بيسان شيري: أطمح لأن أشارك في الأولمبياد وأفوز بالبطولة
بثقة وإرادة خطت الطفلة بيسان شيري لاعبة كرة الطاولة اللبنانية والبالغة من العمر 10 سنوات، المسار الذي ستسير عليه لتصل إلى الألعاب الأولمبية وتكون أصغر مشاركة في البطولة.
كارولين بزي
بيروت ـ
بيسان شيري التي التحقت بلعبة كرة الطاولة وهي في الخامسة من عمرها، أصغر لاعبة في الاتحاد الدولي لكرة الطاولة لفئة دون الـ11 سنة ومصنفة في المركز السابع عالمياً ضمن فئة دون الـ11 عاماً.
"سعيدة بتمثيل لبنان في كرة الطاولة ولم أتوقف عن التدريبات"
قرار التحاق بيسان شيري بعالم كرة الطاولة كان قراراً اتخذه والدها عضو الاتحاد اللبناني لكرة الطاولة وسام شيري منذ أن وُلدت، وتقول بيسان شيري لوكالتنا "والدي اتخذ قراراً بأن أصبح بطلة في كرة الطاولة. بدأت مسيرتي في هذا المجال منذ خمس سنوات أي عندما كنت في الخامسة من عمري، لأنني شعرت بأنني أحب أن ألعب كرة الطاولة. وعندها استعان لي والدي بعدد من المدربين لكي يساعدوني على تطوير مهاراتي".
وتتابع "سافرت خمس مرات للمشاركة في الخارج، في المرة الأولى سافرت إلى مصر عندما كنت في السابعة من عمري وذلك في معسكر للتدريب، ثم سافرت إلى مصر مرة أخرى للمشاركة في البطولة، وبعدها شاركت في بطولات في الأردن وسلطنة عمان وأخيراً في قبرص".
وتؤكد بيسان شيري أنها سعيدة بتمثيل لبنان في البطولات العالمية، وتقول "أطمح لأن أشارك في الأولمبياد وأفوز بالبطولة".
عن روتينها التدريبي تشير إلى أنها تتدرب خمسة أيام في الأسبوع، وتوضح "أتدرب في البيت يومين في الأسبوع ومرتين في اليوم، أما الأيام الثلاثة الباقية فيأخذني والدي إلى النوادي لألعب مباريات وأتمرن هناك".
وعن تأثير الرياضة على مستواها الدراسي، تقول "لم تؤثر الرياضة والتدريبات على دراستي، بل أنهي كل واجباتي المدرسية ثم أتدرب، أسعى لأكون متفوقة في الدراسة والرياضة على حد سواء".
وتلفت إلى أنها تمارس أنواعاً أخرى من الرياضة مثل الجمباز، والسباحة، تايكوندو وكذلك قامت بتقسيم هذه الرياضات على أيام الأسبوع. إذ أن هذه الرياضات تساعد على تقوية الجسم وتحسن من ليونته لكي تتطور بكرة الطاولة أكثر.
وتشير بيسان شيري إلى أنها تدرب شقيقتها "بيلا" البالغة من العمر خمس سنوات، وتقول "نلعب مباريات ضد بعضنا البعض، وعندما نلعب أعلمها كيف ترد ضرباتي. كما أنني أتنافس مع والدي ودائماً أفوز عليه".
وعلى الرغم من توقف النشاط الرياضي، إلا أن بيسان شيري تابعت تدريباتها بشكل يومي، وتقول "خلال عام ونصف كنت أتدرب يومياً ولكنني لم أشارك في بطولات، المنافسة والمواجهة تلعب دوراً كبيراً، فالمشاركة في البطولات ترفع من مستوى اللاعب".
ولا تنكر بيسان شيري بأنها تتضايق في حال خسرت شوطاً في المباراة، ولكن تعود وتستجمع طاقتها مجدداً لكي تفوز بباقي الأشواط.
"بيسان حققت إنجازاً تاريخياً في كرة الطاولة اللبنانية"
عادةً يكتشف الأهل موهبة أولادهم ولكن في حالة بيسان شيري لم يتم اكتشاف الموهبة بل ابتكارها وتطويرها، ويقول والد بيسان وسام شيري "لم أكتشف موهبة بيسان، بل أعتبر أن الطفل عجينة وباستطاعة كل طفل أن يمارس الرياضة، ولكن للتدريبات دور كبير بأن تجعل من الأطفال أبطالاً، ويختلف الأمر بين طفل وآخر إذ يمكن لطفل أن يصبح بطلاً محلياً وآخر بطلاً عالمياً، الموهبة تساعد والدور الأكبر يعود للأهل الذين يضعون خططاً لأولادهم يبنون على أساسها المستقبل".
