رواية "منازل الوحشة"
تعكس صور المعاناة والعتمة التي عمت على المرأة العراقية خلال فترة الغزو الأمريكي للعراق.
للروائية والشاعرة والمترجمة العراقية دنى غالي، من مواليد البصرة عام 1992 وتقيم في الدنمارك، حاصلة على شهادة البكلوريوس من كلية الزراعة في جامعة البصرة، عملت في مجال الترجمة في المكتبة الملكية في مدينة كوبنهاغن، ونشرت وترجمت مجموعة من القصص القصيرة والروايات، والقصائد باللغتين العربية والدنماركية، وهي عضوة في اتحاد الكتاب الدنماركيين، وعضوة في رابطة القلم.
صدر لها عام 2000 أول عمل روائي بعنوان "النقطة الأبعد"، ولها العديد من المؤلفات من بينها: "عندما تستيقظ الرائحة، السأم يتلون، لا تقصصي القصص يوم الأربعاء...."، وشاركت في العديد من الأمسيات والندوات الثقافية، تكشف عبر رواياتها معاناة المواطن العراقي وبالذات المرأة.
"منازل الوحشة" رواية أدبية صدرت عام 2013 عن دار التنوير، صورت بعض اللقطات العامة لبغداد المحتلة حيث تحولت إلى ثكنة عسكرية مكتظة بقوة الاحتلال، وعصابات القتل والخطف، والمليشيات الطائفية، والعصابات المقنعة الملتمة التي ظهرت نتيجة غياب الأمن والأمان، وتفشي الجريمة وانتشار التخريب والتدمير.
كما بينت كيف أن البيوت البغدادية الفسيحة تتحول إلى أقفاص لأهلها، ولا سيما أن المنازل تتحول إلى كهوف وقيود ومسارح جرائم من نوع آخر، حيث التفخيخ يطال كل شيء، فتهمل الحدائق، وتغلق الأبواب، فيقتصر الاستعمال على غرف بعينها من باب الأمان، ويتم غلق النوافذ بإحكام، بحيث تحجب أي رؤية أو ضوء من الخارج وتخفي من في الداخل.
تعكس صور المعاناة والعتمة التي عمت على المرأة العراقية من خلال قصة امرأة تحكي همومها وتصف المتغيرات التي اجتاحت حياتها وحياة أسرتها، حيث عكست أفكارها المشتتة بين زوج يائس هارب من الاغتيال والتصفية، وابن محبط أقعده انسداد الأفق عن القيام بأية مبادرة لتخفيف الإحباط عن صدره، وذلك نتيجة حتمية للتغيرات العاصفة، حيث أن الفوضى لا تفسح اي مجال للتعقل، تجبر فقط على الهروب أو التقوقع واليأس.
كما عبرت عن المرارة المؤلمة التي عاشتها المرأة العراقية حيث نسيت ما تريد من كل حياتها، وأن الرحيل هو النهاية المرتقبة، وأن السنين قادتها إلى وحشة وعزلة وكآبة متعاظمة. لقد أفرغت طاقتها في مشروع وهمي. الفراغ اجتاح حياتها، فأجهدت نفسها في البدء بالعد وهي تخفي نفسها، تحفر من أجل العثور على ما دفنته من قبل.
سلطت الضوء على وقائع الحياة التي تسير بالضد من أفكار العائلة، وتمرد الجيل الجديد فيها على نمط حياتها وتطلعاتها، فأصبح واقع المجتمع العراقي يجسد نظاماً متذبذباً لا تحكمه أعراف المدينة ولا الريف، تضيع فيه الحدود والمبادئ، وتتسيد فيه الفوضى، وأشخاص لا تاريخ لهم ولا جغرافيا تتحكم فيهم نزواتهم، ويخضعون لقوة خفية هدفها التدمير فقط.