رواية "الأم" من روائع الأدب الروسي

تعد رواية الأم للكاتب الروسي مكسيم غوركي إحدى الابداعات العالمية، وهي أهم عمل روائي يجسد دور المرأة في النضال، صدرت في عام 1906م، تدور احداثها في فترة الثورة البلشفية.
رواية الأم عن قصة امرأة أربعينية تدعى بيلاجيا نيلوفنا لديها أبن وحيد يدعى بافل، تكافح من أجل ابنها حتى يصبح شاباً، والد الطفل ميخائيل مدمن على شرب الكحول، كان يهيج ويُعنف الأم كلما أراد الشراب، باع كل مقتنيات المنزل حتى أصبحوا لا يملكون شيئاً. 
الزوج ميخائيل كان يعمل في أحد مصانع القرية التي تملكها الطبقة البرجوازية، لم يكن يحصل هو وزملاءه في العمل إلا على ما يسد رمقهم، في حين ينعم أصحاب المصانع بكل الخيرات، باختصار كان المجتمع يغرق في مستنقع الجوع والموت فيما ينعم النظام وأعوانه بالرفاهية والسيادة.
يبين مكسيم غوركي أن السُكر وإدمان المشروب لم يكن إلا أحد نتائج معاناة العمال، الذين يكدحون طوال اليوم ولا يحصلون على ما يسد رمقهم، يقول الكاتب في الصفحة الرابعة "أن التعب المتكدس خلال الأيام يفقد الشهية، فلينبهوها إذن بالشراب الغزير، وليخرشوا المعدة بلذع الفودكا الحارق الملتهب". 
كذلك كانت الزوجة الطرف الأضعف تتحمل نزقه، وتتحمل أفعاله وأقواله المُهينة، وتبقى الأكثر صبراً ومصدر قوة لمن حولها.
يكبر الأبن ليصبح شاباً وينضم إلى ثورة العمال بعد أن وصلته أخبار الثورة في المدن من فتاة تدعى ساشا.
تخشى الأم بيلاجيا نيلوفنا على ابنها فتقوم بإخفاء المنشورات والأسلحة. ينضم الأب إلى البرجوازيين المستغلين ويُقتل على إثر المعركة التي تنشب في المصنع، ويسجن الأبن فتتبنى الأم فكر ابنها وتستكمل مسيرة الكفاح.
من خلال شخصيات الرواية يتناول الكاتب ظروف ثورة البلاشفة لتأسيس نظام اشتراكي، ويرصد كفاح العمال لتجريد البرجوازيين من ثرواتهم وتأمين حياة أفضل للعمال والكادحين. 
تحمل الرواية أحداث كثيرة ومشوقة، فلا عجب أنها نالت شهرة كبيرة منذ صدورها وأدرجت ضمن قائمة أهم أعمال الأدب الاشتراكي.