رواية "سِفْر الاختفاء"
أثارت الكاتبة في روايتها الكثير من الأسئلة القديمة والجديدة عن القضية الفلسطينية، من خلال الابطال عرباً ويهوداً ومسلمين ومسيحيين ومتدينين وعلمانيين.
ابتسام عازم كاتبة وروائية وصحفية فلسطينية تعيش في نيويورك، ولدت في مدينة الطيبة في فلسطين، درست في الجامعة العبرية في مدينة القدس وأنهت دراساتها العليا لنيل الماجستير في جامعة فرايبورغ في ألمانيا، لها روايتان تُرجمت لعدة لغات أجنبية من بينها الفرنسية والإنكليزية.
اخذت الكاتبة القارء في رحلة إلى فلسطين عبر حادثة افتراضية تتمثل في اختفاء الفلسطينيين بشكل مفاجئ، يوقع العالم في حالة من الهلع والذعر، بما في ذلك الجيش والمؤسسة الأمنية، فضلاً عن الإعلام الذي يقع في التخبط حدّ الهستيريا.
المواقف المختلفة في الرواية ليست حيال عملية الاختفاء وحسب، بل هي مواقف تجاه العرب الفلسطينيين الباقين الذين لم يغادروا وطنهم، وما كانت افتراضية الاختفاء هذه إلا أداة استخدمتها الكاتبة لاسترجاع الماضي، لتظهر كيف كانت عليه الحال قبل النكبة ومعها وبعدها، حتى أيامنا هذه أيام "الربيع العربي"، من خلال ذكريات الجدّة تاتا هدى، وكذلك من خلال ما يرويه الصحافي الإسرائيلي أريئيل.
وعن مسألة المسلم والمسيحي لم تضع الكاتبة تلميحات في روايتها إلى أي فروق بين الدينين، على مستوى اللغة استخدمت في بعض المشاهد الفصيحة حينا، والمحكية الدارجة حينا أخرى، كما استخدمت اللغة العبرية في بعض الحوارات، ومن غير ترجمة وإن كان السياق مفهوم في أغلب الأحيان.
صادرة الرواية عن دار الجمل عام 2014، ارتكز جزء منها على التأملات والتذكّر والحوارات، بينما يقوم جزء آخر على مذكرات الجدة، وفي فصل الختام ما تزال البلاد في حالة طوارئ واستنفار قصوى.