غياب التوعية والفقر تجعل المرأة أكثر عرضة للإصابة بالإمراض
أكدت شمسة جلالي أنه على الرغم من أن للمرأة الحق في الحصول على خدمات صحية متخصصة ومتجانسة في كافة الجوانب، بما في ذلك حقوق المرأة في المجال الصحي، إلا أن انعدام النظافة البيئية وغياب التوعية والفقر أدى إلى تفاقم معاناتها.
جينو درخشان
سنه ـ الرعاية الصحية للمرأة واحدة من أهم القضايا في المجتمع، إلا أن تكلفة زيارة طبيب الأمراض النسائية وعدم توفر التغطية التأمينية والظروف الاقتصادية، شكلت أبرز العراقيل التي أثقلت كاهل النساء في مناطق سنه.
واحدة من كل أربع نساء إيرانيات تصاب بسرطان الثدي، في حين أن وصول المرأة الريفية إلى المرافق اللازمة لإجراء الفحوصات والتصوير الشعاعي للثدي محدود للغاية، وعلى عكس ما يقال فإن سرطان الثدي أكثر شيوعاً بين النساء فوق سن 30 عاماً، فهناك انتشار واضحاً له لدى النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 22 أو 23 عاماً.
وتقول منظمة الصحة العالمية في أحد تقاريرها إن "النساء اللاتي لا تتمتعن بحقوق إنجابية تقضين في المتوسط 23 عاماً من حياتهن في حالات حمل غير مرغوب فيه، وتحدث الوفيات بسبب حالات الحمل هذه أو عدم الوصول إلى النظافة المناسبة والإصابة بالأمراض المنقولة جنسياً".
"نساء الريف محرومات من الرعاية الصحية"
قالت الباحثة والناشطة في مجال حقوق المرأة شمسة جلالي عن الوضع الطبي للمدن والقرى المحرومة في كردستان إنه "يضطر معظم أهل القرية، رجالاً ونساءً وأطفالاً ومراهقون، للذهاب إلى المدينة حتى من أجل مرض بسيط، وفي معظم الأحيان بسبب بعدهم عن المدينة وانشغالهم بالعمل والزراعة، الرجال ليسوا على استعداد باصطحاب النساء إلى المدينة للعلاج، بسبب الوضع الاقتصادي القائم وعدم وجود دعم تأميني لهم".
وأضافت "من الناحية الطبية هناك قيود كثيرة والناس معتادون على هذه الظروف والوضع هو نفسه في جميع مدن سنه، ففي القرى، على الرغم من بناء دار للصحة، فعندما تذهبن إلى هناك لا يوجد طبيب ولا قابلة".
وتابعت حديثها بالقول "تحظى صحة المرأة ونظافتها بأهمية خاصة نظراً لحالتها الجسدية والعقلية الخاصة وقد تم التأكيد عليها في العالم، ومع ذلك، في العديد من المناطق الريفية والمحرومة في مقاطعة سنه، لا تتمتع النساء بإمكانية الوصول اللازمة للحفاظ على صحتهن".
وعن حق المرأة في الصحة قالت "حقها يعني التمتع بالصحة الجسدية والعقلية والاجتماعية في حياتها الشخصية والأسرية والاجتماعية في مراحل حياتها المختلفة، وكذلك تحديد السلوكيات والعوامل التي تزيد من حدوث المرض أو الإصابة أو الإعاقة، إلى جانب حقها في الحصول على الخدمات الصحية المتخصصة والمتجانسة بكافة أبعادها".
نقص الخدمات الصحية؛ معاناة مضاعفة للنساء المصابات بالسرطان
ناقشت شمسة جلالي مرض سرطان الثدي لدى النساء "في هذه المناطق، وعلى الرغم من ارتفاع نسبة الإصابة بسرطان الثدي بين النساء، إلا أنهن لا تتلقين العلاج الطبي ولا تقمن بالفحوصات السنوية، وبذلك أصيبت العديد منهن بسرطان الثدي"، لافتةً إلى أنه "على الرغم من وجود مستشفى في المدينة، لكن لا تتوفر فيها المرافق اللازمة لعلاج هذا المرض كما أنه يفتقر لأجهزة المسح والتصوير الشعاعي للثدي".
وأضافت "نتيجة لذلك، عندما تدرك النساء مرضهن، يكون الوقت قد فات وتضطررن إلى استئصال الثدي رغم رغبتهن في الحفاظ على صحتهن وأجسادهن، كما أن مرضى هذه المدينة يضطرون إلى دفع أضعاف تكلفة العلاج بسبب قلة إمكانية المستشفى".
إلى جانب ذلك قالت شمسة جلالي إن "التوزيع غير العادل للأطباء في البلاد، وخاصة الطبيبات، ليس قضية جديدة، وأنه لسنوات عديدة، عانت النساء في المناطق المحرومة من نقص العيادات التي تعمل على مدار 24 ساعة والمرافق والمعدات المناسبة في المراكز الطبية"، لافتةً إلى أن "الطبيبات المختصات والقابلات ومقدمات خدمات الرعاية الصحية تواجهن العديد من المشاكل الصحية، ونتيجة لذلك، فإنهن تعانين من الأمراض المعدية وتفقدن صحتهن الجسدية والعقلية".
كما ذكرت أن "الحصول على معدات النظافة الخاصة بالدورة الشهرية حق خاص آخر من حقوق المرأة، وهو حق مهمل وله عواقب وخيمة على صحتها، وهذا يعني أن النساء في جميع المناطق ليس لديهن حقوق تتعلق بصحتهن ونظافتهن".
وعن أهمية التعليم والتوعية في الرعاية الصحية للمرأة قالت "النساء لا تتلقين التدريب اللازم، ولا يتم تعليمهن في المدارس ، كما تواجهن العنف والرفض من الأسرة، وبسبب نقص التوعية، تعرضت جميعهن تقريباً لحمل واحد غير مرغوب فيه على الأقل، لكن ليس لديهن خيار في هذا الشأن".
وأضافت "مع كل ولادة، تصلن إلى عتبة الموت، ويعد أحد أسباب ارتفاع معدل إصابة النساء بالإمراض النسائية في هذه المناطق هو انعدام النظافة البيئية والفقر في هذه المجتمعات، ولسوء الحظ، يعتبر الحيض من المحرمات في هذه المناطق ولا تتحدث الفتيات عنه مع أمهاتهن، وفي كثير من الأحيان، بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية، لا تتمكن من الحصول على الفوط الصحية لذلك تضطررن لاستخدام بدلاً منها أقمشة غير صحية".