"رواية الباب المفتوح" علامة فارقة في الكتابة العربية

"الباب المفتوح" رواية للأديبة المصرية وأستاذة الأدب الإنكليزي لطيفة الزيّات، إحدى رواد التيار الواقعي في الرواية المصرية خلال خمسينيات القرن العشرين، صنّفت الرواية من ضمن قائمة أفضل مئة رواية عربية

.
تدور أحداث الرواية عن فتاة ذكية مليئة بالحيوية تدعى "ليلى" تعيش وسط أسرة مصرية تنتمي للطبقة المتوسطة كباقي أسر المجتمع المصري التقليدي لا ينتظر من المرأة إلا الخنوع والطاعة، ليلى بطلة الرواية هي رمز للقهر والمقاومة في آن واحد، في الحادية والعشرين من عمرها كانت تريد لكيانها أن يكون مستقلاً ورفضت أن تنحني أمام الأعراف غير العادلة والسوية في المجتمع.
تصطدم ليلى بظلم المجتمع الذكوري الذي يحمّلها الخطيئة دائماً رغم أنها لم تقترف ذنباً، لكن فقط لأنها أنثى كذلك الأسرة التي تحرم عليها الحب والحرية والاختيار فنجدها وحدها تواجه الأب من جهة، الذي يساهم في تضييق الخناق على ابنته مطبقاً قواعد المجتمع الظالمة.
ومن جهة أخرى تواجه الخطيب الذي يعتبر نفسه سيداً ووصياً على المرأة وينظر للأنثى كونها مجرد مظهر اجتماعي يكمل صورته الناقصة أمام الناس.
تعكس الرواية أحلام البلاد في التحرر من الاستعمار إذ يدور زمن الرواية في الفترة ما بين (1946 ـ 1956)، وهي الفترة التي شهدت مقاومة الشعب المصري لقوات الاحتلال البريطاني ووقوع معركة بورسعيد بين الطرفين، مع التأكيد على أهمية مشاركة المرأة ودورها في الدفاع عن البلاد ضد المغتصب، معتبرةّ أنّ تحرر المرأة تحرر للإنسانية.
"الباب المفتوح" هي إحدى أولى الروايات التي تنصر قضايا المرأة وتلقي الضوء على مشاعر النساء وأوجاعهن في مواجهة كل ما يدور حولهن، وحقهن في الحرية على كافة المستويات العاطفية والفكرية والثقافية وحقها في تقرير مصيرها طالما أنّها هي من سيعيشه دون غيرها.
صدرت الرواية لأول مرة عام 1960، ونشرت في عدة دور نشر منها دار الكرمة للنشر والتوزيع عام 2015، وتحولت في عام 1963 إلى فيلم سينمائي من إخراج هنري بركات وبطولة سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة والفنان صالح سليم.
حصل الفيلم على جائزة أفضل فيلم من مهرجان جاكرتا السينمائي عام 1963، وحصلت عنه أيضاً فاتن حمامة على جائزة أفضل ممثلة من المهرجان ذاته.