رولا دشتي... أول امرأة كويتية في مجلس الأمة الكويتي

رولا دشتي ناشطة قوية في مجال حقوق المرأة وتكريس المساواة بين الجنسين، ساهمت في صدور مرسوم يسمح للمرأة الكويتية بالتصويت وخوض الانتخابات النيابية.

مركز الأخبار ـ تعد من أبرز الخبراء الاقتصاديين في العالم، شغلت العديد من المناصب الهامة في بلدها كان أهمها منصب وزيرة دولة لشؤون مجلس الأمة الكويتي، كما كان لها دور هام وبارز في تفعيل دور المرأة في الحياة العامة، رولا دشتي أول امرأة كويتية في مجلس الأمة الكويتي.

 

نشأتها ودراستها

ولدت رولا عبد الله علي حاجيه دشتي في أحد أحياء الكويت عام 1964 لأبٍ كويتي وأمٍ لبنانية، وهي ابنة النائب البرلماني السابق في مجلس الأمة الكويتي عبد الله علي دشتي.

تلقت تعليمها في الكويت، إلا أنها انتقلت بعد انتهائها من المرحلة الثانوية إلى الولايات المتحدة الأمريكية وتحديداً ولاية كاليفورنيا في مدينة شيكاغو.

 

التحصيل العلمي

حصدت رولا دشتي العديد من الشهادات العليا من عدة جامعات عالمية، فقد حصلت على البكالوريوس في علوم اقتصاديات الزراعة من جامعة ولاية كاليفورنيا، ومن ثم الدكتوراه في الديناميات السكانية من جامعة جونز هوبكنز في الولايات المتحدة، وشهادة ماجستير في العلوم الاقتصادية والمالية من جامعة ولاية كاليفورنيا "ساكرامنتو".

 

أهم مناصب وأعمال رولا دشتي

شغلت رولا دشتي خلال مسيرتها العديد من المناصب الهامة والمرموقة في بلدها، في وقتٍ كانت المرأة تتقلد بعض المناصب التقليدية، وتولّت منصب رئيسة الجمعية الاقتصادية في الكويت وقد كانت أول امرأة تحصل على هذا المنصب في بلدها.

إضافة لكونها أحد أعضاء المجلس الأعلى للتخطيط وعضو بالمجلس التنفيذي للقيادات العربية الشابة بفرع الكويت، وأحد أعضاء لجنة الكويت الوطنية التنافسية وعضو مؤسس للرابطة الوطنية للأمن الأسري، كما أنها استطاعت أن تحصل على العضوية في مجلس الأمناء لمؤسسة منتدى المستقبل.

كما كان لـ رولا دشتي دور هام أثناء الغزو العراقي للكويت عام 1990 والذي دام سبعة أشهر، فقد نشطت كمتطوعة في لجان رعاية أسر الأسرى الكويتيين، وشاركت في إثارة قضية الكويت على الصعيد الدولي، وساعدت في العمل التطوعي إلى جانب منظمات المجتمع المدني وجمعيات النفع العام بما يمكن أن تسمح به ظروف المجتمع الكويتي المحافظ آنذاك.

وبالنسبة إلى أعمالها بعد تحرير البلاد من الغزو العراقي في 26 شباط/فبراير 1991، عملت كمنسق عام ومديرة للعقود في برنامج الطوارئ وإعادة إعمار البلاد إلى جانب عملها كمستشارة للبنك الدولي في الكويت، وتقلدت منصب أمين سر نادي الفتاة الكويتية، ومديرة لإدارة الاقتصاد بمعهد الكويت للأبحاث العلمية، وخبيرة اقتصادية وفيما بعد أصبحت رئيسة بنك الكويت الوطني.

