بيسان زغرة تحترف السباحة والتجديف الثلاثي في عرض البحر
استطاعت الفتيات في مدينة غزة كسر حواجز العادات التي وقفت عائقاً أمام حصولهن على حقوقهن، خاصةً الحق في ممارستهن للرياضة، من بينهم بيسان زغرة التي لقبت بـ "عروس البحر" واحترفت رياضتي السباحة والتجديف.
نغم كراجة
غزة ـ تسعى بيسان زغرة إلى تطوير قدراتها ومهاراتها الرياضية وافتتاح نادي خاص بالفتيات من أجل تغيير النظرة المجتمعية السائدة، وإكسابهن مهارات جديدة خارجة عن المعتاد.
تمتلك بيسان زغرة البالغة من العمر 17 عاماً وتقطن غزة المدينة، العديد من المواهب وبإمكانها ممارسة أكثر من نشاط رياضي. سعيها الدؤوب في تطوير نفسها جعلها تتألق لتلقب مؤخراً بـ "عروس البحر".
وعن الأنشطة الرياضية التي تمارسها تقول بيسان زغرة "روتيني اليومي يبدأ وينتهي بممارسة الأنشطة الرياضية، ففي الصباح أمارس بعض التمارين والسباحة، وفي المساء أقوم بالجري، لقد اعتدت على اتخاذ هذه الأنشطة كهواية فقط إلى أن تفتحت أمامي آفاق جديدة أتاحت لي الفرصة بالمشاركة في المسابقات المحلية والدولية"، موضحةً أنها ليست الوحيدة من أسرتها التي تأخذ الرياضة كأسلوب حياة.
فشقيقتها بطلة فلسطين في رياضة الركض وشقيقها منقذ بحري، لافتةً إلى أن والدها الحاصل على شهادة منقذ بحري منذ 20 عاماً، اعتاد على اصطحاب أطفاله يومياً إلى البحر وهناك تطورت مهاراتهم المختلفة كالسباحة، الركض، والغوص، "معظم الأوقات كنت أرافقه وأشقائي إلى البحر، وبذلك اختار كل واحد منا إحدى الأنشطة الرياضية حسب مهاراته، وعند بلوغي الـ 13 عاماً اعتدت الذهاب معه كلما نوى الصيد، فأصعد معه المركب في عرض البحر وأقوم بالسباحة والغوص لأمتار دون خوف، ورغم انتقاده من قبل الكثير حول كيفية تعليم الفتيات الغوص والسباحة وامتهان عمل الرجال، إلا أنه لم يبالي".
وحول المسابقات المحلية والدولية التي شاركت بها تقول "بدأ الحظ يحالفني عندما أعلن الاتحاد الفلسطيني للشراع والتجديف عن تنظيم مسابقة للتجديف بقوارب الصيد خلال العام الماضي، ترددت في التسجيل أكثر من مرة لأنني لم أخوص التجربة أو الممارسة قبل ذلك، لكنني استجمعت قوتي وسجلت في المسابقة".
ولفتت إلى أنها حصلت على المركز الأول بعد عزيمة وإصرار بالرغم من وجود مختصين في التجديف كانت قد شاركت في المسابقة، مشيرةً إلى أن شقيقتها أسيل زغرة حصدت المركز الثالث.
وأوضحت أنه بعد انعقاد آخر بطولة محلية في قطاع غزة، جاء اتصال مفاجئ يخبرها بتأهليها للبطولة الدولية في الإمارات "لم أستطع التعبير عن مدى سعادتي حينها، وسافرت لأول مرة، لا شيء يضاهي شعور تمثيل فلسطين أمام الدول المنافسة".
وعن التحديات والعراقيل التي واجهتها تقول "لا يوجد في قطاع غزة جهات حاضنة وداعمة رغم أن الجميع يشهد بكفاءتي، حاولت مراراً وتكراراً البحث عن فرصة عمل كمدربة سباحة للفتيات لكن الأولوية لمن يعرفهم صاحب العمل، وحالياً أبحث عن فرصة سفر ومنحة للتعليم في الخارج تتيح لي تحقيق الأمنيات في ظل انعدام الإنصاف في القطاع".
وأكدت على أنه بالرغم من التحديات التي تواجهها أثناء التقديم الوظيفي وعدم احتضان هوايتها لا زالت مستمرة في أنشطتها وحصدها للعديد من الجوائز الرياضية سواء على الصعيد المحلي أو الدولي، كما أنها تواصل البحث والسعي عن نافذة ترى بها النور لأهدافها وطموحها "أطمح بافتتاح مشروع خاص حول تدريب الفتيات على السباحة والغوص، لنشر ثقافة مجتمعية بأهمية مشاركة النساء في الأنشطة الرياضية وتعلمها أيضاً".