24 عاماً ولا تزال المؤامرة الدولية مستمرة

بينت عضو منسقية مؤتمر ستار في شمال وشرق سوريا منى يوسف، أن هدف المؤامرة الدولية التي حيكت ضد القائد عبد الله أوجلان

ليلى محمد
قامشلو ـ ، كان كسر إرادة الشعوب المطالبة بالحرية والقضاء على فكره وفلسفته، التي تهدد مصالح القوى والدول الرأسمالية.
في التاسع من تشرين الأول/أكتوبر عام 1998، حيكت مؤامرة دولية ضد القائد عبد الله أوجلان، شاركت فيها قوى الهيمنة في الحداثة الرأسمالية، بهدف ضرب حركة الحرية والفكر الحر، إذ اضطر القائد أوجلان حينها لمغادرة سوريا، متوجهاً إلى العديد من الدول الأوروبية، إلا أنه وفي الخامس عشر من شباط/فبراير 1999، تم اعتقاله في كينيا وتسليمه لتركيا، ليتم نقله إلى سجن إيمرالي.
ومنذ أن تم اعتقال القائد عبد الله أوجلان باتت الدولة التركية تمارس بحقه أبشع أنواع الانتهاكات الجسدية والفكرية وعزله عن العالم الخارجي، ومنع محاميه وعائلته من اللقاء به، فمنذ الـ 25 من آذار/مارس 2021، لم ترد أي معلومات عنه وسط تزايد ردود الفعل المنددة من قبل الشعوب المطالبة بالحرية.
 
أهداف القوى المهيمنة من المؤامرة الدولية
ومع اقتراب الذكرى السنوية الـ 24 على تنفيذ المؤامرة الدولية ضد القائد عبد الله أوجلان، تقول عضو منسقية مؤتمر ستار في شمال وشرق سوريا منى يوسف أن "المؤامرة التي حيكت ضد القائد لم تشارك فيها الدولة التركية فحسب، إنما هناك أطراف عديدة على مستويات عدة شاركت بتنفيذ هذه المؤامرة منها الدول الرأسمالية وعلى رأسها استخبارات الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، بريطانيا، روسيا واليونان".
وأضافت "المؤامرة التي حيكت ضد القائد تعتبر مؤامرة على الشعب التركي في الوقت ذاته، فعندما طرح القائد عبد الله أوجلان الحل السلمي في عام 1993 على تركيا لحل القضية الكردية ما بين الشعبين الكردي والتركي، انقسمت الدولة ما بين المؤيدين للحل السلمي الذي تمثل آنذاك بـ تورغوت أوزال رئيس الجمهورية التركية سابقاً، والمعارضين الذين كانوا يقترحون حلول الحرب، المتمثلين باستخبارات الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل".
وبينت أنه "لم تكن من مصلحة الدول العظمة والرأسمالية أن تنهي هذا الخلاف لهذا السبب لم تقبل بالحل السلمي، وخلال هذه الفترة تم اغتيال تورغوت أوزال الذي كان مؤيداً للحل السلمي"، مضيفةً "خلال تلك السنوات أجبرت الدولة التركية سوريا على إخراج القائد عبد الله أوجلان من أراضيها، مهددةً إياها بإعلان الحرب ضدها، لذا اضطر القائد إلى الخروج من سوريا حتى لا يتعرض الشعب لحروب مع جارتها الشمالية تركيا".
وحول خروج القائد عبد الله أوجلان من سوريا باتجاه اليونان والعديد من الدول الأوربية تقول "ظل القائد لأكثر من أربعة أشهر يتنقل عبر دول أوروبية عدة، لكن القوى الرأسمالية كانت مؤثرة بشكل كبير على هذه الدول، فاليونان كمثال، رضخت لمطالب الدول الرأسمالية لأنها لا تستطيع أن ترفض لهم أي طلب، وبالتالي فقد كانت اليونان تسعى إلى تحقيق مصالحها ومنها حل قضيتها مع الدولة التركية من بحر إيجه وقبرص، مقابل تسليم القائد".
وتابعت "أما روسيا التي كانت تعاني آنذاك من النزاعات والخلافات والأزمات الاقتصادية، فمقابل تسليم القائد كانت ستحصل على عشرة مليارات دولار، وبالتالي فإن جميع الدول التي لجأ إليها القائد كانت مشاركة في المؤامرة وسببها الرئيسي هي الهيمنة المركزية التي ترأستها الولايات المتحدة وإسرائيل وبريطانيا".
وأوضحت منى يوسف أن "هدف الدول والقوى المهيمنة سد الطريق أمام حل القضية الكردية، واستمرار سيطرتها على الشرق الأوسط عن طريق المؤامرة التي حيكت ضد القائد"، لافتةً إلى أن "القائد عبد الله أوجلان والشعوب المطالبة بالحرية قد تبنوا الفكر الديمقراطي، بينما تبنت القوى المهيمنة الفكر الرأسمالي".
 