وفي كانون الثاني/يناير 2004 ترأست جمعية الاقتصاديين وبذلك أصبحت أول امرأة في الكويت تترأس منظمة أهلية مختلطة، وفيما بعد أصبحت عضو مؤسس في الرابطة الوطنية للأمن الأسري، وعضو في لجنة الكويت الوطنية للتنافسية، وعضو مجلس الأمناء لمؤسسة منتدى المستقبل، فضلاً عن عضويتها في المكتب الاستشاري لتقرير التنمية العربية لعام 2009 الذي تم صدوره عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

 

رولا دشتي وكيلاً للأمين العام للأمم المتحدة

بعد مسار حافل بالعطاء والاجتهاد على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي، وقع الاختيار على رولا دشتي في 22كانون الثاني/يناير 2019 لتعيّن في منصب وكيل الأمين العام للأمم المتحدة، وأمين تنفيذي للجنة الاقتصادية والاجتماعية لمنطقة غربي آسيا "الإسكوا"، وقد حصلت على ذلك المنصب نتيجة ثقة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرس بكفاءتها في هذا المجال ولمسيرتها المليئة بالإنجازات على كافة الأصعدة.

 

رولا دشتي وترشيح نفسها في الانتخابات

انخرطت رولا دشتي في المجال السياسي ورشحت نفسها في دورات انتخابية عدة، كان أولها في انتخابات مجلس الأمة الكويتي لعام 2006، وحصلت حينها على المركز الخامس برصيد 1539 صوت وخسرت الجولة الانتخابية.

وفي عام 2008 أعادة ترشيح نفسها في انتخابات مجلس الأمة الكويتي، وحصلت حينها على المركز الخامس عشر برصيد 4464 صوت وخسرت أيضاً هذه الجولة الانتخابية.

وفي عام 2009 كانت المشاركة الثالثة والأخيرة لرولا دشتي في انتخابات مجلس الأمة الكويتي، فقد رشحت نفسها وحصلت على المركز السابع برصيد 7666 صوت وفازت في هذه الجولة الانتخابية.

 

رولا دشتي وما قدمته للمرأة الكويتية

عُرِفَت رولا دشتي بنضالها إلى جانب المرأة وخاصة الكويتية، فقد كانت ناشطة قوية في مجال حقوق المرأة وتكريس المساواة بين الجنسين، إلى جانب مساهمتها في صدور مرسوم ضمن التعديل القانوني الذي أجري في عام 2005 يسمح للمرأة الكويتية بالتصويت وخوض الانتخابات النيابية، فيما كانت من الأعضاء المؤسسين للجنة كويتيات منسيات المعنية بقضايا المرأة الكويتية والمتزوجة من غير الكويتي.

 

أول كويتية في مجلس الأمة الكويتي

في الـ 19 تموز/يوليو عام 2012 تم تعيين رولا دشتي في منصب وزيرة الدولة لشؤون التخطيط والتنمية ووزيرة الدولة لشؤون مجلس الأمة الكويتي، وقد كانت حينها ضمن النساء الأربع الأوائل اللواتي انضممن إلى المجلس، ومن ثم أعيد تعيينها في هذا المنصب في 11 كانون الأول/ديسمبر من نفس العام.

 

جوائز وألقاب

حصلت أثناء مسيرتها العملية على جائزة الملك حسين للتنمية الإنسانية في عام 2005، إضافة إلى أنه تم اختيارها ضمن قائمة أقوى 50 شخصية عربية في مجلة الأعمال الإماراتية الإلكترونية أرابيان بيزنس وذلك في عامي 2006 و2007، فضلاً عن اختيارها ضمن قائمة أبرز 20 سيدة أعمال عربية في مجلة فايننشال تايمز التي تعتبر من المؤسسات الإخبارية الرائدة في العالم في عام 2008.

واستطاعت الكويتية البارزة في المجالين الاقتصادي والسياسي والناشطة في شؤون المرأة رولا دشتي من أبرز القياديات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بفكرها وإنسانيتها أن تساهم في خدمة المجتمع المدني وتعزيز الديمقراطية وزيادة تفعيل دور المرأة في الحياة العامة ومراكز صنع القرار.