رواية "الشمال والجنوب"
عرضت الرواية الصراعات في الشمال الصناعي منتصف القرن التاسع عشر، والفروقات الكبيرة بين الحياة الصناعية في الشمال والحياة المترفة في الجنوب.
إليزابيث جاسكل (1810ـ 1865)، من أشهر الروائيين وكتاب القصص القصيرة خلال العصر الفيكتوري، عرضت من خلال رواياتها صور مفصلة عن حياة العديد من طبقات المجتمع وأهمها الفقراء، وهذا ما جعل منها واحدة من الشخصيات الروائية الأكثر إبداعاً وعمقاً في الأدب الإنكليزي.
نشرت عام 1855 أهم وأشهر رواياتها بعنوان "الشمال والجنوب"، تحدثت فيها عن الفرق الكبير بين الحياة الصناعية في الشمال والحياة المترفة في الجنوب، كما صنفت الرواية على أنها قصة اجتماعية سلطت الضوء على الشمال الصناعي وصراعات منتصف القرن التاسع عشر من جهة نظر امرأة من الجنوب.
بطلة القصة تدعى "مارغريت هايل" تنتقل مع والديها إلى ملتون الصناعية في الشمال بعد تخلي والدها عن منصبه في الكنيسة، وبسبب تغير أسلوب الحياة أصيبت بالإحباط لكنها وبعد تعرفها على بعض العمال الفقراء وتعاطفها معهم حاولت إحداث تغيير لتصبح مدافعة عن حقوقهم وتدخل في صراع مع صاحب أحد المصانع.
وسلطت الكاتبة إليزابيث جاسكل في روايتها الضوء على مسائل شائكة تتعلق بطبيعة السلطة الاجتماعية بين الخضوع لها أو التمرد عليها، مع عرض الأبعاد السياسية والاقتصادية التي رافقت الثورة الصناعية في إنكلترا، مثل "الرأسمالية واقتصاد السوق الحر ومفهوم العدالة والمساواة الطبقية وحقوق العمال والمرأة"، جمعتها كلها في رؤية استشراقية تنبأت فيها بما يعاني منه المجمع في الوقت الحالي، بما في ذلك قضايا بيئية خلفتها الآلة الصناعية.
من خلال الأحداث التي تتعرض لها بطلة الرواية مارغريت في مسيرتها من مظاهرات عمال المصانع، ووصولاً إلى التمرد على السلطة انتصاراً للحق، تقدم الرواية مساحة سردية غنية بالتفاصيل ببعديها العام والخاص حيال مسائل كانت شديدة الحساسية خلال القرن التاسع عشر.