أول مدربة لرياضتي البيسبول والسوفتبول للفتيات في غزة

كسرت إنعام أبو قينص اللوائح التقليدية والصورة النمطية الغير منصفة بحق النساء والفتيات في ممارسة حقوقهن الرياضية، لتصبح إحدى أعضاء الاتحاد الرياضي في فلسطين.

نغم كراجة

غزة ـ على الرغم من معاناة النساء والفتيات من النظرة المجتمعية المتوارثة في قطاع غزة، إلا أنهن استطعن كسر القيود التي حالت دون تواجدهن في المجال الرياضي، هذا ما قالته المدربة إنعام أبو قينص.  

أوضحت مدربة رياضتي البيسبول والسوفتبول للفتيات في نادي النصر العربي إنعام أبو قينص أن الرياضة النسوية في بداية انطلاقها لم تلقى تقبل واسع من قبل المجتمع بحكم العادات والتقاليد التي يراها الغالبية موروث عائلي يجب السير عليه، لكن في الآونة الأخيرة شهد قطاع غزة انفتاحاً كبيراً في ممارسة الفتيات للرياضة المختلفة، وتقبل معظم الأهالي الفكرة نتيجة التعريف والتوعية بأهمية تلك الرياضات.

وأشارت إلى أن أول رياضة مارستها النساء في القطاع هي الجري نظراً لخفتها وقدامة معرفتها "كانت بداياتي ممارسة رياضة الجري في ملعب اليرموك، ومن ثم تطورت الألعاب الرياضية وصولاً للبيسبول الذي مكثت في تدريبه بشكل مكثف ما يقارب ثلاثة أعوام ونصف".

ولفتت إلى أنه تم تأسيس اتحاد للرياضات الجديدة كالبيسبول والسوفتبول عام 2017، وقامت بإنشاء الفرق التدريبية للفتيات ومتابعتها، مشيرةً إلى أنها لاقت إقبال كبير منهن رغم اعتراض عوائلهن لكن المرأة هي التي تحدد أن تخضع لتلك القيود المفروضة أو تتخطاها بقوة شخصيتها.

وتعتبر الولايات المتحدة الأمريكية هي الأكثر شهرةً بلعبة البيسبول حيث يقوم فيها اللاعبون بضرب كرة صغيرة بمضرب خشبي، ويركضون في الملعب لإحراز النقاط، ويحاول كل فريق إيقاف الآخر عن طريق التقاط الكرة وإعادتها قبل أن يستمر اللاعب بالركض إلى منطقة معينة.

واستطاعت إنعام أبو قينص تغيير ثقافة بعض الأهالي بإقناعهم أن الرياضة هي سلوك حضاري للفتيات، وبذلت مجهود بإحضارهم للتدريبات؛ لتعريفهم بأنواع الرياضة وزيادة ثقتهم بفتياتهم.

ونوهت إلى أنه أحياناً ليس هناك ما يمنع الفتاة من ممارسة حقوقها الرياضية، لكن العبء الأكبر في النظرة الأبوية التي تتيح فرصة السفر للرجل دون المرأة "تفوقت فتاة تبلغ من العمر 19 عاماً في إحدى الرياضات، فطلبنا منها أن تمثل فلسطين في المسابقات الدولية، لكننا تفاجئنا بالرفض القطعي من قبل عائلتها بالسفر خارج البلد بحكم أن الفتيات لا يحق لهن السفر وحدهن".

وحصلت إنعام أبو قينص على جائزة أفضل لاعبة بيسبول في عامي 2018 ـ 2020، وجائزة هداف الدوري عام 2019، كما أنها تمكنت من تدريب تسع فرق بيسبول للفتيات الناشئات ما بين الـ 12 ـ 16 عاماً، بالإضافة إلى نقل هذه الرياضات الجديدة إلى المدارس لتعريف الطالبات بها، وكسر الحواجز النمطية السائدة.

وأكدت على أن الأندية الرياضية لعبت دوراً هاماً في تحفيز الرياضة النسوية حيث قامت بتعيين 19 فرقة لرياضتي البيسبول والسوفتبول في قطاع غزة، و13 نادياً يضم في أنشطته المختلفة الفتيات دعماً وتشجيعاً للمرأة الفلسطينية، موضحةً أن فلسطين شهدت تعبيراً جذرياً بمشاركة الفتيات رياضات لم تكن بالحسبان وغير مألوفة كرفع الأثقال والكاراتيه والسباحة.

وتواجه الرياضة في قطاع غزة عدة معيقات منها عدم توفر الأدوات الرياضية اللازمة، ونقص الملاعب بالمعدات المطلوبة لممارسة الرياضة بشكلها الصحيح كما في الدول الأخرى، بالإضافة إلى الحصار المفروض وإغلاق المعابر الذي يقف عائقاً أمام الفتيات عند سفرهن؛ لتمثيل فلسطين في الخارج.

وأشارت إلى أن مشاركة المرأة في الرياضة لم يقتصر على ممارستها فقط، بل على وجودها وتمثيلها داخل الاتحاد، حيث أصبح الاتحاد الفلسطيني اليوم يضم أربع عضوات، وذلك يؤكد على الدور الكبير الذي صنعته المرأة في عالم الرياضة في فلسطين بالرغم من افتقار الحكومة الإمكانيات.

وعن التحديات والصعوبات التي واجهتها خلال مسيرتها الرياضية تقول إنعام أبو قينص "في بداية انطلاقي لعالم الرياضة تعرضت للتنمر والسخرية من العالم المحيط، كون الرياضة وممارستها مجملاً حكراً على الرجال فقط، لكن دعم عائلتي وتشجيعهم جعلني مسؤولة لجنة البيسبول في نادي النصر العربي، وأصبح اسمي يلمع في تاريخ الرياضة النسوية".

ولفتت إلى أن المرأة عندما تؤمن بذاتها وأهدافها لن تهتم بما يفرضه عليها المجتمع من قيود وقواعد وأساليب كالتنمر والانتقادات السلبية، مشددةً على ضرورة توعية النساء والفتيات بأهمية الرياضة وممارستها؛ لكسر القوالب والصور التقليدية والنمطية السائدة، كذلك تخصيص مساحات آمنة؛ لتمارسن الرياضة بكل أريحية.