إيران... شابة تتحدى العادات بممارسة رياضة الباركور
أكدت نفس كاكاواند إحدى لاعبات رياضة الباركور في إيران، أنها كسرت المعايير والعادات والتقاليد التي جعلت من رياضة الباكور حكراً على الرجال بإرادتها، بطريقة جعلت الكل يشجعها على ممارستها.
شبنم توكلي
طهران ـ تعتبر رياضة الباكور مجموعة من حركات الوَثَب يكون الغرض منها الانتقال من النقطة إلى أخرى بأكبر قدر ممكن من السرعة، وإحدى الرياضات التي اكتسبت شعبية كبيرة في الفضاء الافتراضي والحدائق في إيران.
تم اكتشاف رياضة الباركور لأول مرة في فرنسا في إحدى ضواحي باريس وتتطلب هذه الرياضة قوة بدنية وعقلية، وبدأ لاعبو الباركور نشاطهم غير الرسمي لأول مرة في إيران في الثمانينيات، ولأن هذه الرياضة تتطلب الكثير من القوة البدنية، فهي تُعرف أكثر بأنها رياضة ذكورية، خاصة في المجتمعات الدينية والتقليدية التي تمنع المرأة من ممارسة مثل هذه الرياضات، ولا يُسمح للفتيات بدخول هذا المجال بسبب الخرافات التي تقول إنها تفقد الفتاة العذرية، ولكن مع التغيرات والتحولات التي طرأت أصبح هناك حضور للفتيات في هذا المجال.
وتقول نفس كاكاواند البالغة من العمر 25 عاماً من مدينة طهران "أمارس رياضة الباركور منذ حوالي 7 أعوام في البيئة التي عشت فيها، كانت هذه الرياضة لا تناسب النساء، ويمثل الذكور فيها 99% لذلك كان عليّ ممارستها في بيئات يتواجد فيها الأولاد سواء أردنا ذلك أم لا، لقد كان عملي بمثابة نوع من كسر المعايير التي تمكنت من إدارتها، بطريقة جعلت من كانوا يشعرون بالملل في ذلك الوقت يتمسكون برياضتي، يشجعونني على ممارستها".
وأوضحت أنه "لم أمارس أي رياضة في حياتي وفي أحد الأيام ذهبت إلى الحديقة وشاهدت لاعبي الباركور هناك، لأعود إلى المنزل وأبدأ بالتدريب في المنزل، وحاولت صنع حواجز الباركور من خلال وضع الطاولات والكراسي، في الأشهر الستة الأولى أصبحت مهتمة برياضة الباركور لدرجة أنني تركت عملي لمدة عام، كان مدربي يقول لي دائماً إنه من الخطأ القول أن عليك أن تتعرض للإصابة في رياضة الباركور حتى تتحسن، وكان لكلماته تأثير كبير علي، عندما كنت أمارس الرياضة في المنطقة الأولى من طهران، شجعني الناس هناك كثيراً، لكن أصدقائي الذين يعيشون في المناطق الأخرى من المدينة يقولون إن الناس والشرطة يضايقوننا هنا".
ولفتت إلى أن "رياضة الباركور تمثل تحدياً كبيراً للفتيات مقارنة بالفتيان حيث يمكن للفتيان المشي بسهولة خلال ثلاثة أشهر، لكن الأمر يستغرق وقتاً طويلاً بالنسبة لنا، هناك وجهة نظر خاطئة في رياضة الباركور عند الفتيات وهي أن هذه الرياضة ضارة جداً بهن، بينما لا علاقة لها تشريحياً بها ولا توجد مشكلة بالنسبة لهن".
وقالت إن "رياضتي هي رياضة الشارع باعتباري امرأة، ربما أواجه بعض المشاكل فأنا لا أحب أن ينظر إلي الناس عندما أتدرب غير لاعبي الباركور، تعرضت للعديد من المضايقات لذلك يجب على الفتيات اللواتي تلعبن رياضة الباركور بناء شخصية وجسم قوي، ففي هذه الرياضة نتدرب مع الأولاد وقد تكون هناك بعض المشكلات إذا كنت شخصاً ساذجاً، فقد تصبح شخصاً ينسى تماماً ما أتيت من أجله".
وأضافت "في مشهد وشيراز وطهران قام لاعبي الباركور ببناء نادي بأنفسهم، هناك صعوبات كثيرة هنا لا نستطيع المشاركة في مسابقات خارج إيران لأنه ليس لدينا اتحاد، وهذا يجعل لاعبي الباركور يشعرون ببعض الملل من متابعتها، لدينا لاعبو باركور أقوياء في إيران بحيث أنه عندما يشارك الأطفال في المسابقات العالمية عبر الإنترنت، فإنهم يحصلون على الثلاثة المراكز الأولى دائماً لكن لا أحد يعرف عنهم".
وأشارت إلى أن "الجيل الأول من فتيات الباركور هن نيلوفر مقدم، مهسا رضائي، لقد كن قدوة لي وعملن بجد عندما كانت هناك قيود كثيرة على رياضة الباركور، لقد عملن بكل قوتهن كنا الجيل الثاني لذلك حاولت أنا وعدد من صديقاتي، مواصلة طريق الجيل السابق، أما الجيل الذي بعدنا وهو فتيات قويات وسوف تتألقن في الباركور، وأنا متفائلة جداً بمستقبل النساء في الباركور لأنهن قويات".
وفي ختام حديثها وجهت نفس كاكاواند رسالة للفتيات اللواتي تمارسن رياضة الباركور "نشئت في المجتمع لم يكن بها العديد من المرافق، رغم ذلك قررت مواصلة رياضتي المفضلة، كنت أتبع طريقي الخاص"، مشيرةً إلى أنه على الفتيات أن تقفن قويات وتتابعن ما تفضلن ممارسته وألا تولي اهتماماً كبيراً لما يقوله الناس.