مخططات الدول المهيمنة في الشرق الأوسط باءت بالفشل
وأكدت منى يوسف أن مخططات الدول المهيمنة في الشرق الأوسط باءت بالفشل "خططت الدول الرأسمالية والقوى المهيمنة لمشروع أرادت تنفيذه في الشرق الأوسط، ولكن حركة الحرية وقفت في وجه هذا المشروع وعارضت الفكر الداعشي".
وأشارت إلى أنه في عام 2004، وخلال اجتماع دام ثلاثة أيام، تم التوقيع على اتفاقية ما بين الولايات المتحدة وإسرائيل وبريطانيا ودولتي قطر وتركيا، "تمخض عن هذا الاجتماع إنشاء تنظيم إرهابي مكون من 72 جنسية عربية وأجنبية، وتم تمديده بمبلغ 840 مليار دولار ليتم تدريبه في مدينة غازي عنتاب التركية".
وبينت أن الدولة التركية عملت على تدريب المرتزقة في مناطقها "لعبت تركيا دورها في تدريب هذا التنظيم الإرهابي بمعسكرات خاصة، كما وأخذت دور الرئيس التنفيذي لمشروع الشرق الأوسط الجديد، ولكن بعد الأزمة السورية كشفت هذه السياسات، وتبين أن حركة الحرية هي من وقفت في وجه هذه المؤامرة، لهذا نستطيع أن نقول بأن الحرب العالمية الثالثة مركزها سوريا، وأن المؤامرة التي حيكت من قبل الدول الرأسمالية قد فشلت نتيجة مقاومة ونضال حركة الحرية ونضال الشعب الذي تمسك بالفكر الديمقراطي".
ونوهت إلى أن "فشل هذا المشروع كان السبب في تغيير تلك الدول سياستها وذلك باستمرار المؤامرة على القائد، وفرض العزلة المشددة بهدف كسر إرادة الشعوب المطالبة بالحرية وحرية القائد عبد الله أوجلان وإخضاعها للاستسلام"، مشيرةً أن العزلة المشددة المفروضة على القائد ليست على شخصه وحسب إنما عزلة على الشعب المطالب بالحرية بأكمله. 
وأضافت "من السياسات التي اتبعتها الدول الرأسمالية والقوى المهيمنة تشديد الهجمات على حركة الحرية فالهجمات على إقليم كردستان هي ذات السياسة التي تدار في شمال وشرق سوريا، إذ أن الهجمات التي تشن على الكريلا من قبل الدولة التركية هي بدعم القوى الرأسمالية والمهيمنة، لهذا نستطيع القول أن جميع السياسات والهجمات مرتبطة ببعضها سواء كان في إقليم كردستان من استهداف قوات الكريلا أو في تركيا باستهداف النساء السياسيات واعتقالهن، بالتالي فإن جميع تلك السياسات تمارسها الدول المهيمنة المركزية عن طريق الدولة التركية".
وأشادت منى يوسف بمقاومة ونضال المرأة ضد انتهاكات حركة طالبان والقوى الرأسمالية "المرأة هي من وقفت في وجه حركة طالبان واستبدادها للشعب بهدف تحقيق سياسات الدول المهيمنة، ومن جهة أخرى كان للمرأة الكردية دوراً بارزاً ضمن حركة الحرية، إذ ناضلت وقاومت ضد الفكر الرأسمالي، وقادت ثورة شعبية وأسست قاعدة مجتمعية قوية تطالب بحرية القائد وحرية الشعوب".
 
حركة الحرية فتحت آفاقاً أمام جميع الشعوب
وأوضحت أن "القوى المهيمنة شددت العزلة على القائد سعياً للوصول إلى مآربها بالسيطرة الكاملة على مناطق الشرق الأوسط عن طريق سوريا، إلا أن المقاومة التي أبداها الشعب السوري وخاصةً شعوب شمال وشرق سوريا من خلال حركة الحرية التي فتحت للشعوب آفاق كبيرة استطاعوا من خلالها النضال سواء على الساحة السياسية أو الاقتصادية وغيرها، بالإضافة إلى فكر وفلسفة القائد الأممي عبد الله أوجلان التي أحيت الشعوب من سباتها مرة أخرى، وأحيت روح الحرية والديمقراطية في قلوب الشعوب حتى استطاع أن يسير في طريق الحرية، ولهذا السبب عمدت الدول المركزية إلى تشديد العزلة على القائد".
 
الصمت الدولي يكمن في مصلحة القوى الرأسمالية
ونوهت منى يوسف إلى أن الصمت الدولي حيال ما يتعرض له القائد عبد الله أوجلان من انتهاكات يكمن في مصلحة القوى الرأسمالية، متسائلةً "أين منظمات حقوق الإنسان ولجنة مناهضة التعذيب CPT؟، لماذا لا تلعب دورها الإنساني؟"، موضحةً أن "المؤامرة المحاكة ضد القائد عبد الله أوجلان كانت بفعل الخيانة، واعتقاله ومنع عائلته ومحاميه من اللقاء به منافي لحقوق الإنسان".
وشددت على أن "القائد عبد الله أوجلان معتقل سياسي، وللسجناء السياسيين منظمات حقوقية تتابع قضاياهم، ولهم الحق في الخضوع لمحاكمات دولية، إلا أن منظمات حقوق الإنسان ولجان مناهضة التعذيب لا تلعب دورها تجاه ما يتعرض له القائد وهذا دليل على تآمرها في هذه المؤامرة وفرض العزلة المشددة، لأنهم يعتبرون فكر القائد عائقاً أمام تحقيق مصالحهم".
وأكدت عضو منسقية مؤتمر ستار في شمال وشرق سوريا منى يوسف في ختام حديثها على أن "القائد عبد الله أوجلان سينال حريته بفكره وفلسفته، وبوجود الشعب الثوري الذي يناضل بكل إرادة وعزيمة من أجل الحرية، ولنا كل الثقة بأن فكر وفلسفة القائد ستحقق الحرية لجميع الشعوب من بينها شعوب شمال وشرق سوريا، وسيتم طرح وتحقيق مشروع الأمة الديمقراطية في الشرق الأوسط".