سحر خليفة والرواية النسائية
آمنت الروائية الفلسطينية سحر خليفة أن نضال المرأة الفلسطينية جزء من النضال السياسي الفلسطيني العام من أجل تحرير بلادها، تشغل منصب مديرة لمركز شؤون المرأة في نابلس، كتبت إحدى عشرة رواية ترجمت لعدة لغات عالمية.
مركز الأخبار ـ سحر خليفة واحدة من أبرز الروائيين الفلسطينيين كرست حياتها للكتابة روايتها الأولى "لم نعد جوار لكم" أحدث صدى كبير بسبب دفاعها عن حرية المرأة، ترجمت بعض رواياتها لسبع لغات، عبرت من خلال أعمالها عن إيمانها العميق بأن وعي المرأة النسائي جزء لا يتجزأ من وعيها السياسي.
رواياتها ميراث المرأة الفلسطينية
ولدت سحر خليفة في مدينة نابلس الفلسطينية عام 1941 أي في ظل الانتداب البريطاني، وهي الخامسة من بين ثماني فتيات، وجدت في طفولتها منافذ إبداعية كالقراءة والكتابة والرسم، منذ صغرها نبذت الواقع الذي يهمش المرأة حيث قالت "علمت أنني كنت عضواً في جنس بائس لا فائدة منه ولا قيمة له، منذ الطفولة تعلمت أن أعد نفسي للمخاطر المرتبطة بكوني امرأة"، كانت مدركة أنه تم معاملتها على أنها عالة على مجتمعها فقط لأنها امرأة حيث أن تزويجها بسن الخامسة عشر رغماً عنها أثبت لها ذلك، وقد وصفت هذا الزواج الذي دام 13 عاماً فقط بأنه "بائس ومدمر" حتى أنها لم تكتب أي عمل أدبي خلال هذه الفترة.
وبعد انتهاء زواجها عادت للكتابة التي وجدت فيها ملجاً لها حيث قالت فيها "لقد انغمست مثل أي شخص في العالم العربي المثقف، في الحركة الوجودية والفكرية والوجودية، حتى حدث الاحتلال، واصلت كوني وجوديا"، حيث بدأت بشعر المقاومة بعد هزيمة الأردن عام 1967 واحتلال الضفة الغربية، الذي استوحته من أعمال الشاعر الفلسطيني محمود درويش لذلك انفصلت عن السرديات النسائية المحدودة الطاغية على أدب المقاومة، أبداعها في الكتابة ظهر في أول رواية لها بعنوان "بعد الهزيمة".
حيث دونت فيها تفاعلات العوائل في مبنى سكني في نابلس بعد الحرب، لتصادر السلطات الإسرائيلية المخطوطة الوحيدة للرواية ولم تبصر النور بعدها، لكن سحر خليفة استمرت بالكتابة وأبدعت مرة أخرى في روايتها "لم نعد جواري لكم" التي أحدثت صدى بسبب دفاعها عن حرية المرأة، تلتها رواية "الصبار" التي تعد الأكثر شهرة عام 1976، حيث كشفت عن الفروق الطبقية في ظل الاحتلال الإسرائيلي، وبعد أربع سنوات من طرحها رواية الأشواك البرية نشرت "عباد الشمس" كتتمة لـ "مذكرات امرأة غير واقعية" للتركيز على الروايات النسائية التي كانت غائبة إلى حد كبير عن القصة الأصلية، على الرغم من ذلك لم تحظى بالاعتراف الأدبي إلا بعد صدور رواية "الصبار"، وترجمت معظم رواياتها إلى العديد من اللغات ، ونالت العديد من الجوائز العربية والعالمية
النسائية الثورية في ظل الاحتلال
واصلت سحر خليفة تعليمها في الولايات المتحدة بعد أن أنهت دراستها في مدرسة خاصة بالقدس ومدرسة راهيبات الوردية في العاصمة الأردنية عمان، وقد حصلت على منحة فولبرايت لإكمال درجة الماجستير في اللغة الإنكليزية، ثم حصلت على درجة الدكتوراه في الدراسات النسوية جامعة أيوافي أيو سيتي في الولايات المتحدة الأمريكية وقامت بدراسات نسوية لمدة سنوات في ظل توليها مديرة للأنشطة الثقافية ومديرة لدائرة العلاقات العامة، كما شغلت منصب رئيسة تحرير والمحررة المسؤولة في مجلة "غدير" الصادرة عن الجامعة، إلى جانب عملها مترجة في سفارة نيجيريا في ليبيا ومترجمة في شركة شمال أفريقيا للتأمين.
بعدها عادت إلى نابلس بعد بدء الانتفاضة الأولى حيث كتبت رواية "باب الساحة" عام 1990 صورت فيها حياة النساء على خلفية الانتفاضة، وكانت قبل ذلك بعامين قد أسست مركز شؤون المرأة في نابلس ولا زالت تتولى إدارته، حيث وصفت في إحدى اللقاءات عملها مع نساء نابلس قائلة "لم أحضر صورة لمؤسسة من الخارج، لقد تعلمت من الواقع"، كما افتتحت فروعاً أخرى للمركز في مدينة غزة والضفة الغربية وصولاً إلى عمان.
في أعمال الروائية أكدت أن وعي المرأة جزء لا يتجزأ من وعيها السياسي، وقد عبرت عن ذلك بأسلوب مبدع وفني مقنع، وأنه على الرغم من الانتهاكات والمعوقات التي تعانيها المرأة الفلسطينية إلا أنها تبقى جزء من النضال السياسي الفلسطيني لتحرير بلادها، وخلال مسيرتها نشرت إحدى عشر وراية جميعها تناولت وضع الفلسطينيين/ات تحت الاحتلال، حيث واصلت كتابتها وفي إحدى إصداراتها الأخيرة "أصل وفصل" عام 2009 تدور أحداث الرواية عشية نكبة عام 1948 عندما قامت القوات الإسرائيلية بالبحث في قصص الشخصيات التي قاومت الانتداب البريطاني والحركة الصهيونية،