ويتابع "أنا ألعب كرة الطاولة، ومدير المنتخب وأحب هذه اللعبة، وأود لبناتي الأربعة أن يصبحن بطلات في هذه اللعبة، الحلم الذي لم أستطع تحقيقه لنفسي أريد أن أحققه لبناتي"، ويعتبر أن بيسان شيري تسير لغاية الآن على الطريق الصحيح للمسار الذي رسمه لها.
طفولة بيسان شيري كانت على صلة وثيقة بكرة الطاولة، إذ أحاطها والدها بكل ما هو مرتبط بكرة الطاولة من سريرها إلى ألعابها إلى مشاهدة أفلام عن كرة الطاولة، ويضيف "كانت ترافقني إلى الملعب لمتابعة المباريات، وهكذا اعتادت على اللعبة. حتى أن ابنتي "بيلا" التي تبلغ من العمر خمس سنوات تلعب كرة الطاولة، وهي تعلمت اللعبة من شقيقتها بيسان".
ويلفت إلى أن الفتيات في منطقة غرب آسيا لديهن آمالاً كثيرة بهذه اللعبة لأن كرة الطاولة في الخليج قوية جداً، ولبنان يتصدر دائماً فئة البنات في غرب آسيا، وفيما يتعلق بالعرب من بعد مصر، لبنان هو الأقوى.
ويتابع "أحاول أن أطوّر من مهارات اللاعبين/ات عندي ولكن في غالب الأحيان الأهل لا يساعدونا، لذلك أحاول أن أتجنب المشاكل التي أواجهها منذ 12 عاماً في هذا المجال، وأستفيد من هذه التجارب كي لا أقع بالأخطاء نفسها مع بناتي".
"هذه الأهداف التي وضعتها لمسيرة بيسان في كرة الطاولة"
عن دعم الدولة لكرة الطاولة، يقول "وزارة الشباب والرياضة كانت تدعم الاتحاد بنحو سبعين أو ثمانين مليون ليرة سنوياً لكن منذ سنتين لم يتقاضى الاتحاد أي مبلغ في ظل الفوضى التي تعيشها البلاد، كما ساعدت الوزارة نادي الأهلي الخيام الذي أترأسه مرتين بقيمة عشرة ملايين تقريباً، ولكن هذه المبالغ لم تعد لها قيمة، لأن أي بطولة خارج لبنان لبيسان شيري ومدربها تحتاج لنحو 2000 دولار، ولكي تصل لأن تكون الأولى في العالم تحتاج لخمس سفرات في العام الواحد، أي ميزانية تصل إلى 10 آلاف دولار"، ويستطرد قائلاً "نذّكر بأن أفضل مركز كان حققه لبنان في كرة الطاولة كان 280 على العالم، ولكن بيسان حققت انجازاً تاريخياً بوصولها للمركز السابع، ولكي تتصدر العام المقبل عليها أن تشارك هذا العام بخمس بطولات دولية، ونحاول أن نجمع نحو 10 آلاف دولار بين الاتحاد والوزارة وبين اللجنة الأولمبية وبعض الداعمين للرياضة".
ويشير إلى أن السفر والمشاركات الدولية تكسر حاجز الخوف لديها، ولكن مع توقف العالم عن البطولات هذا الأمر أضعف مستوى اللاعبين في مختلف المجالات الرياضية.
ويضيف "وضعت برنامج أهداف لبيسان، يبدأ بالفوز ببطولة العرب وبعدها بطولة غرب آسيا، ثم البطولة الفرانكفونية، بطولة البحر المتوسط وأخيراً الأولمبياد، وبدأنا بالتحضير لهذه المراحل منذ الآن. ومجموعة الأهداف هذه يجب أن تحققها من الآن ولغاية سن الثامنة عشر".
وتابع "هدفنا هو أن تشارك بيسان كأصغر لاعبة في الأولمبياد"، وتعلق بيسان شيري "أخبرني المدرب بأنني يمكن أن أتأهل إلى الأولمبياد المقبلة".