بممارسة الرياضة ذوي الاحتياجات الخاصة يتحدون إعاقتهم
تمكن ذوي الاحتياجات الخاصة وخاصة النساء التغلب على إعاقتهم بممارسة الرياضة رغم كل المعوقات التي يتعرضون لها في حياتهم اليومية.
فاديا جمعة
بيروت ـ إيمان صباغ واحدة من كثيرات رسَّخْنَ حضورهنَّ بالكد والمثابرة، من الدراسة الأكاديمية إلى الرياضة، مدربة اختارت أن تكون إلى جانب أصحاب الهمم، حثتهم على الحب في مسار تجربة إنسانية رائعة، فكانت وما تزال تبحث عن السعادة في عيون من حرمتهم الحياة الكثير من نِعَمها.
بدأت إيمان صباغ مسيرتها العملية كمعلمة ومدربة رياضة بدنية في جمعية "دار اليتيم" ومن ثم في "ثانوية المقاصد الإسلامية" في مدينة صيدا بجنوب لبنان، إلى أن جاء اليوم الذي قررت فيه أن تكون إلى جانب ذوي الإعاقة، أو أصحاب الهمم الذين تمكنوا من تخطي الإعاقة الجسدية والفكرية، والوصول إلى منصات التتويج المحلية والعالمية.
وعن مراحل عملها تقول إيمان صباغ "بدأت اختصاصي في التعليم الرياضي الخاص عام 2004، ومع حلول عام 2010 بدأت بالعمل مع دورة الألعاب الأولمبية الخاصة، أي لذوي الاحتياجات الخاصة من أصحاب الإعاقة الفكرية، وتابعت التدريبات في عام 2017 لنستهدف أيضاً ذوي الإعاقة الجسدية بعد أن تدربت على الرياضة الخاصة بهم، وأصبحت ضمن فريق الحكام الوطنيين في مبادرة جمعتني مع أحد المدربين في طرابلس، والمرجع العالمي في الرياضة من مدينة صيدا وبعض الزملاء والمهتمين، وقد حصلنا حينها على دعم من اللجنة الدولية للصليب الاحمر ICRC التي منحنا كراسٍ متحرك مخصص للرياضة التي تضم هذه الفئة من أصحاب الهمم".
وأضافت "ساعدنا تأمين الكراسي المتحركة في تدريبات أصحاب الإعاقات الجسدية بأنواعها، وكانت بدايتنا في التدريب على كرة السلة، وكنت حينها قد انهيت دراسة الماجستير في الجامعة اللبنانية، وفي هذه الفترة سمحت لي الفرصة أن أسافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية لدراسة كل ما يختص برياضة ذوي الإعاقة الجسدية بحيث أصبحت جاهزة كلياً للعمل مع هذه الفئة وتدريبها".
نادي الألعاب التكيفي
ولفتت إلى أنه بعد عودتها إلى لبنان عام 2018، أسست مع المجموعة "نادي الألعاب التكيفي" الذي يهدف إلى تكيف الألعاب والمستلزمات مع قدرة صاحب الإعاقة، وبالتالي تدريب هذه الفئات وإعطاءهم الفرصة للانخراط مع المجتمع وممارسة حقهم في الرياضة والهواية والترفيه.
وأشارت إلى "إننا نستهدف كل الفئات والأعمار والحالات، وأن بين المتدربين من يعاني من شلل دماغي ونحن كمدربين نراعي قدرة كل لاعب في التدريبات التي نعطيها ونوجههم على اللعبة التي تمكنهم من تحقيق الأهداف فيها"، مضيفة "هذا الأمر يمنحهم السعادة والإصرار على المتابعة في الرياضة لأنهم يشعرون بقيمة الإنجاز".
للفتيات حصة كبيرة
وأضافت "للفتيات حصة كبيرة في مجموعتنا، وكانت البداية مع أعداد قليلة وخجولة، لكنها ازدادت مع الوقت، فقد تفوقن وحققن نجاحات في مشاركتهن لمباريات محلية وعالمية أيضاً، كالمباريات التي جرت في الهند والكويت وسوريا والنمسا واليونان وألمانيا، مما اكسبنا خبرات كبيرة من الفرق التي لعبنا معها، وبالنسبة لي هذه التدريبات والعمل مع هذه الفئات يمنحني الكثير من السعادة والسلام، بحيث أشعر أنني من يأخذ لا من يعطيهم، ويُفسر ذلك بالطاقة والقوة والفرح الذي أشعر به، ورسالتي أو هدفي الأكبر أن أفرغ مساحة لهؤلاء الناس والتي هي من حقهم الطبيعي".
واختتمت حديثها قائلة "كفتاة ومدربة رياضية أستطيع أن أقدم الكثير، وقد لاقيت الدعم من محيطي فيما أفعل وكل التشجيع ولكن احتياجاتنا أكبر والتحديات المادية كبيرة، لذلك نحن بحاجة لدعم مبادراتنا لضمان استمراريتها، خصوصاً أننا نستأجر المكان الذي ندرب فيه وقد انتقلنا مؤخراً إلى مكان جديد يحتاج لتجهيزات ضرورية."