رواية "رائحة الزمن العاري"

معاناة المرأة داخل مجتمع ذكوري لا يزال ينظر للمرأة المطلقة والأرملة بدونية، وقضية الانتماء والهوية عرضتها رواية "رائحة الزمن العاري" للكاتبة هيام قبلان.

هيام قبلان شاعرة وكاتبة فلسطينية من مواليد عام 1956 في طفولتها انتقلت من مدينة إلى أخرى لمتابعة دراستها وذلك لعدم توفر مدارس قريبة، فكانت الغربة والابتعاد عن أهلها السبب الأساس في ظهور موهبة الكتابة لديها، فكان الشوق والحنين لأهلها هو المقوم والمحفز لتبدأ بالكتابة وتفرغ كل ما في خاطرها على الورق.

وخلال فترة دراستها في المرحلة الجامعية حيث اختصت بقسم التاريخ والتربية لمع اسمها أدبياً ونشرت كتاباتها النثرية والشعرية في الصحف المحلية عام 1975 وترجم العديد منها إلى اللغة العبرية.

تمردت الكاتبة هيام قبلان على الصورة النمطية للكتابات النسوية المعروفة في روايتها "رائحة الزمن العاري" التي صدرت الطبعة الأولى منها عام 2010، عن دار التلافي في فلسطين، حيث وجهت الأنظار إلى زاوية جديدة للحياة حين يجب أخذ الأحلام والهواجس والطموحات على محمل الجد واليقين الكامل بإمكانية تحقيقها.

دارت الرواية حول محورين أولهما ركز على معاناة المرأة في مجتمع ذكوري بحت، أما المحور الثاني فكان يسلط الضوء على قضية الانتماء والهوية والحلم المؤجل.

تطرقت الكاتبة في روايتها إلى الحق في الأرض التي يتم الاستيلاء عليها وبناء المستوطنات، وسلطت الضوء على مشكلة التمييز العنصري، كما ثارت ضد الرجل وانهزاماته وخنوعه للتقاليد ونظرته الدونية للمرأة، ووقفت في وجه تهميش المرأة مناديةً بتحررها من القيود الاجتماعية والمجتمع الذكوري والعادات المتوارثة.

وطرحت العديد من المشاكل التي تعاني منها المرأة وخاصةً الأرملة أو المطلقة مثل إجبارها على الزواج أو منعها من الخروج إلا بإذن، لتحث الكاتبة هيام قبلان المرأة على كسر تلك القيود والتحرر والعيش بحرية والتمتع بالمساواة الطبيعية بين الجنسين.

ضجت هذه الرواية بنون النسوة وتاء التأنيث، لتروي معاناتهن من طفلة مغتصبة أو مراهقة مقهورة أو زوجة مسلوبة الحقوق، أو مطلقة مشبوهة وأرملة شقية.