مغربية تؤسس جمعية لسائقات الدراجات النارية
خاضت مجموعة من النساء المغربيات مغامرة ركوب الدراجات النارية كبيرة الحجم في محاولة لكسر الصور النمطية التي تكبلهن.
حنان حارت
المغرب ـ تعتبر دليلة مصباح أول مغربية تؤسس جمعية خاصة بالنساء اللواتي تستخدمن الدراجات النارية كبيرة الحجم على مستوى المغرب والعالم العربي في عام 2011، أطلقت عليها اسم "ميس موتو ماروك"، لتفتح الباب أمام النساء اللواتي ترغبن في ممارسة هوايتهن المفضلة في إطار جماعي، والانخراط في أنشطة الجمعية.
شغف دليلة مصباح بركوب الدراجات النارية كبيرة الحجم بدأ منذ الصغر وتقول "منذ أن كنت في سن الخامسة عشرة، كان لدي دراجة نارية أذهب بها إلى المدرسة برفقة أصدقائي، توقفت عن ممارسة تلك الهواية بعد الزواج وإنجاب الأطفال، لكن ما إن كبروا الأطفال قررت إعادة إحياء هوايتي وشغفي بركوب الدراجات النارية".
وأضافت "في رحلة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، أثار إعجابي مجموعة من النساء كن تقمن بجولات على متن دراجات نارية كبيرة الحجم، وهو ما ولد لدي فكرة تأسيس الجمعية في المغرب".
وعن كيفية استقطاب النساء للجمعية بينت "كنت أبحث عن نساء تتشاركن معي نفس الهواية فكنت أطلب من البائعين في محلات بيع الدراجات النارية أن يساعدوني في الوصول إلى زبائنهم من النساء، كما كنت أجلس على الطريق، وكلما مرت سائقة دراجة أوقفها وأسألها إن كانت لديها رغبة الانضمام للجمعية"، مشيرة إلى أن الجمعية تضم الآن نساء من مختلف الأعمار وتمارسن مهن مختلفة، إذ توجد المهندسات المعماريات والمحاميات والطبيبات والمقاولات "برغم اختلافاتنا، قاسمنا المشترك هو شغف ركوب الدراجات".
وأكدت أن هدفها كسر الصورة النمطية التي تكبل المرأة المغربية، وإظهار أن النساء بإمكانهن ممارسة أصعب الرياضات دون خوف.
هند مازيلي مصممة ديكور، انضمت إلى الجمعية عام 2012، تقول إنه منذ صغرها وهي ترغب في ركوب الدراجات النارية، لكن هذا الحلم لم يتحقق إلا في عمر الـ 19 عاماً "تعرفت على دليلة مصباح في عام 2012، حين كنت أقود دراجتي فإذ بامرأة على متن سيارتها تطلب مني التوقف لتخبرني أن لديها جمعية لسائقات الدراجات وتريدني أن انضم إليها، وبت الآن جزء من الجمعية".
وأضافت "الأمر لا يقتصر فقط على المغامرة، بل جمعيتنا تنخرط في عدة أعمال ذات طابع خيري، وننظم مبادرات تضامنية ونقدم مساعدات اجتماعية لفائدة سكان القرى النائية في المغرب".
وأوضحت أنه منذ التحاقها بالجمعية تعمل رفقة باقي المنخرطات على كسر الصور النمطية للمرأة وكسر الاعتقاد السائد بأن الدراجات النارية كبيرة الحجم مخصصة فقط للرجال، وإبراز قدرة المرأة على الانفتاح على مغامرات جديدة، وانطلاقها دون خوف على متن هذه الدراجات.
ومن جهتها تقول نورة السيوتي وهي محامية بهيئة الرباط أن شغفها بركوب الدراجة النارية بدأ بعد أن تعرفت على دليلة مصباح "لقد كانت دليلة مصباح أول امرأة مغربية تنظم مسابقات نسوية للمارثون على الطريق، وكنت أنا واحدة من ضمن المشاركات، وكانت مثلي الأعلى"، موضحة أن الأمر كان بمثابة تحدي "حاولت إثبات ذاتي لأسرتي وللمجتمع أيضاً، بالإضافة لكوني محامية فأنا قادرة على قيادة الدراجة برغم كبر حجمها".
غزلان مامو وهي أخصائية تجميل تقول إنها كانت شغوفة بالدراجات النارية ذات الحجم الكبير منذ صغرها تقول "التقيت بدليلة مصباح في إحدى الحفلات وبعد تبادل أطراف الحديث علمت أنها تمارس رياضة ركوب الدراجات، فأفصحت لها عن شغفي الكبير، فشجعتني، وأقنعتني أنه علي الحصول على رخصة سياقة لتحقيق حلمي، وبعدها التحقت بالجمعية"، مشيرة إلى أنها واجهت صعوبة في بداية ركوبها للدراجة وكانت تخاف كثيراً ولم تكن شجاعة مثلما هي اليوم "قيادة الدراجة تجعل المرء أكثر مسؤولية وأكثر حذراً وتعلم الإنسان الصبر والحفاظ على مسافة الأمان".
إيمان بولعمان وهي موظفة في وزارة العدل تقول عن تجربتها "واجهت تحديات كبيرة كادت أن تحول بيني وبين حلمي بركوب الدراجة النارية، أولها مخاوف العائلة التي اعتبرت هواية ركوب الدراجات أمراً خطيراً علي، لكنني استطعت إقناعهم بتمكني من قيادتها بكل سهولة".
وعن الدوافع التي جعلتها تنخرط في الجمعية تقول "الجمعية تضم نساء من مختلف الفئات، وهدفنا جميعاً هو إبراز أن المرأة المغربية قادرة على تحقيق ذاتها، ولنثبت أن النساء بإمكانهن ممارسة أي رياضة"، مؤكدة أن النساء المغربيات متواجدات في كل المجالات، وبرغم كل المسؤوليات الأسرية الملقاة على عاتقهن، قادرات على إثبات ذواتهن".
وعن الشعور الذي ينتابها وهي تركب الدراجة "عندما أقود الدراجة لا أشعر بأية قيود تكبلني، أشعر بالحرية، وأكون واثقة من نفسي"، وتنصح جميع الفتيات بركوب الدراجات النارية دون الاكتراث للانتقادات التي تقلل من قدرة المرأة.