتبر أعتى تنظيم إرهابي في العالم. هناك دراسة وفكر وأيديولوجيا، لذلك علينا أن نسلط الضوء على هذه الأمور وندرسها إذ أن تجربة المرأة الكردية فريدة من نوعها بكل أبعادها السياسية والتنظيمية والفكرية وهذا يعود برأيي لفكر المفكر الكردي عبد الله أوجلان الذي أصدر خمسة مجلدات باسم الحضارة الديمقراطية وهو يطرح مشروع الأمة الديمقراطية التي تعيش فيها كل القوميات والأطياف والأجناس بلونها وفكرها ومعتقداتها كحل للشرق الأوسط، هذا هو الحل الأنسب للصراع الموجود في المنطقة". 
وشددت على ضرورة أن "تتحد المرأة عبر الحركات والنضالات في الشرق الأوسط مع كل النساء في المنطقة وأن يقمن بالتشبيك والتضامن".
 
الجالية الكردية تنظم اجتماعاً يناقش الأحداث الأخيرة في الحسكة
وعن تنظيم الجالية الكردية في لبنان ندوةً ناقشت فيها ما حصل في سجن غويران بمدينة الحسكة في شمال وشرق سوريا في رابطة نوروز الثقافية، تقول حنان عثمان "من وحي الأحداث الأخيرة في سجن غويران، عُقد في رابطة نوروز اجتماعاً مصغراً للجالية الكردية اللبنانية لمناقشة التطورات الأخيرة والمؤامرة الدولية ضد الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، هذه مؤامرة استهدفت الإدارة الذاتية لكي يتم تصفيتها لأن هذا المشروع لا يخدم السياسة الاستعمارية ولا السياسة التركية"، وتعتبر أن النظام السوري أيضاً كان مشاركاً بهذه المؤامرة التي عرّضت الشعب المسالم في الحسكة للكثير من المجازر والقتل".
وعن كيفية استقاء المعلومات حول ما يحصل في شمال وشرق سوريا، أشارت رئيسة رابطة نوروز الثقافية حنان عثمان إلى أنهم يستقون المعلومات والأخبار من وسائل الإعلام الكردية، بالإضافة إلى مواقع التواصل الاجتماعي، "أغلبية الكرد الموجودين في لبنان على صلة مباشرة مع أهاليهم المتواجدين في شمال وشرق سوريا"، وتدعو عبر وكالتنا "على جميع الكرد الاتحاد وأن تكون وجهات نظرهم متقاربة لكي نواجه المؤامرة وألا يتم التلاعب بنا".
وأكدت على بسالة المقاومة التي قدمها قوات سوريا الديمقراطية بكل مكوناتها، "المكون العربي لعب دوراً كبيراً بتسليم مرتزقة داعش للإدارة الذاتية الديمقراطية التي أثبتت أنها قادرة على قيادة المرحلة وقيادة الشعب المتواجد هناك وجديرة بالثقة وأن تحمل مسؤولية شعب بأكمله، بالتالي يجب على الدول الأوروبية أن تضع حداً للقنبلة الموقوتة المتواجدة في شمال وشرق سوريا والتي تسمى داعش".