تعبيرية أليس نيل "آندي وارهول"

من الأعمال التعبيرية للفنانة التشكيلية الأمريكية أليس نيل، التي تمثلت موضوعات لوحاتها برسم الأصدقاء والعائلة والشعراء والفنانين والغرباء، والتي استطاعت أن تكشف بتعبيريتها جلّ مكنونات النفس البشرية، رسمت اللوحة عام 1970

.
صورت أليس نيل مشاهد غريبة الأطوار للعشاق والعراة من المجهولين إلى المشهورين للغاية، وفي لوحتها هذه  صورت فنان البوب الأمريكي الشهير آندي وارهول، أشهر فناني الولايات المتحدة للنصف الثاني من القرن العشرين، وأبرزت جوانب متخفية ما وراء ستار الشهرة لفنان اشتهر بانفصالٍ صارخ في حياته العملية والشخصية، إذ أنه كان شخصاً مزدحماً في الأماكن العامة، غالباً ما يخرج للعامة بمظهرٍ مكتظ، واستطاعت أن تكشف عن جانبه غير المتوقع وربما الأكثر عمقاً من حياة زميلها الفنان، فتظهره على أنه غارق  في العزلة والوهن.
فرسمته مغمض العينين بصدرٍ عارٍ كشف عن جذعه الشاحب المشوه، مرتدياً مشدّاً ناعماً، يزعم أنه أجبر على ارتدائه بعد تعرضه لإطلاق النار من قبل فاليري سولاناس العضو السابق في الاستديو الخاص به عام 1968.
تقتصر اللوحة القماشية على دمجٍ لدرجات ألوان رائعة، حيث اختارت أليس أن تحيط رأس وارهول والجزء العلوي من جسده بعينة من الأزرق الفاتح، وحددت ملامحه الهشّة بزبرجديٍّ مميز، في حين تتراءى في الخلفية خطوط عريضة فقط للأريكة، مما يوضح الاقتصاد شديد الحساسية للصورة.
لم تصور جسم الإنسان بطريقة واقعية، فمن خلال استخدامها للخط التعبيري واللوحة النابضة بالحياة والحدة النفسية والداخلية، استطاعت أن تلتقط وجهة نظر جليساتها النفسية والداخلية،  ويصف العديد من النقاد لوحاتها العارية اليوم على أنها صور صادقة، على الرغم من أن الأعمال في ذلك الوقت كانت مثيرة للجدل في عالم الفن لأنهم شككوا في دور المرأة التقليدي. 
كما رسمت أليس النساء في الوسط الاجتماعي وفي الأماكن العامة، بعبارة أخرى متحدية بشكل صارخ مجالات الأنوثة  التي كانت موجودة وتعمل فيها معظم الفنانات في القرن التاسع عشر، ومعايير دور المرأة في الأسرة وفي الحياة اليومية والتي انعكست في موضوعات لوحاتها.