للروائية الأردنية سميحة خريس التي ولدت في عمان عام 1956، درست المرحلة الابتدائية في قطر، ثم انتقلت إلى السودان وهناك أكملت دراستها الثانوية، ثم تخرجت من جامعة القاهرة وحصلت على الإجازة في الآداب، وهي تتقن اللغة الإنكليزية إلى جانت العربية.

عملت سميحة خريس في مجال الصحافة، شغلت منصب عضو في العديد من الروابط والهيئات الثقافية، شاركت في العديد من المؤتمرات والندوات العربية.

كما تحولت عدد من أعمالها الأدبية إلى مسلسلات إذاعية أنتجتها مؤسسة الإذاعة والتلفزيون، وحازت على جوائز في مهرجانات الإذاعة والتلفزيون العربية بالقاهرة، وترجمت بعض من أعمالها الأدبية للغة الألمانية، كما حاولت من خلال كتاباتها تسليط الضوء على قضايا المرأة بشكل أوسع مختلف لم يسبق أن سبقها إليه أحد.

فكانت روايتها الأدبية "بابنوس" التي صدرت عام 2014 تتحدث عن الصراع السياسي القائم في إقليم دارفور السوداني، وتبين أسبابه وبعض ملامحه، لتبرز الوجه البشع للحضارة الغربية التي ترتدي قناعاً إنسانياً لإعادة عملية الرق مرة أخرى، وكشفت عن الفصائل المتمردة والظروف والجهات المختلفة ضد إنسان المنطقة الضعيفة البريء المسحوق.

ويبدأ النص في دارفور المكان، مستنداً على واقعة حقيقية حدثت قبل أعوام عندما كشف السودان وتشاد عن عصابة تقوم بتهريب الأطفال من المنطقة وبيعهم في باريس لتحويلهم إلى بيوت الدعارة، كما ألقت الضوء على أناس يعانون الحياة الصعبة والمرة والحلوة في الوقت ذاته، كما يعانون الصراعات السياسية والعسكرية، واضطرابات اقتصادية وإنسانية.

حيث تنير على جوانب أخرى من القضية كموقف الحكومة المركزية ودعمها لجماعة الجنجويد ومتمردي دارفور بأطيافهم والجمعيات الغربية التي تدعي إنسانيتها وخدمتها للفقراء، لكنها واقعياً تعمل على استغلال كل شيء لما فيه مصلحة الدولة المستعمِرة ابتداء من الثروات وانتهاء بسرقة الأطفال.

وحثت المرأة في تلك المناطق التي تعيش الظلم ذاته بأن لا تيأس كونها امرأة مظلومة، وإنها في عداد الإناث، فهي مخلوق بشري مغاير تصطف قريباً من موقع الذكورة أو تتجاوزه، تجمع في كفيها فراشات ملونة، وتفيض منها مشاعر أمومة لا حدود لها.

وبينت أن رغم كل الظلم والدماء والدموع هناك قصص حب جميلة تنشأ في مناطق مضطربة وفقيرة، فهي بهذا تقدم تاريخاً لمكان ما خلال فترة زمنية ما، وهو تاريخ الشعوب المقهورة والمسكوت عنه.