رواية "صلاة من أجل العائلة"
روت الكاتبة من خلال الشخصية المحورية وعائلتها مدى ارتباط الإنسان بجذوره ومدى تعلقه بعائلته ورغم البعد في الزمان والمكان تبقى حاضرة.
رينيه الحايك كاتبة لبنانية ولدت في جنوب لبنان عام 1959، درست الفلسفة في الجامعة اللبنانية قبل بداية عملها في الصحافة والترجمة الأدبية. أصدرت اثني عشر رواية منها (البئر والسماء، بلاد الثلوج، أيام باريس)، ودخلت روايتها "صلاة من أجل العائلة" التي صدرت عام 2007 عن دار نشر المركز الثقافي العربي في بيروت، في القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2009، المعروفة بجائزة "بوكر".
منذ الأسطر الأولى كشفت الكاتبة رينيه الحايك في عملها الروائي "صلاة من أجل العائلة" عصب أحداث الرواية المتمثل في التوق الى الانفصال عن صورٍ في الرأس، ولكن عبثاً المحاولة فهي لن تفعل سوى جمع خيوطها من هنا وهناك.
بطلة الرواية فتاة عاشت طفولة قاسية تروي حكايتها مع والدتها الصارمة والمتشددة جداً، تروي تفاصيل حياتها منذ صغرها وإلى أن تزوجت وسافرت خارج البلاد.
لكن المحور الأساسي في الرواية هو تلقيها خبر وفاة والدتها، وكيف انقلبت مشاعر الغضب إلى مشاعر حزن وشوق، هنا يظهر مدى صلابة الجذور مهما كانت الظروف المحيطة، فربما كانت الأم قاسية خوفاً على ابنتها التي شكل فقدانها بصمة عميقة في داخلها.
تتحدث الابنة عن الذكريات التي لم تفارق تفكيرها تستيقظ معها وتنام معها، صور والدتها رغم قسوتها لكن كانت ملامحها حنونة، رغم تسلطها لكنها كانت حكيمة في قراراتها، لم تدرك ذلك الفتاة حتى أصبحت أماً، لكن الوقت لم يمنحها الفرصة لتشكر والدتها على كل ذلك، حيث بالغتها بخبر وفاتها وهي في بلداً أخر.