رواية "امرأة من صوف"
تعرض الرواية قصة امرأة وحيدة لم تجد سبيلاً لتبديد تلك الوحدة ألا بحياكة الصوف طوال الوقت، حتى لقبت بـ امرأة الصوف.
رواية اجتماعية بطابع خيالي، للكاتبة الفلسطينية رغد النابلسي تتحدث فيها عن ماجدة امرأة خمسينية ووحيدة تجيد غزل الصوف، حبها للصوف يجعلها تتساءل عن صحة قراراتها السابقة، والسؤال الأكبر الذي يدور في ذهنها: هل أستطيع تغيير الماضي؟ لتجيب الرواية بين صفحاتها عن هذا السؤال.
رغد النابلسي خريجة كلية التربية قسم الإرشاد النفسي، مهتمة بعلم النفس والكتابة والفن بأنواعه، صدر لها العديد من الروايات منها رواية "امرأة من صوف" عام 2021 عن دار الورود للنشر.
في البداية نظنها مجرد خيوط من الصوف تملئ أوقات الفراغ وتشغل من يحيكها بعض الوقت ولكنها خيوط سحرية كانت لها قدرة عجيبة على إرجاع ماجدة بطلت الرواية بالزمن إلي الوراء، تلك السيدة التي تخطت الخمسون عاماً من عمرها وحيدة بعد وفاة زوجها وليس لها أولاد ولا زوار حفر الزمن أخاديده على وجهها ويديها وزادتها وحدتها فوق العمر عمراً.
اتخذت ماجدة بسبب وحدتها من أثاث منزلها أشخاص ينبضون بالحياة، كما أنها كانت تمضي معظم وقتها في حياكة الصوف الذي علمها درس كثيرة عن أيامها الماضية التي قضتها بين التيه والضياع وعدم الرضا والعزلة والخوف من الاقتراب من الناس، كما أنها لم تعرف في حياتها الألوان الأبيض والأسود فقد عاشت منغمسة في اللون الرمادي الذي يشبه وحدتها وعزلتها وحيادتها.
هل يغير الإنسان خياراته إذا عاد إلى الماضي؟ سؤال تكرر في ذهن ماجدة مع كل مرة تندم فيها على نتيجة اختياراتها السابقة، وبعد تفكير عميق تجيب عن سؤالها بكل حكمة أنها حتى لو عادت للماضي ستخاف من الاختيارات الأخرى، وأن التغيير الحقيقي تستطيع إحداثه بالتحكم في الحاضر فقط، فلا فائدة من الندم على أخطاء الماضي ولكن من الممكن استخلاص الدروس والعبر ومحاولة تفادي أخطاء الماضي في الحاضر الذي نحياه.
فقامت ماجدة بإحداث الكثير من التغييرات في حياتها من خلال الرضا الذي استطاع انتشالها من سجنها ووحدتها، عبر طرح أحدى غرف منزلها للإيجار لتضيف بعض الأشخاص إلى حياتها وتتخلص من الفراغ والعزلة .