أول ليبية تتوج بلقب بطولة أفريقيا للكاراتيه
تمكنت لاعبة الكاراتيه سالمة المعداني من إحراز أول ميدالية ذهبية للمرأة الليبية في تاريخ الكاراتيه.
هندية العشيبي
بنغازي ـ استطاعت المرأة الليبية أن تقتحم العديد من الرياضات التي كانت حكراً على الرجال، حيث منعن من ممارسة رياضة رفع الأثقال والقوة البدنية والملاكمة وغيرها.
منذ اندلاع الثورة الليبية عام 2011، حجزت النساء مقعداً لهن في الرياضات المختلفة، وتفوقت الفتيات في الملاكمة وأخريات في الجودو والتايكواندو والكاراتيه.
سالمة المعداني من الفتيات اللواتي تمارسن رياضة الكاراتيه، والتي نجحت في الحصول على لقب البطولة الإفريقية التي أقيمت فعالياتها بجنوب أفريقيا في الرابع من كانون الأول/ديسمبر 2022، حيث حصلت على أول ميدالية ذهبية للمرأة الليبية عن وزن أقل من 54 كغ، لتصبح أول لاعبة تحصد ميدالية قارية لليبيا في الكاراتيه.
ومن داخل قاعة الألعاب الرياضية الخاصة بلعبة الكاراتيه، وسط مدينة بنغازي التقت وكالتنا بلاعبة الكاراتيه سالمة المعداني البالغة من العمر 14 عاماً، الحاصلة على الميدالية الفضية في بطولة شمال أفريقيا بتونس في فئة الأواسط، كما حصلت على التصنيف 51 في لعبة الكاراتيه ببطولة العالم والتي أقيمت في تركيا الفترة الماضية.
بدأت سالمة المعداني مشوارها الرياضي عام 2017 بتعلم الكاراتيه للدفاع عن نفسها، في وقت كانت تشهد فيه ليبيا انفلات أمني كبير، وانتشار واسع للجريمة والخطف والاعتداء.
تقول سالمة المعداني "لقد ممرنا بأوقات عصيبة ومخيفة جداً خلال السنوات الماضية، لهذا كان علي أن أتعلم إحدى الرياضات لأتمكن من الدفاع عن نفسي حين يحيط بي الخطر".
وأشارت إلى أن المدربين القائمين على تدريبها يثنون دائماً على أدائها واجتهادها المتواصل في التعلم والتطور رغم صغر سنها مقارنة بزميلاتها في المنتخب الوطني للعبة الكاراتيه، لافتةً إلى أنها تتلقى عدة تدريبات في الفترات الصباحية والمسائية لتطوير أدائها وتأهيلها جسدياً ونفسياً للمشاركة في البطولات الدولية والتي كانت آخرها بطولة أفريقيا للكاراتيه والتي توجت بها.
وأضافت "كلما تعمقت في التدريبات الخاصة بالكاراتيه كلما زاد حبي لها، وتمسكي بلعبها، خاصةً بعد حصولي على ميداليات ذهبية عدة".
وعن ردة فعل المحيط الذي تعيش فيه والمجتمع حيال ممارستها لهذه الرياضة تقول "يظن معظم المحيطين بي أن شكل جسمي سيتغير مع مرور الوقت خلال ممارستي للرياضة، وأنني سأصبح مسترجلة، فهم لا يدركون أن الأنوثة لا تتعلق بشكل الجسم أو التصرفات، وأن هذه الرياضة تساعد الفتيات في الدفاع عن أنفسهن".
ورغم أن الكاراتيه من الرياضات الجديدة في ليبيا الذي يعرف بمجتمعه المحافظ والذي كان يمنع على الفتيات ممارسة مختلف الرياضات، إلا أن سالمة المعداني لاقت دعم كبير من أسرتها لممارسة هذه الرياضة والتميز فيها.
وتسعى إلى تطوير مهاراتها في اللعبة وتحسين تصنيفها العالمي من خلال مواصلة التدريبات الخاصة بها رغم عدم وجود دعم من الجهات المعنية، مشيرةً إلى أنه بالرغم من الجهود التي يبذلها المدربين لتدريبها وتحسين قدراتها في الكاراتيه إلا أنها تظل ناقصة مع غياب الدعم المباشر لها وللمنتخب.
ودعت الرياضية الليبية سالمة المعداني جميع الفتيات اللواتي تملكن مواهب رياضية، لتنميتها من خلال التدريب والاجتهاد.